توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصدرو ومستوردو الأسلحة.. «رزق الهبل على المجانين»!!

  مصر اليوم -

مصدرو ومستوردو الأسلحة «رزق الهبل على المجانين»

بقلم - عماد الدين حسين

فى يوم واحد هو الثلاثاء الماضى، كان هناك خبران مهمان ومتجاوران فى العديد من وسائل الإعلام العالمية.
الخبر الأول مصدره البنك الدولى ويقول إن تكلفة الحروب فى الدولة العربية خلال السنوات الثمانية الماضية بلغت نحو ٩٠٠ مليار دولار.
الخبر الثانى مصدره معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام «سيبيرى» ان الولايات المتحدة هى المصدر الأكبر للسلاح عالميا فى حين أن المملكة العربية السعودية هى المشترى الأكبر عالميا.
الخبر الأول تحدث فيه الدكتور محمود محيى الدين النائب الأول الحالى لرئيس مجموعة البنك الدولى، وقال إن رقم تكلفة الدمار وفرص النمو الضائعة فى الدول العربية التى شهدت حروبا بين أعوام ٢٠١٠ و٢٠١٨، بلغ ٩٠٠ مليار دولار ــ فى تقديرات شديدة التحفظ ــ طبقا لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية، حيث كان د.محيى الدين يزور الكويت فى إطار المراجعة السنوية لأجندة أهداف التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠.
طبقا للوكالة نفسها فإن محيى الدين الخبير الاقتصادى الدولى المرموق، والذى شغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الاستثمار، فى مصر قبل ٢٠١١ فإن الدول العربية سجلت اسوأ أداء على مستوى العالم فى مؤشر توزيع الدخل. حيث يستحوذ ١٠٪ من الأكثر غنى على ٦٠٪ من الدخل القومى، مقابل ٤٥٪ فى أوروبا.
هذا هو الخبر الاول، أما الثانى فإن تفاصيله تقول إن الولايات المتحدة صدرت بمفردها أكثر من ثلث صادرات الأسلحة العالمية خلال السنوات الماضية.
وقال معهد سيبيرى السويدى ان حجم صادرات السلاح، زاد ٨٪ خلال الفترة من ٢٠١٤ إلى ٢٠١٨، أمريكا باعت أسلحة لأكثر من ٩٨ دولة بنسبة 36%. فى حين أن روسيا جاءت فى المركز الثانى وصدرت إلى ٤٨ دولة. والملفت للنظر أن أكثر من نصف مبيعات الأسلحة الأمريكية ذهبت إلى الدول العربية، والسعودية حصلت على ٢٢٪ من إجمالى هذه المبيعات، واحتلت المركز الأول عالميا بنسبة استيراد بلغت ١٢٪.
لم تكن السعودية وحدها هى المستورد الرئيسى للأسلحة لكن كان معها كل من الهند والإمارات ومصر وأستراليا والجزائر، وهؤلاء استأثروا بنحو ثلث صادرات العالم من الأسلحة، فى حين أن كبار المصدرين الخمسة غير أمريكا وروسيا، كانوا فرنسا وألمانيا والصين.
ما سبق هو المعلومات والبيانات، ونسأل هل معنى كلامنا أن نتوقف عن التسلح ؟!. بالطبع الإجابة هى لا. فكل دولة يفترض أن تكون مستعدة لمواجهة جميع التهديدات والتحديات للمحافظة على وجودها واستقرارها. والمنطقة العربية تتعرض بالفعل لتهديدات وجودية فى السنوات الأخيرة سواء بسبب التنظيمات الارهابية أو غالبية دول الجوار التى تتعامل معنا باعتبارنا منطقة رخوة وهشة وفاشلة ينبغى «استكرادها»!. لكن الذى يقرأ الخبرين معا، سوف يكتشف أننا كعرب فشلنا فى رسم سياسات تحقق مصالح الشعوب وغرقنا فى حروب معظمها عبثى.
الربط بين الخبرين يقول إن توزيع الثروة سيئ جدا، وقلة تستأثر بغالبية الثروات فى حين أن غالبية المواطنين العرب يعانون من شظف العيش.
النقطة الثانية المهمة ومن خلال الربط بين الخبرين، فسوف نكتشف ان أمريكا والدول الخمس الكبرى المصدرة للأسلحة عالميا، ليس من مصلحتها أن تتوقف الحروب فى المنطقة العربية، وسوف يحاولون طوال الوقت النفخ فى النار حتى لو كانت تحت الرماد، لتطل الصراعات والحروب مستمرة.
مثلا من هو المستفيد من استمرار الصراع العربى الإيرانى؟!. سوف نكتشف أنه إسرائيل أولا، والدول الكبرى التى تريد اغراقنا فى حروب عبثية، طائفية.
تخيلوا لو توقفت الحروب فى اليمن وسوريا وليبيا؟!
النتيجة أن صادرات الأسلحة سوف تتوقف، وسوف يكتشف العرب أن مشكلتهم الأساسية هى الحريات والتنمية الشاملة من تعليم وصحة وتكنولوجيا، ثم صراعهم مع إسرائيل.
هل نلوم أمريكا وكبار مصدرى الأسلحة لأنهم يكسبون المليارات من وراءنا؟! الإجابة لا، بل علينا أن نلوم أنفسنا أولا وأخيرا على تخلفنا وجهلنا ومرضنا واستبدادنا، مما يتيح لكل من هب ودب أن يستفيد ويسترزق من خلافاتنا.
وإلى أن نفيق من هذا السبات الطويل، فسوف تظل مواردنا، بل وأرواحنا رهنا للقوى الكبرى، التى من مصلحتها أن تستمر حروبنا حتى نظل نستورد سلاحهم، ولا نتفرغ لقضايانا الرئيسية!. وصدق المثل القائل: «رزق الهبل على المجانين»!!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع   

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصدرو ومستوردو الأسلحة «رزق الهبل على المجانين» مصدرو ومستوردو الأسلحة «رزق الهبل على المجانين»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon