توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

  مصر اليوم -

فاتورة الحرب مدفوعة مقدمًا

بقلم - عماد الدين حسين

إذا كانت الولايات المتحدة تؤكد كل لحظة فى الأيام الأخيرة أنها لا تريد حربا مع إيران، ولا ترى احتمال نشوب حرب، فلماذا هذا التصعيد، ولماذا تسريب القصص والروايات ومنها تحريك ١٢٠ ألف جندى امريكى إلى منطقة الشرق الأوسط؟!

المشكلة أن السيناريو الذى نشاهده حتى الآن شديد الركاكة، ومفكك، و«بلدى قوى»، وصانعوه لم يكلفوا أنفسهم، حتى عناء بذل جهد قليل لإحكام الحبكة، من أجل إقناع جمهور المشاهدين بالمسرحية المعروضة!

بالطبع هناك شق موضوعى فى الأمر يتعلق بالصراع الأمريكى الإسرائيلى الخليجى من جهة، وإيران من جهة أخرى، منذ قرر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلغاء الاتفاق الغربى مع إيران فى مايو ٢٠١٨، وفرض عقوبات على إيران، تم تشديدها أوائل الشهر الحالى، وتهدف لمنع إيران من تصدير النفط تماما وإيصاله إلى «الصفر».

ومع بدء تنفيذ هذه العقوبات المشددة، بدأت إيران تهدد بعدم السكوت، وإغلاق مضيق هرمز، بل واستهداف المصالح الأمريكية، ومصالح حلفائها فى المنطقة.

إلى هنا، والأمور تبدو منطقية، وشهدنا مثلها كثيرا فى الماضى، لكن فجأة تم الإعلان عن تعرض أربع سفن تجارية إماراتية قرب ميناء الفجيرة للتخريب، وفى اليوم الثانى، تم الإعلان عن تعرض سفينتين سعوديتين قبالة سواحل الإمارات للتخريب.

فى اليوم الثالث، تبنى الحوثيون فى اليمن الهجوم على محطتين نفطيتين فى محافظتى عفيف والدوادمى فى العمق السعودى بسبع طائرات مسيرة.

فى اليوم الرابع سربت صحيفة النيويورك تايمز أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكى باتريك شاناهان، قدم خطة مطورة إلى الرئيس الأمريكى تتضمن إرساله ١٢٠ ألف جندى إلى الشرق الأوسط، فى حال هاجمت إيران قوات أمريكية، أو سرعت العمل لإنتاج أسلحة نووية، وذلك بناء على طلب التيار المتشدد فى الإدارة الأمريكية الذى يقوده مستشار الأمن القومى جون بولتون، الذى سبق وطلب نفس الطلب من إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن لكن الاخير رفض. المهم وبعد أن وصلت رسالة الـ120 ألف جندى إلى من يهمهم الامر فقد نفتها الإدارة الامريكية!!!

فى اليوم الخامس اتهمت مصادر أمريكية إيران وعملاءها وحلفاءها بتخريب السفن الإماراتية والسعودية، لكن طهران ردت واتهمت إسرائيل بذلك، حتى توفر ذريعة للتصعيد.

فى كل الأحوال لن تنشب حرب فى المنطقة غدا أو بعد غد، حتى لو كانت هناك نوايا لذلك. ولكى تصل القوات والمعدات الأمريكية للمنطقة، وتتخذ أوضاعها القتالية، فهى تحتاج شهورا، وعلينا أن نتذكر السيناريو الذى تم قبل غزو أمريكا وبريطانيا للعراق فى مارس ٢٠٠٣.

لكن الملفت للنظر هو التأكيد الأمريكى المستمر على أن واشنطن لا تريد حربا، وآخر من أكد ذلك، كان جاريث ماركيز المتحدث باسم مجلس الأمن القومى، حينما قال إن «الرئيس ترامب كان واضحا بأن بلاده لا تسعى لنزاع عسكرى مع إيران، وهو مستعد لإجراء محادثات مع القيادة الإيرانية، لكن خيار طهران طوال ٤٠ عاما كان اللجوء للعنف».

إذا كان الأمر كذلك، فلماذا التصعيد الراهن ومن الذى سوف يستفيد منه؟!
إسرائيل هى المستفيد الأكبر. وهناك تقديرات كثيرة تقول إن الولايات المتحدة تقوم بالتصعيد إلى حافة الهاوية ليس من أجل الحرب، التى لا يفضلها ترامب، لكن من أجل جر إيران إلى مائدة تفاوض جديدة، تقدم خلالها ثمنا أكبر لأمريكا وإسرائيل والمنطقة، لا يتضمن المزايا التى حصلت عليها فى الاتفاق الذى وقعته مع الغرب فى عام ٢٠١٥، وألغاه ترامب من طرف واحد العام الماضى.

وظيفة ومهنة ترامب السابقة كسمسار عقارات ترجح التحليل السابق، هو تحليل قد يكون صحيحا، لكنه لا يستبعد إطلاقا تطور الأمور إلى حرب واسعة، أو حتى بالوكالة. خصوصا أنه صار معروفا أن الولايات المتحدة لن تتكلف مليما أو سنتا واحدا فى أى حرب تخوضها فى المنطقة. سيكون صراعا أو حربا مدفوعة مقدما بالكامل، فإذا كان ترامب يستفز ويهين العديد من الدول الكبرى فى العالم أكمله، خصوصا الخليج ويطلب ثمن الحماية، فما بالكم حينما يرسل جنودا وعتادا للمنطقة؟!

فى كل الأحوال على العرب أن يعيدوا قراءة المشهد، وألا يكرروا خطأ سيزيف القاتل فى الاسطورة الإغريقية الشهيرة، حينما كان يصعد إلى أعلى التل المدبب حاملا الصخرة، فتسقط منه ثم يهبط ليصعد بها مرارا وتكرارا، بعد أن أصابته اللعنة الأبدية!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع       

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاتورة الحرب مدفوعة مقدمًا فاتورة الحرب مدفوعة مقدمًا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon