توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إذا كنا نحتاج العالم.. فلنتواضع!

  مصر اليوم -

إذا كنا نحتاج العالم فلنتواضع

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أيام كانت قناة تليفزيونية مصرية تسألنى هاتفيا عن تقديرى لانسحاب خالد على من السباق الرئاسى، فقلت للمذيع إن هناك تأثيرا سيئا سوف ندفعه جميعا، لأن العالم سوف ينظر للأمر باعتباره استفتاء، فرد علىّ المذيع بما معناه:
«لا يهمنا العالم وليخبط دماغه فى الحائط».

المعلقون الذين تحدثوا قبلى وبعدى تباروا فى تقطيع هدوم خالد على، وإلصاق كل التهم به، من أول عدم الجدية، نهاية بالتمويل من الغرب والعمالة الخارجية، بل إن أحد المتحدثين اعتبر كل من عمل توكيلا لخالد على متمولا وعميلا..

قلت للمذيع أيضا: لست محامى الدفاع عن خالد على أو أى مرشح، وإذا كانت هناك تهم ضده فليحركها القضاء فورا لكى يتم الفصل فيها، لكن ما يهمنى هو صورتنا أمام العالم، فعاد المذيع ليبدى غضبه وتبرمه من كلامى.

أسوق المقدمة السابقة كلها لأسأل سؤالا مهما: هل ينبغى أن نهتم بالعالم ورأيه فينا» أم لندعه يخبط دماغه فى الحائط كما يتمنى بعض الاعلاميين؟

للموضوعية وقبل الإجابة ينبغى أن نشير إلى أن هذا المذيع ليس مجرد حالة فردية، بل هو أقرب ما يكون إلى الظاهرة العامة المنتشرة فى العديد من الفضائيات. نعود للإجابة على السؤال لنكتشف أن هناك رأيين واضحين، الأول يقول إننا جزء من العالم، وينبغى أن نحافظ على صورتنا جيدة، حتى لا نخسر هذا العالم.

والرأى الثانى يرى أننا لسنا فى حاجة إلى هذا العالم، لأنه ينخرط فى مؤامرة كبرى ضد مصر!!

رأيى بوضوح أننا جزء من العالم، وانتهى الزمن الذى كانت دولة تستطيع أن تنعزل عن العالم كائنة من كانت، وتعيش بمفردها.

العولمة وثورة الاتصالات جعلت العالم قرية واحدة فقط بل ربما غرفة واحدة، والحياة صارت معولمة فعلا، الدول الكبرى لا تستطيع أن تنعزل لأسباب اقتصادية لأنها تريد أسواقا خارجية لتصريف منتجاتها، والبلدان الصغرى تحتاج الدول الكبرى لكى تستورد منها المأكل والملبس والدواء والسلاح وجميع أنواع السلع الأخرى.

ليتنا كنا أقوياء، حتى نستغنى عن العالم، ووقتها كان يمكنا القول «على العالم أن يخبط دماغه فى أقرب حائط».

لكن نحن لا نستطيع أن نفعل ذلك. طبعا نستطيع أن نبتعد عن دول، ونقترب من أخرى، ونكون على مسافة من دول ثالثة، لكن لا يمكننا، ولا يمكن لأى دولة كبيرة أو صغيرة. أن تعيش فى كهف أو قمقم أو جيتو!!

نحن نعتمد على العالم فى غذائنا ودوائنا وسلاحنا، نعتمد عليه فى المنتجات الأساسية والترفيهية. نحن نستورد من الصين البوذية كل شىء من السبحة وسجادة الصلاة ونهاية بالسلع الأساسية..

نحن نستورد من أوروبا وأمريكا الأسلحة والأدوية، ومن روسيا القمح والسلاح والتكنولوجيا النووية، ونستورد من أمريكا اللاتينية اللحوم، ونستورد الموبايلات من كل أنحاء العالم المتقدم!! حتى إسرائيل هذا العدو الغاصب كنا ننلوح لها بكارت التطبيع، ووصلنا إلى مرحلة صارت هى تمن علينا وتقول إن غالبية العرب يتمنون أن تقوم هى بالتطبيع معهم!!

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى يقدمان لنا معونات ومساعدات وقروض متنوعة. وبالتالى فهم عندما ينتقدون بعض الممارسات أو يصدرون توصيات أو مناشدات أو مطالبات من قبيل احترام الحريات وحقوق الإنسان وتسهيل عمل منظمات «المجتمع المدنى» وتعديل قانون الجمعيات الأهلية، فهم يفعلون ذلك لأنهم يقدمون لنا مساعدات، وإذا قلنا لهم «اخبطوا رءوسكم فى الحائط» فقد يوقفون المساعدات أو يقللونها أو يجمدوها كما فعلت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا.

مرة أخرى أتمنى أن نكون أقوياء ومكتفين ذاتيا من المأكل والملبس والمشرب والدواء والسلاح، حتى نقول للعالم «بالفم المليان»: «رجاء لا تتدخلوا فى شئونا، ونحن لسنا فى حاجة إليكم، ولا تصدعونا بنصائحكم وقيمكم؟!».

وإلى أن نصل إلى هذه الحالة من القوة الشاملة، فنحن فى حاجة إلى هذا العالم الذى نعتمد عليه من الإبرة للصاروخ، وبالتالى علينا أن نكون أكثر تواضعا، لكن بشرط ألا نتنازل عن كرامتنا أو سيادتنا.. تلك هى المعادلة أو المعضلة!!.

نقلا عن الشروق القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذا كنا نحتاج العالم فلنتواضع إذا كنا نحتاج العالم فلنتواضع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon