توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذى ينقص إفريقيا؟!

  مصر اليوم -

ما الذى ينقص إفريقيا

بقلم: عماد الدين حسين

هى تحتاج إلى تمويل هائل، وحسن إدارة، وجرأة فى اتخاذ القرار لتحويل الموارد التى تتمتع بها إلى مشروعات مشتركة تسهم فى تنمية القارة بأكملها.
صاحب الإجابة السابقة هو الرئيس عبدالفتاح السيسى وقالها خلال المائدة المستديرة ظهر الأحد الماضى بعنوان: «وادى النيل ممر للتكامل الإفريقى والعربى» على هامش فعاليات اليوم الثانى لملتقى الشباب العربى والإفريقى فى أسوان.
الكلام صحيح تماما، وأضيف عليه من عندى أن إحدى أهم مشاكل القارة التى تعيق التنمية هى التعليم الردىء والفساد المتغلغل فى الحكومات والإدارات المحلية، خصوصا غسيل الأموال، ثم الاستبداد السياسى فى غالبية البلدان بما يصيب المجتمعات باليأس من حدوث أى إصلاح.
التمويل الهائل غير متاح بالفعل، لكن إتاحته ليست بالأمر المستحيل، والسبب أن القارة ما تزال تصدر المواد الخام للدول الكبرى، مقابل دولارات زهيدة. نشكو من هذا الأمر منذ سنوات طويلة. لكن من الواضح أن هناك نخبا إفريقية متنفذة تلعب دورا فى إدامة هذا الوضع المأساوى. وتقارير مؤسسات التمويل الدولية تتحدث عن عمليات فساد هائلة تتم بين بعض المسئولين الأفارقة وأصحاب الشركات الدولية الكبرى فى الغرب، حتى تستمر عملية النهب المنظم.
التعليم السيئ غير المتطور يلعب دورا مهما أيضا فى الأوضاع الصعبة التى تعيشها غالبية المجتمعات الإفريقية، وينتج عن هذا العامل قلة الكوادر الفنية والإدارية المؤهلة القادرة على قيادة عملية التنمية، وبالتالى تستمر المأساة.
العامل الثالث الذى أشار إليه الرئيس السيسى هو غياب الجرأة فى اتخاذ القرار، واعتقد أنه مرتبط إلى حد كبير بالعوامل السابقة مجتمعة. لكن هناك سببا جوهريا يسبب غياب الجرأة. وهو المركزية المتغلغلة فى معظم الحكومات والإدارات الإفريقية. هذا السبب هو غياب الديمقراطية، أو قلة المشاركة السياسية، وانفراد نخب قليلة بالقرار فى معظم هذه البلدان. هذا الأمر يحول البلدان إلى مناطق طاردة للشباب، ويجعلهم يخاطرون بحياتهم فى مراكب متهالكة يغرق بعضها فى عرض البحر المتوسط.
فى غياب توافر الحد الأدنى من المشاركة السياسية فإن فرص التنمية الاقتصادية الشاملة تكون دائما عرضة لأى تغيرات أو تطورات مفاجئة، وبالتالى فإن الاتفاقيات والمعاهدات لا يمكن التعويل عليها بصورة كاملة. ناهيك عن سبب جوهرى يتعلق بالحروب والصراعات الأهلية المنتشرة فى العديد من بلدان القارة.
هل يعنى الكلام السابق أن نضع أيدينا على خدودنا، ونتوقف عن أى محاولات للإصلاح حتى يتوقف الفساد والاستبداد والجهل والمرض فى هذه القارة المنكوبة؟!
الإجابة هى لا، بل إن هذه المحاولات التى تبذلها مصر فى الفترة الاخيرة، ربما تكون سببا فى محاولة التغلب على التحديات الصعبة جدا التى تعانى منها القاهرة.
للموضوعية، ليست الصورة قاتمة تماما فى إفريقيا. هناك بؤر ضوء ساطعة جدا، وتستحق الإشادة، وتعطى أملا بأن الغد يمكن أن يكون أفضل. المؤتمرات واللقاءات الشعبية والشبابية التى ترعاها مصر سواء فى شرم الشيخ أو أسوان فرصة مهمة جدا لتوثيق العلاقات العربية الإفريقية. من المهم جدا أن يكون هناك تواصل أولا ثم تفاهم ثانيا ثم تعاون وأخيرا أن تكون هناك مشروعات محددة، يشعر بها المصريون والأفارقة حتى لا تتبخر هذه اللقاءات من دون أى أثر ملموس.
نحتاج إلى آلية دائمة لاستمرار هذا التعاون، ونحتاج إلى مبادرات إنسانية مثل تلك التى تم الإعلان عنها فى ختام مؤتمر أسوان بعلاج الافارقة المقيمين فى مصر من فيروس سى.
مثل هذه المبادرات هى التى تدوم لأنها تمس حياة الناس.

نقلا عن الشروق
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذى ينقص إفريقيا ما الذى ينقص إفريقيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon