توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منظومة نقل الركاب.. ونقل الأخبار!!

  مصر اليوم -

منظومة نقل الركاب ونقل الأخبار

بقلم - عماد الدين حسين

من الذى يفترض أن يواجه جرائم السوشيال ميديا، وانتقال بعض أكاذيبها إلى الإعلام التقليدى؟ والسؤال الأهم كيف يمكن توعية الناس بخطورة هذه النوعية من الأخبار المضروبة؟!
فى الايام الماضية تحدثت الشائعات والاكاذيب عن الخطأ الفادح الذى وقعت فيه بعض وسائل الإعلام الإلكترونية، حينما نشرت خبرا عن ترشيح شخص معين وزيرا للنقل، ثم تبين فيما بعد أن مصدر الخبر «تويتة مضروبة» كتبها مواطن مصرى، أراد أن يختبر قدرة الإعلام المصرى على التحقق من المعلومات قبل نشرها!
للمرة المليون الخطأ كبير ولا يمكن تبريره. لكن نحن نؤكد أن منع تكراره أمر لا يخص فقط الصحف والصحفيين، بل كل قوى المجتمع.
إذا كان كثيرون قد تحدثوا فى الأيام الأخيرة عن ضرورة تغيير وتطوير منظومة نقل الركاب عقب حادث جرار محطة مصر الأسبوع قبل الماضى، فمن الضرورى أن يبحث كل المهتمين بالإعلام، فى ضرورة تغيير وتطوير منظومة نقل الأخبار، بعد أن صارت عرضة لعمليات تخريب كثيرة، بعضها عن سبق إصرار وتعمد. 
بالمناسبة ومع التعمق البسيط فى الأمر سوف نكتشف أن العوامل التى قادت إلى تخريب منظومة نقل الركاب، هى نفسها التى أدت إلى تخريب منظومة نقل الأخبار، مع حفظ الفارق بالطبع، للعوامل المختلفة التى تحكم العمل هنا أو هناك!
للأسف الشديد مثلما هناك ميكروباصات وأتوبيسات وتاكسيات تسير من دون تراخيص، أو خط سير، ولا تلتزم بأدنى حد من قواعد وأخلاقيات المرور. فإن الأمر يحدث إلى حد كبير مع بعض الصحف ووسائل الإعلام خصوصا الإلكترونية.
ومثلما هناك هذه المركبة الجهنمية المسماة «التوك توك»، التى تضرب بكل قواعد المرور والأدب واللياقة والنظام عرض الحائط، فإن هناك صحفا وفضائيات ومواقع إلكترونية، تفعل ما هو أفدح وأسوأ!!
التوك توك ليس مجرد وسيلة عشوائية تنقل الركاب، من دون أى قواعد قانونية، لكنه صار مرضا يستشرى فى معظم المجتمع، ويمكنك أن تجد تكاتك فى الإعلام والسياسة والاقتصاد والقيم والتعليم وسائر مجالات الحياة!!
عدد كبير من المراقبين انتقد بشدة المواقع والبوابات الإلكترونية التى وقعت فى كمين وزير النقل المزيف، وهؤلاء لهم كل الحق فى هذا الانتقاد، رغم أن بعضهم لا يتوقف عن تدمير مهنة الإعلام بدأب نشيط. لكن ونحن ننتقد هذا التصرف الأحمق، علينا أن نتوقف عن الشرح والتصيد، وننتقل إلى التفكير فى إجراءات عملية لمواجهة هذا الخطر الذى يزحف لتدمير مهنة الإعلام، مثلما تزحف منظومة التكاتك لتدمير مهنة النقل والمرور بل والأخلاق فى المجتمع.
ربما كان خطر التوك توك يظل محدودا مقارنة بخطر «تكاتك الإعلام والصحافة»، الأول خطره كبير نعم، لكنه لا يقارن مع خطر مثيله الإعلامى.
ومثلما نحتاج إلى قوانين وتشريعات رادعة لتنظيم التوك توك، فإننا نحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك، لضبط منظومة نقل الأخبار على السوشيال ميديا. فيما يتعلق بالمنظومة التقليدية فالأمور واضحة، وغالبية المؤسسات الإعلامية التقليدية، تلتزم بالقوانين وكذلك بالقواعد المهنية إلى حد كبير.
لكن المشكلة الحقيقية تكمن فى كيفية ايجاد منظومة تضبط نقل الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعية المنفتلة من كل عقال.
شخصيا لم أكن أقدر خطورة هذا الأمر، إلى أن صار عدد كبير من معارفى يتعاملون مع أخبار السوشيال ميديا باعتبارها أخبارا حقيقية، ومن سوء الحظ أن غالبية هؤلاء المعارف متعلمون جيدا، وبعضهم يفترض أنه من الصفوة والنخبة، لكنهم للأسف قرروا تسليم عقولهم لمجموعة من الافاقين المحترفين الذين يعملون لمصلحة لجان إلكترونية، تعمل لحساب أطراف متعددة ومتناقضة.
لا يمكن الحديث عن ضبط السوشيال ميديا، من دون أن تؤمن الدولة بضرورة وجود هامش من الحريات لوسائل الإعلام الرئيسية، لكى تجتذب المواطنين سواء كانوا قراء أو مشاهدين.
المشكلة لا تكمن فقط فى التشريعات الرادعة، لأن الناس فى النهاية أى المستهلكين للإعلام، لابد أن يجدوا مادة جيدة. إذا لم يجدوها فى الداخل المصرى، بحثوا عنها فى الخارج الذى قد يكون متربصا أو متصيدا أو معاديا.
الموضوع معقد ومتشابك ومتداخل ويحتاج رؤى عقلانية متفتحة، وليس مجرد استخدام الشماتة والتربص والتهديد بالعقوبات، لانه يخص كل منظومة الاعلام المصرى!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظومة نقل الركاب ونقل الأخبار منظومة نقل الركاب ونقل الأخبار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon