توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البيانات «النفط الجديد»

  مصر اليوم -

البيانات «النفط الجديد»

بقلم - عماد الدين حسين

صباح الاثنين الماضى أسعدنى الحظ، حضرت ندوة مهمة نظمها المركز المصرى لبحوث الرأى العام «بصيرة»، بعنوان «الاستفادة من الجمهور العام فى توفير بيانات أهداف التنمية المستدامة».

من سوء حظ المجتمع المصرى أن معظم نخبه مهمومة فقط بالصراعات السياسية حول الموضوعات والقضايا الكبرى، ولا ينشغلون ببعض القضايا التى صار لها تأثير خطير، وسيكون تأثيرها فى المستقبل أخطر. 

من بين هذه القضايا، البيانات والمعلومات المتدفقة بكثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعى.

على سبيل المثال فإن الدكتور ماجد عثمان رئيس مركز بصيرة ووزير الاتصالات الأسبق، قال خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية إنه فى الدقيقة الواحدة هناك ٤٫١ مليون فيديو يتم بثها عبر يوتيوب، و٩٠٠ ألف مشارك فى الفيس بوك، و٧٠ ألف ساعة يتم مشاهدتها عبر نتفليكس.

الآن لدينا انفجار فى حجم البيانات والمعلومات، وطلب متزايد عليها، وفى المقابل هناك احتياج كبير لتنظيم هذه البيانات، وهى فى الوقت نفسه وسيلة لمحاسبة الحكومات وبالتالى لتحقيق التنمية المستدامة.

إذا كيف نحل هذه المعادلة؟!
لنعرف أولا ما معنى «البيانات الكبيرة» أو الـ«Bigdata»؟. هى وكما عرفتها الدكتورة هبة صالح مدير معهد تكنولوجيا المعلومات «iti»، تعنى فى احد معانيها قوة الناس ونشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعى.

أما الدكتور ماجد عثمان فقد أضاف المزيد من الشرح التفصيلى.

على سبيل المثال فإن كل شركات الهواتف المحمولة تملك بيانات متعددة عن العملاء، هدفها الأساسى كان تحصيل فواتير هؤلاء المستخدمين، لكن بخلاف ذلك، فقد اكتشفنا نحن وهذه الشركات أن هناك أهدافا قد تكون مفيدة جدا للمجتمع من وراء هذه البيانات والمعلومات، مثلا ومن خلال مدة المكالمة ومكانها، يمكننا أن نعرف مثلا من الذى يقيم فى القاهرة، ومن الذى يأتى للعمل فيها أو زيارتها ثم يغادرها إلى محافظات أخرى. 

لو فكرنا فى إجراء مسح بالوسائل التقليدية والعينات العشوائية فإنه سيكون مكلفا جدا ماديا ويستغرق وقتا طويلا.

الآن لم نعد نحتاج إلا إلى تطبيق معين لكى يكشف لنا هذه المعلومات المهمة فى وقت قصير جدا. مثلا وعبر تطبيق مشابه فإن إحدى شركات الائتمان البنكية فى إسبانيا استطاعت أن تعرف عبر المعاملات البنكية للسائحين أن السائح الصينى يصرف أكثر من نظيره الألمانى خلافا لما هو شائع، وأنه يفضل الإنفاق على شراء الملابس من الماركات الشهيرة، فى حين أن السائح الألمانى يفضل الإنفاق على المطاعم الموجودة على الشواطئ.

المعلومات المنفجرة بكثرة وغزارة على وسائل التواصل الاجتماعى أو حتى الدردشات والبوستات والتعليقات يمكنها أن تحل الكثير من المشاكل. مثلا وفى اندونيسيا توقعوا حدوث أزمة فى استهلاك الأرز وارتفاع أسعاره بسبب بعض النقاشات العرضية على الفيسبوك.

وفى مثال آخر فإن بعض الأسئلة عن أعراض مرض الإنفلونزا يمكن أن تنبه إلى وجود انتشار للمرض فى مكن معين، وبالتالى يمكن التدخل مبكرا للحد من انتشار الفيروس. من خباب تطبيق بسيط يحوله إلى ما يشبه جهاز الإنذار المبكر. بل إنه تم التنبؤ بوجود أزمة فى أنابيب البوتاجاز قبل سنوات فى الصعيد، بسبب حديث عن وجود عطل فى أحد خطوط الإنتاج.

خلال هذه الندوة استمعت إلى أفكار ومناقشات كثيرة عن هذا الأمر، يمكن تحويلها إلى إجراءات لحل الكثير من المشاكل أو حتى المساهمة فى حلها. مثلا يمكن إنشاء مرصد للأسعار، أو تطبيق يتحدث عن رأى الطلاب وأولياء الأمور فى النظام التعليمى الجديد، أو وجود تحيزات ضد بعض الأقليات، خصوصا أن هناك أفكارا بدأت تشهد تطبيقا وتحقق بعض النتائج مثل «خريطة التحرش الجنسى».

ما فهمته أن قوة البيانات هى التى ستحكمنا فى المستقبل. هذه البيانات هى «النفط الجديد»، وأهم سلاح للدول. 

لكن هل هذه البيانات، بلا تحديات أو عوائق أو خطورة. للأسف الإجابة هى لا.

ومثلما هى وسيلة لتحقيق الرفاهية للمجتمعات وزيادة جودة الحياة، يمكنها أن تتحول إلى سلاح مدمر؟.. كيف ذلك، وكيف يمكن ترويض هذا الوحش الكاسر؟!

سؤال يحتاج إلى إجابة أكثر تفصيلا!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيانات «النفط الجديد» البيانات «النفط الجديد»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon