توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روبوت.. وفنانة تشكيلية!

  مصر اليوم -

روبوت وفنانة تشكيلية

بقلم - عماد الدين حسين

المعرض الأول للفنانة التشكيلية «أى دا» سيكون فى أول مارس المقبل فى جامعة أوكسفورد، بعنوان «مستقبل غير مضمون»، ثم ستعرض رسومها فى لندن فى نوفمبر المقبل.
هل سمع أحدكم عن هذه الفنانة التشكيلية؟!.
فى الواقع هى ليست فنانة، ولكن مجرد روبوت، يقول صانعوه إنهم سيكونون قادرين على إعطائها القدرة على جذب الناس للنظر إلى قلم فى يدها.
اسم الروبوت مأخوذ من اسم عالمة الرياضيات البريطانية آدا لوفلايس.

المشرف على المراحل النهائية من تصميم الروبوت ايدى ميلر، يعتقد أنها ستكون واقعية جدا، مثل البشر تقريبا، وستتمكن من التفاعل مع الجمهور، وتلقى رسائلهم فعليا وطرحها، وحركاتها ستكون جيدة جدا، بل إن مقلة عينها ستكون قادرة على النظر فى عينى محدثها مباشرة وتتبعه فى الغرفة، وكذلك ستكون قادرة على الرمش. أما شكلها فسيكون بشعر طويل داكن وبشرة من السليكون، وأسنان ولثة مطبوعتين بتقنية ثلاثية الأبعاد.
كل ما سبق قرأته عصر يوم الإثنين الماضى على موقع قناة يورو نيور، والمفارقة أننى فى نفس اليوم ظهرا، كنت قد حضرت جلسة مهمة للمدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية فرانسيس جارى، فى إحدى الجلسات الرئيسية لمؤتمر «القمة العالمية للحكومات» بدبى، عنوان الكلمة كان «مستقبل الملكية الفكرية، فى عصر الذكاء الاصطناعى».

جارى لم يتحدث فقط عن الملكية الفكرية التى نعرفها، وتكاد تقتصر لدى كثيرين فى مصر على قرصنة وتزوير الكتب والأغنيات والأفلام. لكن الرجل توسع أكثر فى الحديث عن علاقتها بالذكاء الاصطناعى، باعتبار أن منظمته معنية أساسا بتصميم السياسات المشجعة على الابتكار. اليوم التكنولوجيا صارت هى القوة المهيمنة على الاقتصاد. الرجل كشف بالأرقام عن جوانب مهمة ترينا كيف يتحرك العالم فى هذا المجال الجديد.
فى مجال الملكية الفكرية المتعلقة بالذكاء الاصطناعى خلال العشرين سنة الأخيرة، هناك ٣٫٢ مليون طلب لبراءات اختراع، و٩٫١ مليون علامة تجارية، ومليون تصميم، وثلثا كل ما سبق موجود فى آسيا.

هو ينظر للأمر من منظورين، الأول الدور التقليدى للملكية الفكرية لتشجع التنافس على الابتكار، والثانى الموازنة بين المتنافسين وبين المستهلكين.
منظمة الملكية الفكرية أو «الوايبو»، أصدرت أخيرا تقريرا جاء فيه أنه منذ خمسينيات القرن الماضى كان هناك ٣٤٠ ألف طلب براءة اختراع خاصة بالذكاء الاصطناعى، وكذلك ١٫٦ مليون منشور أو بحث علمى. لكن منذ عام ٢٠٠٣ تغيرت الأمور كليا، وحصلت زيادة كبيرة فى الأرقام، وبعد عام ٢٠١٣، زادت براءات الاختراعات الخاصة بالذكاء الاصطناعى بصورة كبيرة.
جارى يتوقع حدوث تغيرات كبيرة فى الإنتاج حول العالم بسبب هذه الطفرة، المتمثل فى «احتراق أفق عميق للذكاء فى المجالات التجارية». وهناك مثلا إقبال كبير على مجال النقل خصوصا فى طائرات «الدرون» ١٥٪، والعلوم الحياتية والصحية ١٢٪، و١٠٪ فيما يتعلق بالتفاعل عموما مع البشر. وتتصدر الصين هذا المجال ومعها أمريكا ثم اليابان.

فى جلسة مدير الوابيو كانت هناك نقاط مهمة ومدهشة. مثلا كيف سيكون التعامل مع المؤلف فيما يتعلق بالملكية الفكرية، المؤلف لن يكون بالضرورة الأديب أو المفكر أو المصمم والمخترع، بل ربما الروبوت، وهنا سأل البعض: حينما يولد الذكاء الاصطناعى، أو يخترع الموسيقى، ويضعها على أسطوانة لشركة مشهورة فلمن ستذهب الحقوق؟!.
هناك أيضا أمور شائكة تتعلق بالتدفق الحر للبيانات من جهة والقيود على استخدام بعض هذه البيانات حماية للخصوصية، إضافة إلى الجانب الأمنى الخاص بمدى خطورة هذه البيانات، وكيف نحمى البيانات الخاصة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعية، بصورة كبيرة يوميا.
النقطة المهمة الأخرى هى أن العالم المتقدم سوف يقفز للأمام بمليارات أو حتى تريليونات الخطوات، فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعى، فى حين أن الفقراء والمعدومين والمتخلفين فى بقية بلدان العالم، سوف يواصلون السقوط فى مستنقع الفقر والجهل والتخلف والمرض.
والسؤال هنا: كيف يمكن تقليل هذه الفوارق فى ظل أن القدرات التكنولوجية ستكون هى العامل المميز لاقتصاد العالم أجمع. أو على الأقل المتقدم منه؟!.
السؤال الأهم هو: هل نحن كمجتمع وحكومة فى مصر مشغولون حقا وفعلا بهذا الأمر، هل نتابع ما يحدث فى العالم أجمع، خصوصا آسيا، وإذا كنا نتابع، فماذا نحن فاعلون؟! أما السؤال الموجه للأفراد الغارقين فى الماضى: ألم يحن الوقت بعد للنظر إلى المستقبل قبل أن ننقرض تماما؟!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

GMT 01:43 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

قاموس الاستقرار وقاموس النار

GMT 01:32 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

بريد الليل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبوت وفنانة تشكيلية روبوت وفنانة تشكيلية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon