توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نموذج كامل الوزير.. المهارة الفردية.. أم الحلول الشاملة؟

  مصر اليوم -

نموذج كامل الوزير المهارة الفردية أم الحلول الشاملة

بقلم: عماد الدين حسين

يراهن كثيرون على نجاح وزير النقل الجديد المهندس كامل الوزير فى مهمته لتطوير منظومة النقل عموما، والسكة الحديد خصوصا، حتى يكون نموذجا يمكن تعميمه فى قطاعات أخرى تعشعش فيها عناكب الإهمال والتكلس والفساد.
لكن السؤال الجوهرى الذى ينبغى أن نسأله هو: ما هى فرص نجاح كامل الوزير.. هل يكفى حماسه وإخلاصه ودأبه وانضباطه فقط، أم أن المشكلات فى هذا المرفق أكبر من كل ذلك، وتحتاج لمنظومة أكبر من التنسيق وكذلك الموارد الضخمة؟!.
أطرح هذا السؤال لأننى لاحظت أن الكثير من الكتابات بعد حادث جرار محطة مصر، ركزت فقط على الدور الفردى، للوزير، وتجاهلت الفوضى العارمة التى تضرب مرفق النقل منذ سنوات طويلة.
أعذر الذين ركزوا على الدور الفردى للوزير، خصوصا أنه يمتلك مميزات شخصية كثيرة.. أعرف الرجل منذ سنوات، حينما كان رئيسا لأركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وكذلك حينما طلب منه الرئيس السيسى فى أغسطس ٢٠١٤، أن يتم حفر قناة السويس الجديدة فى سنة واحدة. هو كان حاضرا فى معظم افتتاح أو تدشين المشروعات الكبرى التى كان يحضرها رئيس الجمهورية، الذى يثق فيه تماما، وهو ما ظهر فى الطريقة التى تعامل بها الرئيس معه، فى الندوة التثقيفية الاخيرة. وكذلك قول الوزير للرئيس عبارة «الأخ والصديق والقدوة». ومن الواضح أن الوزير كان طوال عمله النموذج الذى يفضله الرئيس فى نوعية المسئولين التنفيذيين، أى ذلك الشخص الذى ينجز ما يتعهد به، خصوصا فيما يتعلق بعامل الوقت المقترن بالانضباط.
إذا لا خلاف على مهارات كامل الوزير فيما يتعلق بالانضباط العسكرى والسرعة بل والتواصل مع الناس فى الكثير من مناطق الأزمات، مثلما حصل فى حالات نزع الملكية للمشروعات العامة من سوهاج إلى مطروح مرورا بالمحاولات مع سكان جزيرة الوراق. لكن السؤال الذى يفترض أن نعيد تكراره هو: هل تكفى هذه المهارات فقط لكى تجعل من هيئة السكة الحديد مثالا للانضباط والتميز والجودة، كما قال الوزير خلال لقائه الأول مع قادة الهيئة يوم الثلاثاء قبل الماضى!
ظنى الشخصى أن مهارات الوزير، ستكون عاملا مهما جدا فى إحداث هزة داخل الهيئة، لكنها تحتاج إلى دعم كبير من الدولة وسائر الوزارات والهيئات وبقية المجتمع.
تحتاج الهيئة إلى صرامة وانضباط كامل الوزير العسكرى خصوصا فيما يتعلق بمعالجة مشكلة المخدرات، وكذلك التسيب الإدارى الذى يضرب غالبية المؤسسات الحكومية. لو أن الوزير نجح فى هذا الأمر، فسيكون ذلك مدخلا مهما لمعالجة الكثير من المشكلات.
خلال لقاء الوزير الأول مع قيادات الهيئة اعترض على حديث نائب رئيس الهيئة الخاص بالعجز فى قطع الغيار، وقال له: «مش عاوز تصدير مشاكل إنت دورك تحل المشكلات مش تصدرها، لو هتصدر المشكلات قولى هتبقى معانا أم لا؟!». بعدها بأيام تم إبعاد هذا المسئول.
هذا الرد من الوزير يمكن النظر إليه من زاوية: الأول أن الكثير من المسئولين يتحجج بنقص الإمكانيات حتى لا يعمل، ويبرر كل إهمال أو تقصير، هذا الأمر ليس فى السكة الحديد فقط، ولكنه فى كل الهيئات والمؤسسات العامة، وأيضا الخاصة.
لكن من زاوية ثانية فإن الإمكانيات والموارد ضرورية جدا لمعالجة بعض أوجه الخلل، ولا يمكن تعويضها بالحماس والنية الطيبة فقط. على سبيل المثال الجرار أو العربة المتهالكة يحتاج مالا لتجديده، وإلا تسبب فى حوادث كثيرة، والدليل على ذلك أن الرئيس السيسى قال قبل شهور إننا نحتاج لعشرات المليارات غير المتوفرة لتطوير السكة الحديد.
النقطة الثانية أن هناك مشاكل تحتاج لحلول شاملة وليس فقط النوايا الطيبة مثل محاربة الإهمال والمخدرات وإعادة الاعتبار للقيم الإيجابية، إضافة بالطبع إلى ضرورة توفير موارد مالية كافية لحل المشكلات المؤجلة.
خلاصة القول إن المهارة الفردية مهمة جدا، والفرد يلعب دورا مهما، خصوصا فى البلدان النامية مثل مصر، لكن هذه المهارة أن لم يتم دعمها من جميع مؤسسات الدولة أولا، ودعمها بالموارد والإمكانيات، ثانيا، فلن تحقق الإنجاز المطلوب.
نريد أن تستغل كفاءة ومهارة الوزير وسجله الحافل السابق، فى تحقيق نهضة حقيقية داخل قطاع النقل، خصوصا السكة الحديد، حتى يمكن تعميم هذا النجاح فى قطاعات أخرى. وكل التمنيات الطيبة لكامل الوزير فى مهمته الصعبة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نموذج كامل الوزير المهارة الفردية أم الحلول الشاملة نموذج كامل الوزير المهارة الفردية أم الحلول الشاملة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon