توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بقعة ضوء بالجبل الأصفر

  مصر اليوم -

بقعة ضوء بالجبل الأصفر

بقلم - عماد الدين حسين

انطلاقة جديدة للعلاقات المصرية ــ النمساوية السيسى: لدينا 5 ملايين لاجئ يعيشون كمصريين ولم نتاجر بقضيتهم أو نبتز أحدابما أننا ننتقد العديد من السياسات الحكومية، فالأمانة والموضوعية، أن نشيد حينما تكون هناك اشياء تستحق.
صباح السبت الماضى حضرت افتتاح بعض المشروعات القومية فى مجال المياه والإسكان الاجتماعى بتقنية الفيديو كونفرانس من مقر محطة معالجة الصرف الصحى فى الجبل الأصفر بالقليوبية.
يوم السبت تم افتتاح مرحلة التوسع الثانية بطاقة ٥٠٠ مليون متر مكعب، لتصل الطاقة الإجمالية الآن إلى ٢٫٥ مليون متر مكعب يوميا، أى إنها تعالج ٩٠٠ مليون متر مكعب سنويا. هذه المحطة الاكبر فى المنطقة، على حد تعبير الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء.
المحطة ليست مجرد مشروع، هى مكان مترامى الأطراف، وأقرب إلى مدينة متكاملة. مبنية على مساحة ٧٨ فدانا لرى ١٥ ألف فدان يوميا، كما تمتلك مزرعة تجريبية مقامة على مساحة ٣٠٠ فدان يتم ريها من المياه المعالجة وتضم أشجار الليمون والزيتون والموالح.
تصميم هذا المشروع الضخم، تولاه المكتب البريطانى الأمريكى فى الثمانينيات من القرن الماضى كمحطة مجمعة للصرف الصحى بالضفة الشرقية لنهر النيل لخدمة مناطق عين الصيرة والمعادى ودار السلام والأميرية وحدائق القبة والمرج، إضافة إلى بعض مناطق محافظة القليوبية التى تقع المحطة فى نطاقها.
المرحلة الأولى للمحطة بدأ العمل فيها عام ١٩٩٠، ودخلت حيز التشغيل عام ١٩٩٨، بمعالجة ١٫٢ مليون متر مكعب من المياه، وهى تعالج يوميا ٢٫٥ مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحى يوميا، والخطة الجارية هى أن تصل الكمية إلى ٣٫٥ مليون متر مكعب يوميا وحينما يتم ذلك ستكون المحطة الأكبر عالميا، وإجمالى تكلفة المرحلتين يصل إلى ثلاثة مليارات جنيه. المحطة تنتج غاز الميثان لتوليد الطاقة الكهربائية، مما يوفر ٦٠٪ من احتياجاتها من الكهرباء وهو ما يساوى ١٤ مليون جنيه شهريا، وهى تدار أتوماتيكيا من خلال استخدام أعلى تقنيات التكنولوجيا والتحكم المسماة «اسكادا».
المكان من الداخل منظم ومخطط بطريقة رائعة، ويتصادم تماما مع محيطه خصوصا الطريق القادم من المرج.
مثل هذه المشروعات هى التى تستحق وصف الاستراتيجى، وسوف تزداد أهمية مثل هذه المشروعات فى المرحلة المقبلة، مع حاجتنا إلى كل نقطة مياه فى ظل المستقبل الغامض لمياه النيل بعد إنشاء سد النهضة الإثيوبى.
فى هذا اليوم أيضا تم افتتاح محطة تحلية مياه البحر فى الطور، إضافة لإنشاء محطات الصرف الصحى والزراعى فى المحسمة وبحر البقر لاستكمال زراعة ٤٠٠ ألف فدان فى سيناء.
كثيرون لا يدركون أن خدمة الصرف الصحى هى مؤشر مهم جدا لتقدم المجتمع وتطوره، ونهضة الأمم تقاس بمدى توفره.
كثيرون أيضا لا يدركون أن نسبة تغطية الصرف الصحى فى القرى المصرىة لم تزد عن ٣٤٪ حتى الآن، وفى عام ٢٠٢٠ ستصل النسبة إلى ٤٥٪.
نسمع منذ سنوات طويلة عن أننا نحتاج إلى نحو ٨٥ مليار جنيه لكى يتم تغطية كل الريف بمحطات الصرف الصحى. ولا نعرف، كم أصبح المبلغ الجديد بعد تعويم الجنيه وزيادة الأسعار؟!
زرت بلدا عربيا كبيرا وله حضارة عظيمة عام ١٩٩٧، ورأيت بعينى أن جزءا من الصرف الصحى فى أرقى واهم شوارع العاصمة مكشوف فى الشارع. نفس المشهد رأيته فى دولة إفريقية ذات حضارة ضاربة فى القدم والعراقة عام ٢٠١٤. البلدان يحاولان الآن تغيير هذا الواقع الأليم، وهو أمر يحتاج إلى أموال ضخمة ووقت طويل.
المشكلة فى مصر أننا نحتاج إلى أموال ضخمة ليس فقط للصرف الصحى، ولكن لمجالات أخرى كثيرة حيوية. مثل شبكة مياه الشرب والكهرباء والطرق والنقل إضافة بالطبع إلى المدارس والمستشفيات، ورأينا كيف أن المشروع القومى للكهرباء تكلف أكثر من نصف تريليون جنيه. وبالتالى فالأمر يتطلب أن نرتب الأولويات بشكل صحيح. ووقتها سوف نكتشف أننا لا نستطيع أن ننفذ كل هذه المشروعات الأساسية مرة واحدة، إلا إذا استطعنا أن نحشد ونعبئ كل مواردنا وإمكانياتنا، ليس فقط الحكومية، ولكن الخاصة، إضافة إلى أن تكون علاقاتنا الدولية جيدة جدا، لنضمن الحصول على قروض ومساعدات لتمويل مثل هذه المشروعات القطاعية الضخمة فى البنية التحتية.
كل التحية والتقدير لوزارة الاسكان، ولمن ساهم فى إنجاز هذه المشروعات التى نحتاج إلى الكثير مثلها، حتى يبدأ المواطنون فى الشعور أن هناك تغييرا يجرى فعلا على الأرض.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بقعة ضوء بالجبل الأصفر بقعة ضوء بالجبل الأصفر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon