توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس من حق أردوغان أن يعظ فى حقوق الإنسان!

  مصر اليوم -

ليس من حق أردوغان أن يعظ فى حقوق الإنسان

بقلم - عماد الدين حسين

ما هو الفارق بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وغيره من قادة أوروبا والعالم المتقدم فيما يخص الحديث عن مصر وأوضاعها؟!
من حق الاتحاد الأوروبى أن يعظنا فى قضايا الحريات وحقوق الإنسان أيضا، لأن له معايير وقيما وقواعد ثابتة فيما يتعلق بهذا الأمر، حتى لو كان يطبقها أحيانا بصورة براجماتية خدمة لأهدافه ومصالحه، كما يفعل كل العالم تقريبا.
وظنى الشخصى مثلا أن الرئيس الفرنسى مانويل ماكرون يحق له ــ نظريا على الأقل ــ أن يتحدث عن حقوق الإنسان، كما فعل خلال المؤتمر الصحفى الشهير قبل اسابيع بالقاهرة.
ماكرون يؤمن فعلا بحقوق الإنسان، وحكومته، تنفذ ذلك على أرض الواقع، وتسمح بالتظاهر والاحتجاج ضد سياساتها، وافرجت عن غالبية المحتجين من اصحاب «السترات الصفراء»، ما لم يكونوا قد خالفوا القانون. يحق أيضا لقادة ومسئولى الدول الإسكندنافية أن يعطونا دروسا فى الديمقراطية، لأنهم يمارسونها فعلا، وليس قولا فقط.
ويحق لقادة الولايات المتحدة، والكونجرس، أن يصدعوا أدمغتنا كل فترة بكل ما يتعلق بالحريات، لانهم يفعلون ذلك فى بلدهم وضد رئيسهم. وحتى لو كنا ندرك أن هذه الدعوات تستخدم احيانا كشماعات لتحقيق مصالحهم السياسية. هم يعطونا دروسا فى حقوق الانسان والحريات، لأنهم يقدمون لنا مساعدات سنوية، وبالتالى، حينما نكون قادرين على الاستغناء عن معونتهم، يمكننا أن نقول لهم «لا نريد مواعظكم» كما تفعل الصين مثلا!
نتفهم ايضا قيام بلدان كثيرة فى العالم، بالمطالبة بوقف عقوبة الإعدام، لأنهم أوقفوها فعلا فى بلدانهم. ونتفهم المطالبات المستمرة لمنظمات حقوقية عالمية فى هذا الشأن، لأن هذا الأمر فى صلب مبادئها وقواعدها الحاكمة، وحتى لو كان لبعض هذه المنظمات مواقف يصعب تفسيرها فى بعض الاحيان!
أتفهم كل ما سبق جزئيا أو شاملا، لكن لا أستطيع أن أفهم أو أتصور أن يخرج الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ليعظ مصر وحكومتها ورئيسها بشأن حقوق الإنسان والحريات وتطبيق احكام الاعدام.
باختصار شديد أردوغان هو آخر شخص فى العالم، يمكن أن يلعب هذا الدور!! 
هل معنى ذلك أن حقوق الإنسان والحريات فى مصر جيدة أو فى أفضل أحوالها؟!
الإجابة هى لا قاطعة. بل نحن نعانى فعلا من تراجع خطير فى الحريات وحقوق الإنسان، ومن ينكر ذلك أعمى أو أعمى!
لكن السبب ببساطة هو أن أردوغان هو المنتهك الأكبر للحريات وحقوق الإنسان بكل مستوياتها فى العالم أجمع، وقبل فترة عدل الدستور ليمنح نفسه صلاحيات شبه مطلقة.
صباح الأحد الماضى، قال أردوغان إنه لن يقابل الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلا إذا اصدر عفوا تاما عن كل المعتقلين وأطلق سراحهم وأوقف عقوبة الإعدام!
حسنا، إذا كان كلام أردوغان جادا فعلا، فماذا يفعل هو فى تركيا، ولماذا لا يطبق نفس المعيار على نفسه وعلى حكومته ونظامه؟!
ما فعله أردوغان فى تركيا خلال السنوات الماضية، خصوصا بعد إحباط ما سمى بالانقلاب ضده فى منتصف يوليو ٢٠١٥، ليس مسبوقا فى هذه الدولة، وربما فى المنطقة. هو انقلب على حليفه ومعلمه وصديقه فتح الله جولن، واتهمه بأنه خطط للانقلاب ضده. بعدها اعتقل وشرد وفصل مئات الآلاف من ضباط الجيش والشرطة والقضاء والمحامين والصحفيين والنشطاء والمعلمين، بتهمة ثابتة لا تتغير هى الولاء لمنظمة «الخدمة» وزعيمها جولن المقيم حاليا فى بنسلفانيا بالولايات المتحدة.
العدد الأكبر من الصحفيين المعتقلين فى العالم موجود فى تركيا، وتم ايقاف غالبية الصحف المعارضة لأردوغان، وكل من يعارضه يجد نفسه مسجونا أو مطرودا أو مفصولا من عمله.
الغريب أن أردوغان يحاول جاهدا هذه الايام اعادة عقوبة الاعدام، ولا يمنعه ان يفعل ذلك بسرعة الا تنمر الاتحاد الاوروبى له، وتهديده بعقوبات شديدة اذا اعاد العقوبة!!
مرة أخرى، أتفهم وأحترم كل من يطالب باحترام حقوق الإنسان والحريات فى مصر لكل الناس فى اطار القانون، وأشاركه فى هذا المطلب من دون تردد، لكن أن يفعلها أردوغان فهو أمر يثير الضحك والسخرية إلى أبعد حد ممكن، لأنه من البديهى أن «فاقد الشىء لا يعطيه»!
كلام اردوغان بالامس يكشف اما انه صار إخوانيا اكثر من بعض الإخوان انفسهم، او ان 30 يونيه قد دمرت كل احلامه سواء كانت قومية تورانية أو إخوانية اسلامية!!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع      

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس من حق أردوغان أن يعظ فى حقوق الإنسان ليس من حق أردوغان أن يعظ فى حقوق الإنسان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon