توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نحمى عيون أولادنا من غول الشاشات؟!

  مصر اليوم -

كيف نحمى عيون أولادنا من غول الشاشات

بقلم - عماد الدين حسين

أكرمنى الله بأربعة أطفال، أعمارهم تبدأ من السابعة إلى السابعة عشر، أسأل الله أن يحفظهم وكل الأبناء من أى سوء.

منذ أكثر من أربع سنوات تقريبا، والحديث اليومى الذى لا ينقطع معهم، يدور حول محاولة إقناعهم بترشيد استخدامهم للأجهزة الإلكترونية، من الموبايلات إلى الآيباد نهاية بالبلايستيشن.

طبعا هذا ليس حالى الشخصى، ولكنه حال غالبية الآباء تقريبا، حينما يدخلون منازلهم بعد يوم عمل مرهق، ليجدوا كل أولادهم وزوجاتهم، غارقين فى مصافحة أحد الأجهزة الإلكترونية. وبعضهم يصاب باليأس فيشاركهم أحيانا نفس الرياضة اللعينة.

مضى الزمن الجميل، حينما كنا نشكو من أن جميع أفراد الأسرة يتسمرون أمام شاشة التليفزيون ولا يتحدثون معا!!.

فى هذا العصر كان الجميع يشاهدون برنامجا أو فيلما أو مسلسلا أو مباراة واحدة محددة ومعروفة لهم جميعا. كانوا يجلسون بعيدا عن شاشة التلفاز بمسافة معقولة، وفى فترة الإعلانات يمكنهم تبادل الحديث معا.

الآن صار ذلك حلما من الماضى، لأن كل شخص فى الأسرة، منزو فى عالمه الخاص، ولا أحد من أفراد أسرته، خصوصا الآباء، يعرفون ماذا يفعل أبناؤهم أو ماذا يشاهدون ويقرأون أو مع من يتحدثون؟!.

لكن سنفترض جدلا أن كل الأبناء تم تربيتهم بطريقة جيدة، وسوف يتصرفون بصورة لائقة، والسؤال اليوم، ليس عن الجانب التربوى والسلوكى، ولكن عن الجانب الصحى.

مناسبة هذا الحديث هو ما أعلنته السلطات الصينية، قبل ثلاثة أسابيع عن خطط لتنظيم سوق الألعاب الإلكترونية، بعد أن لاحظت ارتفاع مستويات الإصابة بحالات قصر النظر بين الأطفال. وهناك تقرير رسمى يقول إن ٥٠٠ مليون صينى يعانون من الضعف البصرى، أى ما يقرب من نصف السكان فوق الخامسة من عمرهم.

الصين هى أكبر سوق للألعاب الإلكترونية فى العالم، وتريد الحكومة الحد من عدد الألعاب وتقييد وقت اللعب، وتطوير نظام يحدد أعمار الأطفال، الذين يسمح لهم بممارسة تلك الألعاب.

الوثيقة الصينية الأخيرة ألقت باللوم فى مشكلة الإبصار، على زيادة انتشار الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، وعدم وجود أنشطة فى الهواء الطلق، وعدم ممارسة الرياضة، وهناك إجماع على أن إدمان الألعاب يزيد من مشكلة قصر النظر.

المشكلة ليست فى الصين فقط، ولكن فى العالم أجمع، وبالأخص فى دول شرق آسيا. الصين بدأت فعليا فى سحب بعض الألعاب الخطرة من الأسواق، وأوقفت إصدار تراخيص لألعاب محلية تراها خطيرة، الأمر الذى أدى إلى خسائر هائلة فى أرباح الشركات المنتجة لهذا الألعاب.

المحللون يقولون إن هذه الشركات سوف تحاول التعويض عن هذه الخسارة، عبر التوسع فى الأسواق الخارجية، أى التخلص من المشكلة عندهم بتصديرها إلى الغلابة والمساكين المستهلكين لها فى البلدان الأخرى، خصوصا التى تعجز قوانينها وأنظمتها عن معالجة مثل هذه الظواهر.. والسؤال: ماذا يمكننا أن نفعل لمواجهة نفس المشكلة؟!

من الواضح أننا معجبون بالنموذج الصينى فى العديد من المجالات، خصوصا فى التنمية والإنتاج والتصدير وهى تستحق الاعجاب فعلا فى العديد من مجالاتها التنموية. 

ورئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى زار بكين قبل أسبوعين، ووقع العديد من اتفاقيات التعاون. فلماذا لا نفكر فى الاقتداء بالصين فيما يتعلق بالحد من أخطار إدمان أولادنا للشاشات بمختلف أنواعها؟!.

نسأل هل لدينا أى دراسات أو بيانات أو إحصائيات عن العلاقة بين إدمان المصريين لهذه الألعاب وبين صحتهم العامة؟! وإذا لم يكن لدينا، فهل فكرنا فى هذه المشكلة، التى تعد من صميم الأمن القومى؟!.

شخصيا عندى أداة قياس غير علمية هى تزايد ارتداء الأطفال والشباب للنظارات الطبية، لكن لا أملك بيانا محددا كى أستند إليه.

أتمنى أن ننشغل جميعا حكومة وشعبا ومجتمعا مدنيا بالتفكير فى هذه المشكلة، التى تضرب أهم ما نملك، وهم أولادنا، وبالتالى تضرب المستقبل، فكيف نعالج ذلك وبأى وسيلة؟!.

الموضوع يحتاج إلى نقاش موسع يتحدث فيه كل من يملك حلولا لهذه المشكلة.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نحمى عيون أولادنا من غول الشاشات كيف نحمى عيون أولادنا من غول الشاشات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon