توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
السبت 1 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

اللهم اشْفِ كل المدخنين

  مصر اليوم -

اللهم اشْفِ كل المدخنين

بقلم - عماد الدين حسين

فى السادسة والنصف من صباح الثلاثاء الماضى، كنت فى طريقى إلى العاصمة الإدارية الجديدة لحضور افتتاح ثلاث محطات كهربائية. كانت تسير أمامى سيارة ربع نقل على طريق العين السخنة، وتحمل أكثر من ١٢ شخصا معظمهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة تقريبا. أحد هؤلاء ــ ويبدو من مظهره أنه لم يتجاوز العاشرة ــ كان يمسك بسيجارة فى يده، فى هذا الوقت المبكر من الصباح.

المشهد استفزنى للغاية، وفكرت للحظات أن أحاول إيقاف السيارة، لأقنع هذا الطفل بإطفاء السيجارة والتوقف عن هذا العبث، لكننى خشيت أن أدخل فى شجار مع سائق السيارة، ومن يجلس بجواره، يؤخرنى عن الوصول لحفل الافتتاح فى الوقت المحدد.

الماسآة أن هذا المشهد ليس استثنائيا، ولكنه يتكرر بصورة يومية. شاهدت هذا المشهد فى العديد من الأماكن بمختلف أنحاء الجمهورية فى قرى ومدن بأسيوط، وفى حى السيدة زينب الشعبى، وحى الزمالك الراقى بالقاهرة وعلى كورنيش الإسكندرية.

لا يعرف خطر وخطورة التدخين إلا من جربه وتوقف عنه، والعبد لله أدمن التدخين لربع قرن بالتمام والكمال منذ دخولى إعلام القاهرة عام 1982 حتى عام 2007. لكن من نعم الله الكثيرة على، أننى تمكنت من الإقلاع عن التدخين منذ ظهر يوم الحادى عشر من إبريل عام ٢٠٠٧، حينما كنت أعمل صحفيا فى جريدة «البيان» الإماراتية فى دبى، ومن يومها لم أدخن سيجارة واحدة، بل أصاب بالغثيان والقرف إذا تواجدت بجوار مدخن، وشممت رائحته الكريهة.

صار معروفا أننا كمصريين نحتل مرتبة متقدمة جدا بين الأمم فى مجال التدخين، وقبل أيام قليلة قال تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أن استهلاك المصريين للتبغ يعد من أعلى معدلات الاستهلاك على المستوى الإقليمى والعالمى وأن ٢٢٫٨٪ من المصريين مدخنين، وهذه النسبة ترتفع بين الرجال لتصل إلى ٤٣٫٤٪، ولكنها تنخفض بين النساء إلى ٠٫٥٪.

نسبة تدخين النساء فى هذا التقرير منخفضة جدا، وأعتقد أنها ليست دقيقة، لأن المؤشرات والشواهد تقول إن النسب فى تزايد مستمر، ويكفى إلقاء نظرة على المقاهى الشعبية والكافيهات المختلفة، لنكتشف أن نسب تدخين السيدات تزيد بشكل لافت للنظر، ليست فقط للسجائر ولكن للشيشة أيضا.
والمحزن أنه بينما تنخفض نسبة التدخين فى غالبية بلدان العالم تزيد عندنا، والأسوأ أنها تزيد بين الأجيال الجديدة، وليس كبار السن فقط الذين يصعب على معظمهم الإقلاع عنها.

حينما تسافر إلى أى بلد أوروبى تعرف الفرق الواضح بيننا وبينهم! القوانين والإجراءات تكاد تلاحق المدخنين فى كل مكان غير مسموح بالتدخين فى المواصلات العامة، وكذلك أماكن العمل، وبعض المدن تحرم التدخين حتى فى المنازل إذا كان هناك أطفال صغار. وصارت تحاصر المدخنين، وتعاملهم كالمنبوذين. وفى مصر، وصلت الفوضى إلى أن أى شخص يمكنه التدخين فى أى مكان وزمان، بل يدخن فى سيارته الخاصة وابنه الصغير معه!.

مثل هذه النوعية ــ وهى كثيرة للأسف ــ لا تدرك خطورة ما تفعله. والأسوأ أن العديد من الشباب صغير السن لا يزال يصدق أن التدخين إحدى العلامات على «الرجولة».

الوعظ لا يفيد فى محاربة التدخين، لأننى أتذكر أننى كلما كنت أقرأ لمن يحذر من أضرار التدخين مثلما كان يفعل الكاتب الكبير صلاح منتصر، أقوم بإشعال سيجارة فورا!!.

المطلوب أن نبحث عن طرق مبتكرة طوال الوقت، لنقنع الجميع، خصوصا صغار السن بأن التدخين قاتل محترف، حتى لو تأخر الوقت. مطلوب أن نكرر المبادرات، ونستخدم كل وسائل التأثير لنصل إلى هذه الفئة المغلوبة على أمرها، لنقنعها بالتوقف قبل فوات الأوان.

وزارة التضامن الاجتماعى تبذل جهدا مهما فى محاربة الإدمان بأنواعه المختلفة، والفنان الكبير محمد صبحى له دور مهم أيضا فى هذا المجال.

لن أبالغ إذا قلت أن التدخين مرض، وهو أخطر على الأمن القومى من كثير من الملفات التى نظن أنها مهمة. هو يقتل صحة المصريين ببطء، ويكلف الدولة المليارات سنويا، وحينما يتحالف مع المخدرات، تصبح المأساة مكتملة، وهو موضوع يحتاج إلى شرح أكثر تفصيلا.

قلبى مع كل مدخن حتى يتوقف، ومع كل مريض بسبب التدخين حتى يشفى، ويكتشف أن الحياة بلا سيجارة أفضل تريليون مرة.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللهم اشْفِ كل المدخنين اللهم اشْفِ كل المدخنين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon