توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تصالحوا الإخوان.. لكن جففوا منابعهم

  مصر اليوم -

لا تصالحوا الإخوان لكن جففوا منابعهم

بقلم : عماد الدين حسين

 أستغرب تماما من حجم ونوع الهجوم الشرس الذى تعرض له الإعلامى الكبير عماد الدين أديب، لأنه دعا إلى إيجاد وسيلة لإبعاد الشباب المتعاطفين مع الإخوان عن الجماعة، وذلك خلال حواره المهم مع أحمد موسى على فضائية صدى البلد يوم الرابع من إبريل الحالى.

أديب كرر أكثر من مائة مرة أنه لا يدعو إلى المصالحة مع الإخوان، أو الجلوس مع التنظيم أو مع أى شخص تلوثت يداه بالدماء أو حرض أو خطط أو موّل العنف والإرهاب. ورغم كل هذه التأكيدات وجدنا من يصر على اتهام الرجل بأنه يريد إعادة جماعة الإخوان للمشهد السياسى.
تابعت الحوار بين أديب وموسى وبمشاركة كثيرين أبرزهم الكاتب الكبير وحيد حامد، وأدهشنى التمركز والتموضع والتمترس وعدم مناقشة جوهر فكرة أديب، واللف والدوران حول أفكار عامة.

ما فهمته من كلام أديب أنه يحاول ويسعى بكل الطرق إلى منع انضمام المزيد من الشباب إلى الجماعة.. فهل هذا خطأ أم صواب؟!.

السؤال ببساطة الذى يفترض أن يجيب عنه الجميع هو: هل من مصلحة الحكومة والنظام والمجتمع أن تستمر جماعة الإخوان فى تجنيد المزيد من الشباب صغير السن، أم يتم تجفيف منابع التجنيد؟!.

السؤال بطريقة أخرى: إذا كان رئيس الجمهورية يطالب منذ سنوات بتصحيح الخطاب أو الفكر الدينى، وإذا كان المجتمع بأكمله يدعو إلى إنقاذ الشباب صغير السن من الوقوع فى مصيدة المتطرفين.. أليس من باب أولى أن ننقذهم من الوقوع فى مصيدة الإخوان، حيث سينتقلون إن آجلا أو عاجلا إلى داعش وأمثالها؟!.

قبل نحو ثلاثة أعوام قام الدكتور كمال الهلباوى، الذى انشق عن الإخوان بجهد عملى مماثل، لكنه للأسف لم يكتب له النجاح. هو تشاور مع بعض المسئولين ــ وعرض عليهم فكرته، التى تتلخص فى أن هناك أكثر من مستوى داخل الجماعة. الأول الأعضاء التنظيميون وهؤلاء لا أمل فيهم ولا يمكن محاورتهم وهناك فئة يعتقد أنها تشكل نحو ٤٠٪ من الجماعة، مترددون ولم يرتكبوا عنفا أو إرهابا وهم أقرب إلى المتعاطفين، وبالتالى يمكن لأجهزة الدولة إقناعهم بالتحرر نهائيا من أفكار الجماعة، مقابل السماح لهم بممارسة حياتهم العادية.

قوات الجيش والشرطة تقوم بجهد كبير لضرب الناشطين والإرهابيين، لكنها لن تتمكن من القضاء على الأفكار المتطرفة بمفردها، ونحتاج لجهد مجتمعى كبير، ومنظومة شاملة تقدم فكرا تقدميا تنويريا بديلا.

السؤال هل لو تمكنا من تحرير الشباب صغير السن والمغرر به والمخدوع بالأفكار الضالة والمضللة من مصيدة التنظيمات التى تتاجر بالدين، أليس ذلك أمرا مفيدا للمجتمع؟!.
هناك إمكانية حقيقية تلوح فى الأفق للمرة الأولى منذ عام ١٩٢٨ لتفكيك تنظيم الإخوان، بفعل الضربات الموجعة التى تلقاها على يد أجهزة الدولة المختلفة منذ يوم ٣ يوليو ٢٠١٣. نجاح هذا الاحتمال يكون بجهد أجهزة الأمن أولا، لكن لابد من وجود دور لبقية المجتمع، خصوصا التعليم والأسرة والبيت وأجهزة الإعلام والثقافة والفكر. فى قلب هذه المنظومة يأتى دور إعادة أدمغة الشباب الذين تم غسلها إلى حالتها الأولى.

وحتى نقطع الشك باليقين فإن أى شخص يرفع السلاح لابد من مواجهته بالسلاح، ومن يحرض أو يموّل أو يخطط أو يدعم الإرهاب بأى صورة من الصور، فلابد أن يتم التعامل معه بأقصى درجة ممكنة بالقانون.

القضية المهمة هى: ماذا عن الشباب المغرر بهم الذين لم يتورطوا فى عنف وإرهاب، ولم يخالفوا القانون؟! هل لو تمكن المجتمع من استعادتهم وإعادتهم كمواطنين عاديين.. أليس ذلك فى صالح المجتمع أم ضده؟!.

يفترض أن نكون فى سباق مع الزمن لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف، والنقطة الأولى فى هذا الصدد هى إغلاق «الخزان البشرى»، الذى يزود التنظيمات المتطرفة بالشباب.

فى السياسة لابد من اتباع كل الطرق لهزيمة التطرف والمتطرفين. مرة أخرى وحتى لا أتفاجأ باختزال بعض الجهلاء لفكرة الموضوع والمقال، فإننى أؤكد أننى أتفق مع عماد الدين أديب على رفض المصالحة، وضرورة الاستمرار فى تفكيك تنظيم الجماعة وكل جماعات التطرف، على أن يكون ذلك مصحوبا بجهد أكبر لتصحيح الخطاب والفكر الدينى ومنع تورط المزيد من الشباب مع هذه التنظيمات.

أليس ذلك هو جوهر ما دعا إليه الرئيس السيسى من سنوات؟!.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تصالحوا الإخوان لكن جففوا منابعهم لا تصالحوا الإخوان لكن جففوا منابعهم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon