توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذين دمروا غرفة طوارئ معهد القلب

  مصر اليوم -

الذين دمروا غرفة طوارئ معهد القلب

بقلم - عماد الدين حسين

حينما تقوم مجموعة من المواطنين المنفعلين، أو البلطجية المنفلتين باقتحام قسم الطوارئ بمعهد القلب فى إمبابة، وتكسيره بحجة الغضب، فالمؤكد أننا بصدد كارثة اجتماعية وأمنية وأخلاقية، ولا يمكننا توقع أى تحسن فى أحوالنا قبل أن نقوم بإعادة تربية وتوعية وتثقيف هذه النوعية من المواطنين.
فى الثالثة فجر الأحد الماضى دخل شاب، عمره ٣١ عاما إلى غرفة الطوارئ بمستشفى معهد القلب القريب من ميدان الكيت كات، بعد إصابته بجلطة فى القلب. الكشف المبدئى أكد إصابته بانسداد شريانى، ويحتاج لتركيب ثلاث دعامات. المستشفى أخذ تعهدا على شقيقه بسبب حالته المتأخرة، خصوصا أنهم اكتشفوا أنه مدمن، ويعانى من آثار جلطة دماغية فى سن مبكرة، بسبب إدمانه عقار الاستروكس.
الشاب توفى أثناء إجراء العملية، وبعدها مباشرة قام مجموعة من أقاربه باقتحام المستشفى، ودمروا الأجهزة الطبية، فى قسم الطوارئ، ثم اعتدوا على الأطباء والممرضين وأفراد الأمن.
فى هذه العملية الهمجية دمر البلطجية أجهزة تتراوح قيمتها بين ٢٠ ــ ٣٠ مليون جنيه، معظمها حصيلة تبرعات تم جمعها خلال سنوات من فاعلى خير لمعالجة المرضى فى المعهد مجانا. 
الدكتورة ليلى إبراهيم شلبى، واحدة من الذين سخروا حياتهم المعهد، حكت لى عن الواقعة وهى تبكى ألما وحسرة، لا تصدق أن بعض المصريين الذين يستقبلهم المعهد للعلاج مجانا يمكن أن يتحولوا إلى هذه الصورة من القسوة والعنف.
أسرة الشاب ــ الذى دخل من دون بطاقة هوية ــ لم تسأل نفسها أنها دخلت المعهد مجانا وتم تركيب الدعامات له من فلوس المتبرعين، طبعا العلاج المجانى يفترض أنه حق للجميع طالما أنهم مشتركون فى خدمة التأمين الصحى. وطبعا من حق أهل أى مريض يتوفى أن يقوموا بشكوى المستشفى أو أى طبيب، إذا شعروا أن هناك إهمالا أو خطأ. المستشفى ينفى حدوث أى إهمال أو خطأ، لكن سأفترض أن ذلك حدث، فهل يحق لأى أقارب متوفى أن يقتحموا أى مستشفى ويتهجموا على الأطباء والمرضى والموظفين؟!.
أعرف قصصا كثيرة عن الدور الكبير الذى يلعبه فاعلوا الخير فى شراء الأجهزة والمستلزمات لمعهد القلب. ونصف الأجهزة الموجودة فى غرفة الطوارئ الحديثة التى بنتها شركة سيمنس من أموال تبرعات المجتمع المدنى.
إحدى السيدات المهاجمات نزعت جهاز المونيتور ورفعته عاليا والقته على الأرض فتدمر تماما، وهو الأمر الذى كرره بقية المهاجمين مع الأجهزة.
شخصيا أعتبر هؤلاء المهاجمين ضحايا الجهل والتخلف وانعدام الوعى. هم لا يدركون أن هذه الأجهزة ملكهم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأنهم هم الذين سوف يدفعون الثمن. قد يحتاج أحد أقاربهم لعملية عاجلة فى المعهد، وحينما يذهب لن يجد هذه الأجهزة تعمل؟!.
حادثة اقتحام المستشفى وتدمير الأجهزة ليست الأولى. هى تتكرر كثيرا فى العديد من المستشفيات العامة والخاصة. يدخل المريض فلا يجد مكانا فى العناية المركزة فيقتحم أهله المستشفى بالأسلحة الآلية لإرهاب الأطباء. ويدخل مريض آخر، مستشفى فيحين أجله ويموت، فيعيث أقاربه عربدة وبلطجة ويكسرون كل شىء!!!.
من الأسئلة المحيرة، أين هو أمن المستشفى، ومن سمح بدخول هؤلاء المقتحمين علما أن هناك ثمانى أبواب للمعهد، ولماذا لا يتم تخصيص نقطة شرطة لحماية هذه المرفق الحيوى المهم جدا؟!!.
البعض يقول إنه يجب أن يدفع المعتدين ثمن الأجهزة التى تم تدميرها. أغلب الظن أنهم فقراء، والقضية هنا ليست المال، بقدر ما هى الجهل الفاضح الذى يجعلهم لا يدركون أن هذا المعهد ملكهم وملك أولادهم وأحفادهم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
الدكتور محمد أسامة عميد معهد القلب قال إن الواقعة تتكرر فى كل مستشفيات مصر وأصبحت روتينا يوميا، وفوجئنا بجموع كبيرة تحاصر المعهد فجرا.
إذا النقطة الأخطر هى أن بعض المصريين فقد وعيه وإدراكه للدرجة التى تدفعه لتدمير موارده القومية. الأمر يشبه أن نحرق أو ندمر أتوبيسا للنقل العام أو قطارا، أو نخرب طريقا عاما. الذين اقتحموا معهد القلب لا يختلفون كثيرا عن سائق جرار محطة مصر الذى تعاطى الاستروكس وترك الجرار يتحول إلى صاروخ طائر.
أيها السادة: علينا أن نفكر فى كيفية حصار هذه النماذج المأساوية ونجفف منابعهم، لأنهم صاروا الأخطر على مصر!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع     

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذين دمروا غرفة طوارئ معهد القلب الذين دمروا غرفة طوارئ معهد القلب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon