توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفيسبوك بين أرديرن وبوتين!

  مصر اليوم -

الفيسبوك بين أرديرن وبوتين

بقلم - عماد الدين حسين

هل دارت عجلة الحكومات لتقييد وسائل التواصل الاجتماعى؟!. يبدو أن الإجابة هى نعم.
خلال يومين كان هناك تحركان فى كل من شركة فيسبوك وروسيا يشيران إلى هذا الأمر.
شركة فيسبوك قالت فى بيان صباح الأحد قبل الماضى أنها حذفت ١٫٥ مليون فيديو يصور العملية الإرهابية العنصرية التى قتل خلالها متطرف أسترالى أكثر من خمسين مصليا مسلما فى مسجدين بنيوزيلندا يوم الجمعة قبل الماضى. 
بيان الشركة قال إنها حجبت ١،٥ مليون فيديو محمل بالفعل، وكذلك ١٫٢ مليون فيديو خلال عملية التحميل، إضافة إلى إزالة كل النسخ المحررة من الفيديو حتى لو كانت لا تتضمن محتوى مصورا، وذلك احتراما للأشخاص الذين تأثروا بالهجوم. أيضا فإن رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن قالت إنها تريد مناقشة البث الحى مع إدارة شركة فيسبوك.
بعد هذا التطور بيوم واحد صدَّق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على قانون يفرض غرامات على الروس الذين ينشرون ما تصفه السلطات بأنه أنباء كاذبة على الإنترنت. الخبر نقلته وكالة رويترز، ويسمح للسلطات بحجب المواقع الإلكترونية إذا تقاعست عن الالتزام بطلبات حذف المعلومات التى ترى الدولة أنها تتضمن وقائع غير صحيحة. وكذلك تغريم من يروج لمعلومات كاذبة على الإنترنت تؤدى إلى إخلال جسيم بالنظام العام ــ مبلغًا يبلغ ٦١٠٠ دولار أو ما يساوى «٤٠٠ ألف روبل»، وأيضا تغريم يصل إلى ١٠٠ ألف روبل لمن يستخف بالدولة أو السلطات أو العلم أو الدستور الروسى، وإذا تكررت المخالفة يتم سجنه ١٥ يوما. 
بالطبع الدوافع مختلفة فى كلتا الحالتين إلى حد كبير.
أكثر من مبرر يمكن به تفهم الأسباب التى دفعت شركة فيسبوك إلى حذف الفيديوهات التى تصور جريمة مسجدى مدينة كرايست تشيرش أهمها المبرر الإنسانى ومراعاة شعور أهالى الضحايا وأقاربهم. ثم إن نشر مثل هذا الفيديو قد يجعل من مثل هذه العمليات أمرا عاديا، ويدفع بعض الشباب المتطرف والعنصرى فى كل الأديان والعقائد إلى تكراره.
النقطة الجوهرية هى ما قالته رئيسة وزراء نيوزيلندا بأنها تريد مناقشة البث الحى مع شركة فيسبوك. 
مطلب هذه المسئولة، منطقى تماما، بعد المشهد الذى صدم العالم أجمع. لدينا مجرم عنصرى متطرف يضع كاميرا فوق رأسه ويمسك بمدفعه الرشاش، ويقتل أبرياء، ويبث كل ذلك على الهواء. لو تم السماح بذلك، فسوف نجد أى مسلم متطرف يفعل نفس الشىء فى اليوم التالى، وربما متطرف يهودى أو هندوسى أو بوذى أو من أى عقيدة دينية أو سياسية سماوية أو أرضية. هذا الإرهابى العنصرى ترك على صفحته منشورا أقرب إلى المانفيستو من أربعين صفحة، ينظر فيه لأفكاره المتطرفة حتى يقتدى بها آخرون، وهكذا تتحول وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الإلكترونية إلى ساحة فعلية للحرب، وليست فقط مجرد أداة للعرض أو حتى التحريض!.
جريمة المسجدين تجعلنا نفكر تريليون مرة فى كيفية منع تحول السوشيال ميديا إلى ساحة لنشر الأفكار العنصرية والمتطرفة، لكن فى المقابل فإن ما فعلته السلطات الروسية يجعلنا نفكر فى الأمر من زاوية مختلفة، وهى كيف يمكن التفريق الدقيق بين محاربة التطرف والشائعات والأخبار الكاذبة من جهة، وخنق الحريات وتكميم الأفواه والسيطرة على العقول والتلاعب بها من جهة أخرى؟!
هذا هو السؤال الجوهرى الذى ينبغى أن نكون متيقظين له دائما، ليس فى روسيا فقط، ولكن فى كل العالم، والمؤكد أن العديد من الحكومات ــ خصوصا فى منطقتنا العربية ــ يفكر بطريقة بوتين نفسها، التى تكتسب بعض المنطق، مع تحول الفضاء الإلكترونى إلى مملكة عظمى للأكاذيب والشائعات.
ظنى الشخصى أن المدخل الصحيح هو الإيمان بحرية الرأى والتعبير أولا، وبعدها تطبيق القانون على أى مخالفة ثانيا، سواء كانت هذه المخالفة منشورة فى صحيفة أو فضائية تقليدية أو على موقع إلكترونى أو على أى من وسائل التواصل الاجتماعى، مادامت أنها متاحة للعامة، وليست صفحة مغلقة تتمتع بالخصوصية.
وسائل التواصل الاجتماعى لعبت دروا مهما فى تسهيل التواصل ومحاربة التجبر والاستبداد، وأتاحت لعموم المواطنين حرية إبداء آرائهم فى كل القضايا بما فيها ما كان مسكوتا عنه.. لكن فى المقابل فقد لعبت دورا خطيرا فى بث الشائعات والأخبار الكاذبة.. فكيف يمكننا أن نعظِّم من إيجابياتها ونقلل من سلبياتها؟! تلك هى المعضلة!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع      

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيسبوك بين أرديرن وبوتين الفيسبوك بين أرديرن وبوتين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon