توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حاصل جمع الأصفار صفر!

  مصر اليوم -

حاصل جمع الأصفار صفر

بقلم : عماد الدين حسين

 هناك اعتقاد خاطئ، يرى أن دمج الأحزاب المصرية التى يزيد عددها على مائة فى ثلاثة أو خمسة أحزاب سوف يحل المشكلة السياسية فى مصر، بكبسة زر، أو قرار فوقى.

لماذا هو اعتقاد خاطئ؟! لأنه ينبغى علينا أن نسأل أولا السؤال الصحيح وهو: هل مشكلة الأحزاب فى مصر أنها كثيرة جدا، أم أنها غير فاعلة أو مؤثرة؟!.. الإجابة البديهية أنه لا توجد مشكلة على الإطلاق فى وجود مائة أو ألف حزب، المشكلة هى عدم وجود أحزاب قوية. التدليل على ذلك، أن هناك عشرات وربما مئات الأحزاب الصغيرة فى العديد من البلدان الديمقراطية، ولا نشعر بها بالمرة، كما لا يشعر بها أهل هذه البلدان. هى موجودة طالما أنها تكون متوافقة مع القانون.
فى البلدان ذات التجارب الديمقراطية الناضجة هناك ما بين ثلاثة أو خمسة أحزاب كبرى تتقاسم غالبية مقاعد البرلمان، فى حين أن بقية الأحزاب الصغيرة، موجودة، طالما أنها قانونية. بعضها يندمج وبعضها يتلاشى ويتحلل، وبعضها يقاوم، حتى يخرج من دائرة الظل.

بعض البلدان تعالج ظاهرة كثرة الأحزاب وتشرذمها بطريقة عملية، وهى اشتراط الحصول على نسبة معينة من المقاعد البرلمانية تتراوح ما بين واحد إلى خمسة فى المائة، وتقفز النسبة إلى عشرة فى المائة، كما يحدث فى تركيا، وهى نسبة كبيرة جدا، لكن الهدف منها كان حرمان الأكراد من التمثيل الرسمى، بحيث تذهب غالبية مقاعدهم إلى حزب الأغلبية أى العدالة والتنمية. لكن هذه «الطريقة الجهنمية» لم تعد مجدية لأن حزب الشعوب التركية تجاوز نسبة العشرة فى المائة فى آخر استحقاقين انتخابيين!!

بعض البلدان الأخرى تشترط حصول الأحزاب على هذه النسبة ليس فقط، لدخول البرلمان، ولكن للاستمرار على قيد الحياة السياسية. وإذا لم يحصل على النسبة، يصبح منحلا بحكم القانون، ويندمج اعضاؤه فى احزاب اخرى اقرب إلى افكارهم.

وبالتالى، فالتجارب الديمقراطية الناضجة، لا تتوقف كثيرا عند الأحزاب الصغيرة، التى تظل هامشية وضعيفة التأثير فى المشهد العام، طالما أن هناك قوى وأحزابا كبرى تتصدر المشهد.
الفارق الأساسى أن الأحزاب الصغيرة فى الأنظمة الديمقراطية محدودة أو منعدمة التأثير فى المشهد السياسى. هى مجموعات صغيرة تؤمن بأفكار متطرفة يمينا أو يسارا ومعظمها أحزاب إما أيديولوجية أو تدافع عن قضايا فرعية محددة. هى لا تؤذى المجتمع، ولا تدعى أنها ذات وزن أو تأثير.

المشكلة فى الأحزاب الهامشية المصرية، ان معظمها ولد بعمليات قيصرية، ومصاب بكل الأمراض السياسية المزمنة، وبالتالى خرج مشوها أو مبتسرا!!

بعض هذه الأحزاب لا يملك إلا اللافتة، وليس لديه أى عضو حقيقى، لدرجة أن أسرة رئيس الحزب قد لا يكونون أعضاء فيه!! أحزاب لا تملك برامج، ومعظمها «مع الرايجة»، ومع السلطة فى كل مكان وزمان، سواء كانت «حزب وطنى» أيام مبارك أو «حرية وعدالة» ايام الإخوان، أو مع العهد الحالى!!

قبل أسابيع شاعت فكرة دمج الأحزاب فى عدد أقل ليكونوا أكثر فاعلية. وهى فكرة نبيلة بكل تأكيد، وظاهرها الرحمة، لكن للأسف فإن أصحابها ربما فاتهم سؤال جوهرى هو: إذا كانت هذه الأحزاب هامشية وبلا قواعد جماهيرية، ومجرد «أصفار».. فماذا سيحدث إذا جمعنا هذه الأصفار معا؟!. المنطق يقول إن النتيجة ستكون صفرا حتى لو كان كبيرا، لكنه سيظل صفرا!

إذا السؤال الجوهرى قبل أن نتحدث عن دمج الأحزاب أن نعرف حجمها وقواعدها وتأثيرها؟، وبعد ذلك نتحدث عن امكانية دمجها، أما قبل ذلك، فسوف يكون الأمر فى أفضل الأحوال مجرد دردشات بلا قيمة.

مستعد أن أراهن أى صاحب حزب من هذه الأحزاب الصغيرة على جمع ألف مواطن فى ندوة، من دون أن يدفع للحاضرين مقابلا، سواء كان ماليا، أو وجبات غذائية أو إجراء «سحوبات» على جوائز.

٩٩٪ من الشعب المصرى لا يعرف ٩٩٪ من هذه الأحزاب، سواء أكان أسماءها أم برامجها وأهدافها، لأنها بلا تأثير يذكر.

أما السؤال الأكثر جوهرية فهو: حتى إذا افترضنا أن هذه الأحزاب الصغيرة لها تأثير، وليست اصفارا، فهل الدمج سيحل مشكلتها؟! والسؤال بصورة أخرى: هل المشكلة فى عدد الأحزاب أم فى تقاعسها وغياب فاعليتها والحصار المفروض عليها؟! سؤال يحتاج إلى إجابة مفصلة.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاصل جمع الأصفار صفر حاصل جمع الأصفار صفر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon