توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هناك مؤامرة ضد الليرة التركية؟!

  مصر اليوم -

هل هناك مؤامرة ضد الليرة التركية

بقلم - عماد الدين حسين

هل تكفى المؤامرة وحدها سببًا لتفسير الانهيار الكبير فى قيمة الليرة التركية أمام الدولار؛ حيث فقدت حوالى 40% خلال الأسبوعين الأخيرين.

المؤامرة مقنعة جدا لأنصار أردوغان وخصوصا «جمهور الترسو» الذى يريد شماعة خارجية، يلقى عليها باللائمة، بدلا من البحث فى العوامل الموضوعية.

وحتى أكون موضوعيا، فإن ما يفعله أنصار أردوغان الآن خصوصا من جماعة الإخوان، فعله إلى حد ما بعض أنصار الحكومة المصرية، قبل وأثناء قرار تعويم الجنيه أمام العملات الأجنبية فى نوفمبر ٢٠١٦!.

الحل الأسهل والأسوأ فى الوقت نفسه، هو ما لجأ إليه أردوغان وأنصاره، حينما صوروا أزمة الليرة باعتبارها ناتجة عن مؤامرة كونية شاملة، وأنها «صراع ضد الإسلام الذى يمثله الخليفة أردوغان».

يوم الإثنين الماضى قال أردوغان، فى اجتماع حزبى فى مدية طرابزون، مخاطبا ومهددا رجال الأعمال والمستثمرين الذين يسارعون إلى تغيير الليرة بالدولار: «لا تشتروا الدولار، وإلا ستضطرونى لتنفيذ خطة ب أو خطة ج»!!.
فى اليوم نفسه قبضت السلطات التركية على العشرات وحققت معهم بسبب تعليقهم على الأزمة والتهمة: «تهديد الأمن الاقتصادى للبلاد»!!.

ما يفعله أردوغان هروب للأمام، وعدم مواجهة الأسباب الرئيسية.

لا ينكر عاقل أن أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية»، حقق إنجازات اقتصادية حقيقية، لكن هذه الإنجازات تتراجع.

قبل صعود «العدالة والتنمية» فى عام ٢٠٠٣، كانت نسبة النمو شديدة التواضع، وظلت تقفز حتى وصلت إلى ٧٫٤% متفوقا على «الفرسان الثلاثة» داخل مجموعة العشرين، وهم الصين والهند وإندونيسيا، واحتل الاقتصاد التركى المرتبة ١٧ عالميا. وفى عام ٢٠٠٧ سجلت الليرة أعلى مستوى بـ ١٫١٦ ليرة مقابل الدولار. لكن رحلة هبوطها بدأت تدريجيا فى السنوات العشر الأخيرة.

طوال تلك الفترة لم تكن هناك مؤامرة، بل إن العلاقات «سمن على عسل» مع الغرب وإسرائيل، وكان أردوغان وحكومته يتباهون بأنهم حققوا «زيرو مشاكل» مع العالم.

فى ٢٠١٣ صار الدولار بـ٢ ليرة، ثم بثلاث ليرات فى سبتمير ٢٠١٧، ثم ٤٫٧ ليرة أول أغسطس وقبل يومين قفز إلى ٧٫٢ ليرة.

أنصار أردوغان من «الشعبويين والمجذوبين» قالوا إنه قام بإقراض البنك الدولى، وجعل الديون الخارجية صفرا!!، لكن الواقع يقول إن حجم الديون الخارجية نحو ٩٥ مليار دولار تمثل ٥٣٪ من الناتج المحلى الإجمالى، وودائع القطاع البنكى بالدولار أقل من المديونيات، والفرق بين ودائع القطاع غير البنكى مقارنة بالانكشاف أو القروض والالتزامات تبلغ ٢٠٠ مليار دولار.

وطبقا لتحليل أجراه الباحث عمرو عبده، الشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تريدر الأمريكية، فإنه مطلوب من القطاع الخاص التركى غير المالى فى الـ ١٢ شهرا القادمين سداد ديون أو إعادة تمويل قروض بـ ٦٦ مليار دولار ومطلوب من البنوك والقطاع المالى سداد ٧٦ مليار دولار أخرى، ثم أن ٦٧٪ من إجمالى ديون الحكومة والقطاع الخاص ديون خارجية، مما سيعزز الطلب على العملات الأجنبية.

حصيلة ما سبق أن تركيا تحتاج إلى ٢١٨ مليار دولار سنويا لسداد الديون وتمويل الواردات، وبالتالى فإن القطاع الخاص يحتاج أن يعيد تمويل أو اقتراض كل هذه الأموال.

ومع هبوط الليرة الحالى، فلن يكون هناك كثيرون لديهم استعداد لتوفير هذه القروض لبلد مشتبك مع الجميع تقريبا فى مشاكل سياسية.

وهنا بالضبط يأتى دور العامل السياسى. هو موجود لكنه ليس سبب الأزمة الحقيقى. الخبراء المحايدون يقولون إنه حينما يمر اقتصادك بمشاكل جوهرية، فلا تدخل فى معارك مع الجميع، خصوصا أولئك الذين يقدمون لك يد المساعدة، ولا يصح أن تشتمهم علنا وتطلب دعمهم سرا!!.

يقولون أيضا أن أردوغان يتدخل بنفسه فى تحديد السياسة الاقتصادية، وأن الوضع مرشح للتفاقم مع قرب تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران، التى تستورد منها تركيا معظم احتياجاتها من النفط والغاز إضافة إلى العراق وروسيا. ثم هناك رهان أردوغان على حبال التناقض بين روسيا والغرب، وأمريكا لا تغفر له إبرامه لعقود السلاح مع موسكو، وأوروبا بدأت «تضعه تحت المجهر» مع تزايد لغته الشعبوية.

لكن الأزمة الأخيرة «صناعة محلية» طبقا لتحليل عميق لصحيفة الجارديان البريطانية، التى قالت قبل يومين أن «الاقتصاد الأردوغانى، لا يعتمد على الحقائق، بل على اعتقاد خاطئ بقدرة الرئيس على الربح فى أى جدال»!!.
السؤال: هل يدرك أنصار أردوغان ومريدوه كل هذه التعقيدات، أم يصرون على نظرية المؤامرة؟!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك مؤامرة ضد الليرة التركية هل هناك مؤامرة ضد الليرة التركية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon