توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
السبت 1 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

المسافة الفاصلة بين العملاء.. وملائكة الرحمة!!

  مصر اليوم -

المسافة الفاصلة بين العملاء وملائكة الرحمة

بقلم - عماد الدين حسين

يوم الأحد الماضى حدث تطور مهم للغاية فى جنوب سوريا، ينبغى أن يتفكر فيه الجميع ويستخلص العبر.

قوات الجيش السورى تقدمت واقتربت من الحدود مع فلسطين المحتلة، قرب درعا والقنيطرة والجولان السورى المحتل. فى هذه المنطقة كانت هناك بقايا من المسلحين والإرهابيين التابعين لتنظيمات معارضة، وأخرى إرهابية أهمها داعش والنصرة أو القاعدة سابقا، بعضها هرب أو استسلم.

التطور هو أن قوات الاحتلال الإسرائيلى المرابطة على خط الحدود الفاصل، استقبلت عدد ٨٠٠ من عناصر ما يطلق عليهم «الخوذ البيضاء»، ونقلتهم جوا إلى الأردن، ومنها إلى كندا وألمانيا وبريطانيا ليعيشوا هناك لاجئين.

المتحدث باسم جيش الاحتلال افيخاى أدرعى قال «إن عملية الإجلاء تمت استجابة لطلب من الولايات المتحدة ودول أوروبية، فى إطار بادرة إنسانية استثنائية، لأن حياتهم كانت معرضة للخطر».

السؤال الذى ينبغى أن يتبادر إلى ذهن أى متابع أو مراقب: ما الذى يجعل إسرائيل ترتدى ثوب الإنسانية فجأة، وتستجيب لمطالب أوروبية وتنقل عناصر «الخوذ البيضاء»؟!

والسؤال الثانى: منذ متى كانت إسرائيل إنسانية بهذا الشكل، حتى تقوم بمثل هذه المبادرة؟!

والسؤال الثالث: ما الذى يجعل الدول الأوروبية الكبرى حريصة على إجلاء عناصر «الخوذ البيضاء» بهذه السرعة، حتى لا يقعوا أسرى لدى الجيش السورى؟!

لكن وقبل الإجابة على كل هذه الأسئلة يفترض أن نعرف من هم عناصر «الخوذ البيضاء»؟

نظريا يفترض أنهم عناصر من منظمة «الدفاع المدنى السورى»، التى تأسست عام ٢٠١٣، وكانت تقول عن نفسها إنها حيادية وأهدافها إنسانية، وأنها انقذت آلاف المدنيين المحاصرين فى مناطق استهدفها القصف من قبل قوات الجيش السورى والقوات الروسية والقوى الداعمة لنظام بشار الأسد. وتقول الجماعة عن نفسها أيضا إن ٢٠٠ من عناصرها قتلوا وأصيب ٥٠٠ آخرون من المتطوعين فى صفوفها منذ بدء الحرب، بما يعنى انهم من «ملائكة الرحمة» أو الاطباء والممرضين الذين يتطوعون لمساعدة المدنيين فى زمن الحرب. 

لكن الحكومة السورية تتهم هذه المجموعة بأنها جزء أصيل من الجماعات الإرهابية التى تحارب الدولة، وأنها كانت ظهيرا ونصيرا لغالبية هذه المجموعات، خصوصا تنظيم القاعدة أو النصرة.

من وجهة نظر الحكومة السورية فإن «الخوذ البيضاء» كانت المروج الأساسى لكل الاتهامات ضد الجيش السورى، بأنه استخدم أسلحة كيماوية، وهى الاتهامات التى استندت إليها كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا فى توجيه ضربات جوية ضد قواعد للنظام السورى، آخرها قبل شهور.

وفى تقدير الحكومة السورية فإن العدو الإسرائيلى يهرب أدواته من عناصر «الخوذ البيضاء»، بعد أن افتضح أمر تلك العناصر، وانتهى الدور الموكل إليهم، وأن الوثائق التى تم العثور عليها فى المناطق المحررة، كشفت ارتباط هذه العناصر بالتنظيمات الإرهابية، خصوصا جبهة النصرة.

مرة أخرى كتبت فى هذا المكان وأكرر اليوم، أن النظام السورى يتحمل مسئولية أساسية، عما وصلت إليه الأحوال فى بلاده، وكان يمكنه أن يوفر كل هذه الدماء ويمنع هذا الخراب، إذا اتبع سياسات وطنية تمنع تفجر الموقف من البداية.

لكن ليس معنى ذلك أن يقبل أى عربى مخلص وسوى أن يكون التخلص من النظام السورى المستبد عبر البوابة الإسرائيلية والأمريكية.

فى اللحظة التى أجلت فيها القوات الإسرائيلية عناصر «الخوذ البيضاء» صدقت رواية أنها مجموعات عميلة، لأن إسرائيل ليس من شيمها الإنسانية، وكما يقولون فى المثل العامى المصرى فإن «الحداية لا تحدف كتاكيت»!!

ومن الواضح أن الدور المشبوه لعناصر «الخوذ البيضاء» قد انتهى، لكن علينا أن نتذكر كيف تعاملت إسرائيل مع عناصر جيش «انطوان لحد» اللبنانى بعد خروجها مدحورة من لبنان. استخدمتهم كعملاء لها، ثم عاملتهم بأسوأ طريقة ممكنة وقالت صحفها لهم: أنتم مجرد عملاء خنتم بلدكم!

تجربة «الخوذ البيضاء» ينبغى أن تكون درسا لكل من يقولون إنهم معارضة فى البلدان العربية، راهنوا على شعوبكم، وناضلوا وعارضوا بطرق سلمية وقانونية من داخل بلدانكم، ولا تلقوا بأنفسكم فى مصيدة المخابرات الأجنبية، خصوصا العدو الصهيونى، وتذكروا أن الشعوب لا تسامح العملاء!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسافة الفاصلة بين العملاء وملائكة الرحمة المسافة الفاصلة بين العملاء وملائكة الرحمة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon