توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البطاطس ومن يحتكرها.. وخفة دم المصريين

  مصر اليوم -

البطاطس ومن يحتكرها وخفة دم المصريين

بقلم - عماد الدين حسين

سفير دولة عربية مهمة، ومحبة لمصر والمصريين منذ زمن طويل، يرسل لى بين الحين والآخر رسائل متنوعة، على «الواتس آب»، قبل أسابيع سألنى: ما الذى حدث للمصريين، ولماذا تراجع مستوى النكتة وخفة الظل عندهم؟!.

يومها قلت له: ظنى أنهم لم يفقدوا خفة الظل أبدا، وتأكيدا على إجابتى هو رد فعل المصريين، على الأزمة التى رافقت ارتفاع أسعار البطاطس فى الأيام الأخيرة.
فى عدد «الشروق» مثلا الصادر يوم الأربعاء ٢٤ أكتوبر الحالى كاريكاتير للزميلة ياسمين، وفيه تقول فتاة لخطيبها: «نتجوز إزاى.. مرتبك ما يأكلش بطاطس»!!!.
قبلها بأيام وصلتنى رسالة من صديقة عبارة عن صورة لحبة بطاطس وبجانبها تعليق يقول: «للجادين فقط بطاطساية ربع كيلو، بحالة جيدة، للبيع لظروف السفر.. التواصل على الخاص». وأخرى مماثلة تقول: «لدواعى السفر.. 5 كيلو بطاطس تحمير.. لأعلى سعر»!!.
هنا حبة البطاطس صارت وكأنها شقة سكنية أو سيارة يريد صاحبها أن يبيعها لظروف السفر!!. 

على موقع «صدى البلد» قرأت تقريرا طريفا عن نفس الموضوع به ما يؤكد أن خفة دم المصريين ما تزال بخير.
سيدة تتمنى أن يدخل عليها خطيبها باثنين كيلو بطاطس، لأنه لو حدث ذلك، فسوف تعرف أنه يحبها فعلا!.
أما التعليق الأطرف فهو محاكاة لأحد إفيهات الفنان الكوميدى الكبير محمد هنيدى المستوحاة من الرسائل التى يتلقاها الكثير من المصريين على هواتفهم بشأن العثور على آثار بصورة غير شرعية: تقول الرسالة: «يا محمد انزل البلد ضرورى، أبوك لقى 5 كيلو بطاطس، ومحتاجين حد يحمرهم»!. وكأن البطاطس صارت مثل الآثار بعد أن ارتفع ثمنها إلى نحو ١٥ جنيها متجاوزة أسعار بعض أنواع المانجو والتفاح.
أحد المواطنين تساءل تعليقا على أن سعر البطاطس يكاد يقترب من سعر الدولار قائلا: «يعنى أحول فلوسى لبطاطس»؟!.
وعلى نفس المنوال كتب أكثر من مواطن منشورا يوضح أسعار بيع وشراء البطاطس، وكأنها عملات أجنبية!.

ومن الدعابة والكوميكس إلى الجد، فقد لفت نظرى ما قاله عماد أبوحسين، نقيب الفلاحين، بأن «محصول البطاطس خرب بيوت الفلاحين» العام الماضى، لأنهم هم الفئة الأكثر تضررا، لأن تكلفة فدان البطاطس تصل إلى ٢٠ ألف جنيه وينتج نحو ١٥ طنا بسعر ٩٠٠ جنيه أى نحو ١٣٥٠٠ جنيه، وهو ما يعنى أنه يخسر ٧٥٠٠ جنيه.
أخطر ما قاله نقيب الفلاحين هو أن هناك خمسا من كبار التجار يحتكرون محصول البطاطس، وهم المسئولون عن رفع الأسعار فى المرة الأخيرة. 
هو قال أيضا إن الفلاح يبيع كيلو البطاطس من المزرعة بسعر يتراوح بين 60 و90 قرشا، فى حين يصل سعره للمستهلك النهائى إلى ما يتراوح بين 12 و15 جنيها.
هو لم يقم بتسمية هؤلاء الخمسة الكبار، لكنه قال إن الظروف صارت كلها صعبة، وشيكارة التقاوى ارتفع سعرها من ٤٠٠ إلى ٥٥٠ جنيها، وكل قيراط يحتاج شيكارة فى حين أن الجمعية الزراعية لا تمنح الفلاح إلا شكارتين للموسم الشتوى ومثلهما للموسم الصيفى، الأمر الذى يجبر الفلاح على اللجوء للسوق السوداء.
البعض يقول إن سر الأزمة الحالية هو اختلاف «العروة» أى موسم المحصول، مثلما يحدث فى مرات كثيرة مع الطماطم رغم أن البطاطس تزرع عروتين صيفا وشتاء. وقد يكون السعر المرتفع حاليا لا يعبر عن أزمة دائمة، بل طارئة، لأن سعر البطاطس انخفض إلى نحو جنيهين فقط قبل أسابيع.
السؤال الجوهرى: هل ما يزال هناك دور للحكومة فى ضبط السوق، وهل هى تملك ذلك أصلا، وهل ما يقوله نقيب الفلاحين صحيحا بشأن المحتكرين الخمسة الكبار؟
وإذا كان صحيحا فلماذا لا تتدخل الحكومة؟!. هؤلاء المحتكرون يستحقون أن نطبق عليهم قانون الطوارئ، لأنهم أخطر مليون مرة من الإرهابيين، أما السؤال الأشمل فهو: كيف يستفيد مجموعة من المحتكرين القلائل فى حين يدفع الفلاحون الثمن الأصعب، ومتى نقضى على شبكة الوسطاء التى تشترى الكيلو من الفلاح بستين قرشا وتبيعه للمستهلك بـ 15 جنيها؟!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطاطس ومن يحتكرها وخفة دم المصريين البطاطس ومن يحتكرها وخفة دم المصريين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon