توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل من مصلحتنا مقاطعة الإعلام الأجنبى؟!

  مصر اليوم -

هل من مصلحتنا مقاطعة الإعلام الأجنبى

بقلم : عماد الدين حسين

 هل نحن فى مصر عموما ــ وليس فقط فى الحكومة أو كل مكونات النظام السياسى ــ فى حاجة إلى وسائل الإعلام الدولية، أم يمكننا أن نقاطعهم أو حتى نطردهم من مصر، ونقول لهم: اخرجوا من بلادنا واذهبوا إلى الجحيم؟!

أسأل هذا السؤال جادا ولست هازلا، بمناسبة بعض الردود المتشنجة على قيام محطة «بى بى سى» ببث تحقيق وثائقى تضمن معلومة خاطئة تفيد بأن أجهزة الأمن المصرية أخفت المواطنة زبيدة محمد يوسف قسريا، ثم خرجت المواطنة ونفت الواقعة.

قلت بوضوح فى هذا المكان قبل أيام إن «بى بى سى» أخطأت، وكان ينبغى عليها أن توضح حقيقة ما حدث أو تعتذر عن الخطأ وبسرعة، فالأمر لا يتطلب كل هذا الوقت للتحقق من صحة الأمر، وكيف حدث، وقلت أيضا إننى أعذر بعض الزملاء الإعلاميين المصريين فى ردودهم الساخنة على المحطة البريطانية.

لكن كل ما سبق شىء، ومطالبة البعض بحسن نية ــ أغلب الظن ــ بطرد المحطة وإغلاق مكتبها فى القاهرة ومقاطعتها شىء مختلف تماما.

المحطة قد تتضرر إذا تم طردها، لكنها ستنقل مكتبها الإقليمى ربما إلى بيروت أو عمان، وفى هذه الحالة، ستكتب وتبث ما تشاء، من دون أن يكون لدينا أى هامش للتأثير أو للتغيير أو إقناعهم بتطبيق المعايير المهنية التى يقولون إنهم يطبقونها.

الكلام السابق بأكمله قد يكون مقدمة أطول مما ينبغى، لكنها من وجهة نظرى مهمة، بسبب أن بعض الزملاء والمسئولين ــ وبحسن نية شديد أيضا ــ يندفعون فى وصلة من الحماس المتشنج أحيانا، فى أفكار وتصورات من دون مناقشتها وتقييمها وتقليبها من كل الزوايا.

للأسف مضى وولى الزمن الذى كان يمكن للدول أن تنعزل فيه عن العالم تماما، كما كان يفعل بعض حكام صنعاء قديما بإغلاق بواباتها بعد حلول الظلام، فتنعزل عن العالم!.

وسائل التواصل الحديثة خصوصا الاجتماعية مثل الفيسبوك وتويتر جعلت العالم فعلا أضيق من غرفة صغيرة وليس قرية أو بلدا صغيرا.

لم يعد بمقدور الحكام والحكومات التحكم بصورة مطلقة فى تقرير شئون بلدانهم. ثورة الاتصالات جعلت هناك ما يمكن تسميته تدخلا دوليا عبر وسائل الإعلام فى شئون الدول الأخرى. نتذكر حينما وضع أحد المصورين صورة للطفل السورى الكردى إيلان قبل أكثر من عام، وهو غارق على أحد الشواطئ التركية، فاهتز العالم وبدأ فى مناقشة المأساة السورية خصوصا فيما يتعلق باللاجئين.

أعلم أننا نسينا الموضوع، مثلما نسينا موضوعات أخرى كثيرة، لكن حاولوا أن تتذكروا الموضوعات والقضايا التى أثارها الإعلام الحديث، فما بالك بالإعلام التقليدى؟!

وبما أننا فى مصر أو غيرنا من الدول لن تتمكن من الانعزال عن العالم ــ حتى لو أردنا ــ فالمطلوب أن نبحث فى أفضل الصيغ للتعامل مع هذا العالم، خصوصا وسائل إعلامه، وبالأخص الأكثر تأثيرا وانتشارا.

الموضوع ليس مجرد صراخ وعويل، لنصرخ بأعلى أصواتنا كما نشاء، لكن بعد أن نتعب من الصراخ ونهدأ، علينا أن نفكر فى أفضل الطرق للتعامل مع هذا الإعلام الأجنبى أو حتى مع العالم أجمع!.

إذا سملنا بهذا الأمر، فالمطلوب أن يكون لدينا كوادر ذات كفاءة حقيقية، تكون قادرة على التواصل الفعال مع وسائل الإعلام الأجنبية تتحدث لغات أجنبية، والأهم أن تعرف كيف تفكر هذه الشعوب وتلك الوسائل، ومناقشتها وتوضيح وجهة النظر المصرية أولا بأول. سيقول البعض، ولكن بعض هذه الوسائل متحيزة، وتنخرط بغطرسة فى مؤامرة شاملة ضدنا!.

إذا افترضنا أن هذا التحليل صحيح، فالحل ليس هو القطيعة، بل مواجهة هؤلاء وكشف هذه المؤامرة وفضحها. لو فعلنا ذلك، فالمؤكد أن المؤامرة ستنحسر وتتراجع.

المؤامرة موجودة فى كل مكان منذ بدء الخليقة وإلى أن تقوم الساعة، لكن ما يسهل عملها هو ضعفنا وتراجعنا وجهلنا وانعدام كفاءتنا.

وقبل كل شىء وبعده ينبغى أن نكون واثقين من أنفسنا، وأن نضمن أن الملفات سليمة، وألا نعطى المتربصين والمتآمرين الفرصة ليشوهوا صورتنا.

صحيح أن هناك تربصا، لكن الأكثر صحة أن طريقة معالجتنا لبعض القضايا، هى التى تعطى المتربصين السلاح الأشد قسوة لاستهدافنا!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل من مصلحتنا مقاطعة الإعلام الأجنبى هل من مصلحتنا مقاطعة الإعلام الأجنبى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon