توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رؤية زائر ألمانى لمصر

  مصر اليوم -

رؤية زائر ألمانى لمصر

بقلم - عماد الدين حسين

فى الأسبوع الماضى قابلت مسئولا ألمانيا، يزور مصر للمرة الأولى، وما دعانى للكتابة عنه اليوم، أنه لا يتبنَّى الرؤية الأوروبية الكلاسيكية فى النظرة لمصر أو المنطقة، والتى يتم اختزالها فقط فى حقوق الإنسان والحريات وكل ما هو مرتبط بالديمقراطية على الطريقة الغربية. المقابلة لم تكن ثنائية، بل تمت بحضور الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، والدكتور ابراهيم الدميرى وزير النقل والمواصلات الأسبق، والنائب فى البرلمان الدكتورابراهيم عبدالعزيز حجازى. 
ما لفت نظرى أن السياسى الألمانى شديد الواقعية، وينظر للأمور عموما من منظور ما يحدث فى المنطقة، وما يعتريها من رياح عاصفة تكاد تقتلع بعض دولها، ومن ثم تهدد بعض القارة الأوروبية.

يقول المسئول ــ الذى يشغل أيضا منصبا فى البرلمانى الأوروبى ــ إن أهم ما لفت نظره فى مصر هو الاستقرار العام مقارنة بما يحدث فى المنطقة، إضافة إلى الاستقرار الامنى.

هو سار لمسافة طويلة على طرق بين القاهرة والبحر الأحمر خلال زيارته. ولفت نظره العديد من المشروعات الكبرى فى هذه المناطق.

هو زار الهيئة العامة للاستثمار، برفقة وفد رفيع المستوى، وجلس مع بعض المسئولين، وفوجئ بتطور كبير فى الشرح والفهم والاستعداد لتسهيل كل المعوقات، كما وجد تفهمًا ووعيا، وخريطة كاملة بكل المشروعات الاستثمارية، وأسعار الأراضى والتسهيلات الموجودة.

هو يقول إن الإنطباع العام عما يحدث فى مصر لدى العديد من الأوروبيين ليس جيدا، وحينما جاء وتجول والتقى بنوعيات كثيرة من الناس، شعر بالفرق، وهو يعتقد أن الحكومة المصرية يفترض أن تدعو كل أصحاب وجهات النظر المختلفة معها لزيارتها لكى يروا الصورة على الطبيعة.

هو يقول إن كثيرا من الأوروبيين المهتمين بالشرق الأوسط، راهنوا على الربيع العربى. لكن النتائج التى انتهى إليها هذا الربيع، جعلت غالبية هؤلاء يتمسكون الآن بالاستقرار قبل كل شىء. فمثلا لن تكون هناك أى استثمارات من دون توافر الاستقرار والأمن الداخلى.

لكن هل يعنى ذلك أن الصورة وردية؟!. الإجابة هى لا، فالمسئول الألمانى يؤكد أن الاستقرار لا يتحقق إلا بالنمو الاقتصادى والاجتماعى، الذى يمنع حدوث أزمات شديدة، إضافة إلى وجود أكبر نسبة توافق بين القوى المختلفة فى المجتمع.

قد تكون درجة التطور السياسى مختلفة بين مصر وألمانيا ــ والمؤكد أنها مختلفة ــ وقد لا تكون هناك صورة أو نسخة وحيدة للديمقراطية، لكن المسئول الألمانى كان واضحا فى ضرورة وجود أسس ثابتة لأى تقدم، أهمها وجود دولة القانون والفصل بين السلطات واحترام الدستور، وحقوق الإنسان وحرية التعبير. هذه هى الأسس والباقى يمكن النقاش حوله وعن أشكاله المختلفة وكيفية الوصول إليه.

فى تقديره أن التحدى الأكبر الذى يواجه مصر الآن هو النمو السكانى المتزايد، لأنه إذا لم يتم ترشيده وتوظيفه بطريقة صحيحة، سوف يلتهم كل نتائج الإصلاح الاقتصادى.

الديمقراطية ليست أمرا سهلا، لكن لابد منها، ولابد أيضا من وجود بيئة لازدهارها. وهو يضرب مثلا على التباينات فى المجتمعات المختلفة بقوله إن المواطن الألمانى العادى يؤمن بالديمقراطية ويمارسها، ولكن بعض هؤلاء، يرفض مثلا حق اللاجئين الأجانب فى دخول ألمانيا، وكل أوروبا، وهو فى هذه الحالة لا يحترم حقوق الإنسان، ويريد من الحكومات أن تقوم بترحيل كل الأجانب والمهاجرين، حتى لو كان ذلك ضد الحريات وحقوق الإنسان. المستشارة ميركل وهى من أقوى السياسيين فى أوروبا والعالم الآن، لا تستطيع أن تتخذ قرارات، تخالف أو تصدم الغالبية فى ألمانيا وأوروبا، فيما يخص قضية المهاجرين، حتى لو كانت ترى أن هذه القرارات صحيحة.

قلت للمسئول إن إحدى المشاكل هى أن أوروبا لا تنظر للمنطقة إلا من زاوية ضرورة وقف الهجرة غير الشرعية، لكن لا تريد أن تستثمر فى التنمية بالمنطقة، حتى لا يفكر أبناؤها بالهجرة إلى الجانب الآخر من البحر المتوسط. وبالتالى يفترض على الأوروبيين ان يكونوا أقل أنانية، وأكثر انفتاحا على الاستثمار طويل الاجل فى المنطقة، حتى لا يتفأجئوا بسفن المهاجريين غير الشرعيين، تصطف على شواطئهم على البحر المتوسط!!.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رؤية زائر ألمانى لمصر رؤية زائر ألمانى لمصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon