توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ينتقدون الأغانى ويرقصون على إيقاعاتها!

  مصر اليوم -

ينتقدون الأغانى ويرقصون على إيقاعاتها

بقلم - عماد الدين حسين

هناك مفارقة غريبة جدا وهى أن غالبية المصريين الذين ينتقدون الأغانى الشعبية والمهرجانات ويصفونها بأنها هابطة ومنحطة، هم أنفسهم الذين يرقصون عليها فى مناسباتهم السعيدة خصوصا الأفراح!.
لم أكن أدرك هذا التناقض حتى رأيته على الطبيعة. خلال الشهرين الماضيين حضرت أكثر من خمسة أفراح، كلها يمكن أن نطلق عليها أفراح لأهل النخبة، أو ينتمون للشريحة العليا من الطبقة المتوسطة. القاسم المشترك الوحيد بين هذه الأفراح هى أن الجميع تقريبا اندمج فى وصلات رقص على أنغام هذه الأغنيات، التى يقولون ليل نهار إنها هابطة أو مسفة!.
فى أحد هذه الأفراح كانت هناك أغنيات أجنبية كثيرة، تفاعل معها فقط أولئك الذين يعرفون اللغة أولا، ثم الأغنية ثانيا. لكن بعد نهاية هذه الأغنيات، جاءت أغنية مهرجان «العب يلا»!!. وفوجئت باندماج الجميع وحماسهم للأغنية بصورة جعلتنى أشك فى كل ما قالوه عن الفن الهابط والذوق الذى تراجع كثيرا!!!.
فى الفرح الثانى كانت البداية مباشرة بأغنية شهيرة لا أعرف كلماتها جيدا تحتوى كلمات من قبيل «ملبانية وبومبناية». وفى الفرح الثالث رقص الجميع على أنغام «فرتكة».
وفى الفرح الرابع جاءت الأغنية الشعبية «آه لو لعبت يا زهر، واتبدلت الأحوال»!. وفى المناسبة الخامسة كان هناك خليط من مصريين وعرب، وجميعهم من الشخصيات العامة المعروفة، ومجتمع الأعمال، لكنهم أيضا اندمجوا مع هذه الأغنيات بصورة تكشف أنهم لا يرفضونها بالمطلق كما نتصور!.
مرة ثانية نسأل: كيف يمكن لقطاع من الناس أن يرفض شيئا ما ثم يتفاعل معه؟! وكيف يسبون وينتقدون ليل نهار، وعلنا هذه الأغنيات التى يرونها منحطة، فى حين يرقصون عليها ويحفظون كلماتها جيدا؟!!.
لست ضد أن يغنى الناس أى أغانى، أو يرقصوا ويفرحوا ويصهللوا على أى ألحان أو كلمات، طالما أنهم مقتنعون بها، ولست وصيا على ذوق الناس لأقول لهم ما هو الأفضل وما هو الأسوأ!!.
شخصيا، أصنف نفسى ضمن أصحاب الذوق الكلاسيكى القديم، وأكاد أستمع لمجموعة صغيرة جدا من المطربين منهم أم كلثوم وشادية وعبدالحليم وعبدالوهاب وفيروز وماجدة الرومى ومحمد منير وعلى الحجار، ولا أعرف غالبية مطربى هذه الأيام، إلا للضرورة القصوى بحكم المهنة.
أيضا صار حضورى أى فرح هذه الأيام، وصلة تعذيب بشعة، بسبب الصوت الصاخب لما يسمى زورا وبهتانا بالموسيقى، والذى لا أعرف كيف تتحمله الفرق الموسيقية والمعازيم؟!.
بعض الزملاء والأصدقاء لامونى كثيرا، لأننى كتبت أكثر مما ينبغى عن ظاهرة حمو بيكا وبقية أمثاله ممن يسمون مطربو المهرجانات. أحترم رأى زملائى، لكنى ما زلت مصرا أن غالبية المجتمع يدفن رأسه فى الرمل، ولا يريد أن يرى الواقع كما هو، حتى يعمل على إصلاحه، إن كان يستطيع ذلك أصلا. أصحاب وجهة النظر هذه، يكتفون بإدانة وسب وانتقاد مطربى المهرجانات معتقدين أن ذلك يكفى كى تنتهى هذه الظاهرة!!. هم للأسف لا يدركون أن هؤلاء المغنيين ليسوا نبتا شيطانيا، لكنهم أبناء طبيعيون لواقع مر ومحزن، ناهيك عن أن كل مجتمع بما فيه أوروبا وأمريكا، به كل أصناف وأذواق الغناء الكلاسيكى منها الصاخب والشعبى والمتمرد وربما المسف والهابط. لكن الفارق أن الفن الراقى هو الغالب والمنتشر فى أى مجتمع طبيعى.
ما أتمناه أن يتوقف ممن يوصفون أنفسهم بالنخبة عن هذا التعالى المصطنع والأجوف، ويبحثون فى جوهر الظاهرة، ويسألون أنفسهم إذا كانوا يرون هذه الأغانى هابطة فلماذا يرقصون على إيقاعاتها ويرددون كلماتها بنشوة وسعادة؟. وإذا كانوا لا يستمعون إليها ولا يرقصون عليها، ويريدون فعلا الارتفاع بالذوق العام، فماذا فعلوا كى يطبقوا ذلك على أرض الواقع؟!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ينتقدون الأغانى ويرقصون على إيقاعاتها ينتقدون الأغانى ويرقصون على إيقاعاتها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon