توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طارق شوقى والإعلاميين «٣»

  مصر اليوم -

طارق شوقى والإعلاميين «٣»

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك مافيا أو مراكز قوى لوبيات وجماعات مصالح أو قوى مقاومة لعملية تطوير التعليم التى يقودها وزير التعليم الدكتور طارق شوقى؟!

الإجابة هى نعم قاطعة، والأمر لا يحتاج إلى ذكاء لنعرف ذلك. الوزير أكد الأمر وفى أكثر من مناسبة، وقاله بوضوح فى لقائه مع الصحفيين والإعلاميين يوم الاثنين قبل الماضى فى مقر المجلس الأعلى للإعلام، وقاله لى شخصيا فى مكالمة هاتفية فى اليوم الذى سبقه.

بطبيعة الحال فإن الإنسان عموما عدو ما يجهل، ويميل دائما إلى التعايش مع ما هو سائد، حتى لو كان خاطئا، ويرفض كل جديد، إلى أن يكتشف أنه أفضل ويظل متمسكا به حتى لو ظهر جديد أفضل وهكذا. التشخيص السابق ينطبق على كثيرين فى المجتمع المصرى ولا يمكن اتهام اصحابه بأنهم متآمرون.

الفئة الثانية ترى أن النظام الجديد لن يقدم جديدا وبه ثغرات كثيرة قد تؤدى لعواقب وخيمة.

الفئة الثالثة هم الذين اضيروا من النظام الجديد وخسروا الكثير. من بين هؤلاء مستشارو المواد فى السنوات السابقة. هؤلاء كانوا يتحكمون فى وضع المواد وتأليف الكتب، ويعطوا التراخيص للكتب الخارجية، ويشرفون على المناقصات الخاصة بالكتب. النظام الجديد ألغى كل ذلك، وجعل مسألة تأليف الكتب فى يد مركز المناهج، وهكذا صارت الوزارة هى التى تملك حقوق الملكية الفكرية للكتب. والذى قام بالتأليف أكثر من عشرين خبيرا من أساتذة التربية يتبعون المركز، بالاشتراك مع شركة ديسكفرى واليونسيف ومستشارى وخبراء الوزارة وآخرين من فرنسا وبريطانيا، وكل جهد هؤلاء يذهب للوزارة، وليس لأشخاص بعينهم وحسب قول الوزير: «عملنا مركزى مناهج وامتحانات يخدمانا لمدة ١٢ عاما».

هذا الأمر سبب خسائر كبيرة جدا لمن كانوا يستفيدون فى الماضى. يضاف إليهم أيضا الذين كانوا يؤلفون كتبا خارجية لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائى، هذا التصرف قضى على ما يسمى بإمبراطور الكيمياء أو ملك الفيزياء كما يقول الوزير. رغم ذلك تمكنت المافيا من تزوير كتاب لرياض الأطفال، دفعت فيه الحكومة الملايين. الحكومة تمكنت من معرفة مكان المزور الذى قام بوضع الكتب فى بعض مزارع الذرة ويقوم بتهريب النسخ فى تريلات ليلا، وتم تعقب هؤلاء وسيتم القبض عليهم. وأحدهم موظف مجمع محاكم فى طنطا وآخر مدرس رياضيات ألف كتاب الإنجليزى. لكن الوزير يقول: «لن نترك هؤلاء، يكفى أن الدول اتسرقت لمدة ثلاثين سنة من اللصوص فى موضوع الملكية الفكرية». والغريب كما يقول الوزير أن ناسا كثيرة اشترت هذا الكتاب السيئ بأربعين جنيها وبعض هؤلاء لا يريد أن يدفع خمسين جنيها رسوم لكامل العام الدراسى «وينشف ريق الوزارة»، ويطالب بعدم ربط سداد الرسوم بتسليم الكتب!!

الفئة الرابعة المتضررة من النظام الجديد هم أصحاب مراكز الدروس الخصوصية أو «السناتر» وهؤلاء هم الفئة الأكبر. هم مجموعات قليلة ولا يشملون كل المدرسين لكن يحققون مكاسب خيالية، تجعل بعضهم يستأجر ملاعب رياضية كبيرة أو صالات مغطاة. يقول الوزير عن هؤلاء إن «السناتر صارت مثل الكافيهات فى الشوارع عينى عينك، يأخذون أكثر من ٢٥ مليار جنيه من جيوب أولياء الأمور ونحن بنشحت المليار»!!

هذه المجموعات المختلفة للمصالح هى التى تتكتل كما يقول الوزير وتنصب نفسها للحديث باسم ٤٤ مليون من أولياء الأمور، ومن وجهة نظره لا يوجد شخص عادى يستطيع أن يظل على السوشيال ميديا لمدة ٢٤ ساعة كى يهاجم الوزير أو الوزارة والنظام الجديد!!!. رأى الوزير أن المواطنين وبعض أجهزة الإعلام هى التى قامت «بتكبير الوحش» يكفى أن يأتى أحدهم ببعض أصحابه ليقوموا بالصراخ والزعيق باستمرار، فى حين أن الذين يعملون بجد «محروق دمهم»!!، وشخصيا عندى ١٠٠ مجموعة تطلق على نفسها تمرد!!

حينما تحدثت مع الوزير هاتفيا، وأثناء تعليقى خلال الاجتماع رجوته أن يسمى الأشياء بمسمياتها، ويطلب من أجهزة الأمن وإنفاذ القانون أن تتعامل مع هؤلاء الشياطين والسماسرة بمنتهى القسوة.

يا سيادة الوزير حاور وناقش بلا كلل أو ملل الذين يختلفون معك بموضوعية فى النظام الجديد، لكن لا تأخذك رحمة بالمفسدين فى الأرض الذين يمتصون دم الغلابة فى السناتر والكتب الخارجية، لكن شرط أن يكون هناك بديل حكومى محترم وجاد يذهب اليه المواطنون.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طارق شوقى والإعلاميين «٣» طارق شوقى والإعلاميين «٣»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon