توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منطق الفهلوة فى حقوق رعاية صلاح

  مصر اليوم -

منطق الفهلوة فى حقوق رعاية صلاح

بقلم : عماد الدين حسين

 ما حدث فى قصة الخلاف بين النجم العالمى محمد صلاح ووكيله الإعلانى، من جهة واتحاد الكرة المصرى من جهة أخرى، بشأن حقوق الرعاية، هو مثال جديد على منطق الهمبكة والفهلوة، السائدة فى مؤسسات كثيرة. هى انكشفت هذه المرة لأنها تتعلق بحقوق لأطراف دولية محترفة.

صلاح متعاقد مع وكيل إعلانى هو رامى عباس، الذى يمثله إعلانيا فى كل مكان. اتحاد الكرة تعامل مع صلاح وكأنه أحد لاعبى فرق الدرجة الرابعة فى مصر، وقرر من تلقاء نفسه أن يضع صورة صلاح على طائرة الفريق منفصلة عن بقية لاعبى الفريق، ثم حصل على أموال من شركة الاتصالات الراعية للمنتخب، فى حين أن صلاح متعاقد مع شركة اتصالات أخرى منافسة. اللوائح تقول إنه من حق الاتحاد وضع صورة صلاح مع الفريق ويستغلها إعلانيا، باعتبار أن صلاح أحد لاعبى المنتخب، لكن ليس من حقه استغلال صلاح إعلانيا بصورة منفصلة.

الوكيل أرسل للاتحاد يطالبه بتصحيح الوضع، فلم يتلق ردا، حتى غرد صلاح قائلا: «بكل أسف طريقة التعامل فيها إهانة كبيرة جدا، كنت أتمنى التعامل يكون أرقى من كده»!!. بعدها تعاطف الآلاف مع صلاح، وصار الهاشتاج يتصدر تويتر بمشاركة أكثر من ٦٥ ألف تغريدة فى عدة ساعات، خصوصا أن صلاح نشر «ايموشن» يبدو فيه مخنوقا.

اتحاد الكرة وبدلا من مواجهة المشكلة الأصلية، أرسل ردا غريبا للوكيل، لجأ فيه لعبارات إنشائية من قبيل: «أن اللاعب ابن عزيز نفتخر بانتمائه للوطن، وإننا نحاول أن نحميه من أى محاولات لأطراف ثالثة تسعى للتربح من ورائه».
أصل المشكلة أن الاتحاد حاول القرصنة على حقوق ليست له، وعندما انكشف الأمر، وظهر التعاطف الشعبى الواسع مع صلاح، وتبين أن الأمر لن يمر بسهولة، جاء الحل من أعلى بالتغريدة التى أطلقها وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز حين قال: «تم الاتفاق مع المهندس هانى أبوريدة على تنفيذ جميع طلبات الكابتن محمد صلاح، وإننا سنقف جميعا بجواره لتنفيذ جميع عقوده التى أبرمها فى إنجلترا حتى لا يتعرض لأى مشكلة». وبعدها جاء الرد المتأخر من اتحاد الكرة وإعلانه أن أبوريدة هاتف صلاح وقال له «إن أى شىء سبب لك إزعاجا لن يستمر، والأهم عندى راحتك النفسية، أنت وزملاؤك، لترفعوا رأس بلدكم فى كأس العالم، ولا توجد مشكلة غير قابلة للحل خاصة فى الأمور التسويقية والتجارية».

حسنا فعل الوزير الذى قال إن الأزمة ستنتهى تماما خلال ١٥ يوما، وهو الأمر الذى جعل صلاح يغرد مرة ثانية شاكرا كل من تضامن معه فى الأزمة.

ما سبق هو التفاصيل التى قرأها معظمنا فى وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية، لكن ماذا عن المغزى والدروس التى يفترض أن نخرج بها من هذه الأزمة؟!

من الواضح أن الدرس الأول هو الطريقة الكارثية التى تم التعامل بها فى الأزمة.

هل اتحاد الكرة يجهل المبادئ الأساسية بشأن حقوق الرعاية؟!.

قرأت تصريحات لبعض نواب البرلمان يتهمون جماعة الإخوان الإرهابية بمحاولة استغلال الأزمة وإعادة إشعالها من جديد؟!

من الطبيعى أن تستغل «الجماعة» أى حادث مهما كان تافها، لكن أليس من المنطقى أن نحاسب أولا الذين تسببوا فى خلق الأزمة من الأساس ثم تصعيدها إلى هذه الدرجة وأعطوا الإخوان هذه الفرصة؟!.

كان المنطقى أن يسعى الاتحاد لاستغلال حالة نموذج محمد صلاح وتألقه فى التحضير والاستعداد لكأس العالم، بدلا من دفعه إلى حالة «الخنقة» التى وضعها على صفحته!.

بالمناسبة لا يوجد فارق كبير بين العقلية التى تعامل بها المسئولون مع هذه الأزمة، والعقلية التى تعامل بها المسئولون فى أزمة الأمطار والعواصف الأخيرة خصوصا فى التجمع الخامس.

مرة أخرى، ستمر أزمة حقوق الرعاية على خير إن شاء الله، لكن علينا أن نسأل: كيف لا يمكن استنساخ مثل هذه الأزمة فى مؤسسات أخرى فى الفترة المقبلة؟!.. وهل هناك أسرار أخرى لم نعرفها فى هذه المأساة، ومتى يتوقف البعض عن الفهلوة والهمبكة التى إذا جاز أن تحدث عندنا، فهى لا يمكن أن تمر بالخارج؟!

نحتاج إلى إدارات ومؤسسات تعمل بمنطق المحترفين، ليس فقط فى ملاعب الكرة، ولكن فى سائر المؤسسات الأخرى؟!.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطق الفهلوة فى حقوق رعاية صلاح منطق الفهلوة فى حقوق رعاية صلاح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon