توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا يتعظ العرب من درس تدمير العراق؟

  مصر اليوم -

لماذا لا يتعظ العرب من درس تدمير العراق

بقلم : عماد الدين حسين

 مأساه كاملة ألَّا نتذكر دروس التاريخ، خصوصا إذا كانت قريبة جدا، ومأساة أكبر، إذا نسيت الدول والأمم وليس فقط الأشخاص هذه الدروس!.

أحد الدروس المهمة من الغزو الأمريكى البريطانى الهمجى للعراق فى ١٩ مارس ٢٠٠٣، هو أن بعض الحكومات العربية دعمت هذا الغزو لأسباب متعدده، ظنا أن إسقاط صدام حسين، سيحل كل مشاكلها، خصوصا السطوة التى كان يفرضها صدام على بعض بلدان الخليج، بعد غزوه العبثى والكارثى للكويت فى ٢ أغسطس ١٩٩٠.

المفترض أن الدول العربية التى دعمت احتلال أمريكا للعراق، اكتشفت بوضوح أنها هى الأكثر تضررا من الغزو.

إيران استفادت كثيرا من الغزو، والذى دفع الثمن فعليا بعد الشعب العراقى، هو دول الخليج، وبالتالى فإن السؤال المنطقى هو: ما الذى يدعو هذه البلدان إلى الاعتقاد بأن تشجيع أمريكا وبريطانيا على احتلال وتدمير سوريا وإسقاط الأسد، والسماح باستمرار التنظيمات الارهابية هناك، لن يؤدى إلى نفس النتيجة السابقة؟!

قبل الدخول فى التفاصيل أكرر مرة أخرى رأيى الواضح، وهو أن استبداد صدام حسين سابقا، كان سببا رئيسيا فى وصول الأمور إلى ما وصلت اليه، بل إنه هو السبب الرئيسى الذى ساعد الغرب على تدمير المنطقة لأهداف كثيرة منها إسرائيل، ونفس الأمر ينطبق على بشار الأسد.

لكن هناك فارقا بين مشاكل وأسباب يتسبب فيها ظلم حاكم واستبداد نظامه، وبين تسليم هذا البلد للأعداء كى يعيثوا فيه فسادا!!.

دول عربية فتحت قواعدها وأراضيها وبحارها وأجواءها لتدمير العراق وإسقاط صدام، والنتيجة النهائية أنه تم تسليم العراق على طبق من فضة وذهب مجانا، ليصبح محمية إيرانية تعيث فيها فسادا وسيطرة واحتلالا بكل ما تعنيه الكلمه من معنى.

والنتيجة الثانية هى تصنيع وتخليق داعش وأخواتها لتعربد فى كل المنطقة العربية تطرفا وعنفا وإرهابا وقتلا ووحشية، بل وتمتد جرائمها لبلدان كثيرة فى العالم، بما شوه كثيرا من صورة الدين الإسلامى السمح المعتدل والإنسانى.

بعضنا صدق نظرية الفوضى الخلاقة، وبعضنا صدق أن العراق سيتحول إلى واحة للديموقراطية بعد عدوان «المحافظين الجدد الصهاينة» له، لكن كلنا يعرف ماذا جرى للعراق، ليس أقله التهديد الكردى بالانفصال أو الإحساس من السنة بأنهم مهمشون، بل بانقسامات عميقة داخل الطائفة الشيعية نفسها، واحتجاجات شعبية مستمرة على الفساد والمحسوبية وغياب العدالة.
خرجت أمريكا من العراق، وسلمته لإيران، ولم تستفد من ذلك أيضا إلا إسرائيل، بعد أن ضمنت اختفاء احدى القوى العربية الكبرى التى كانت تسبب لها صداعا مستمرا بحكم حضارتها وثرواتها وجيشها الذى حرصت واشنطن على تفكيكه، الأمر الذى وفر ذخيرة بشرية لداعش وتنظيمات متطرفة كثيرة.

السؤال الذى يفترض أن تسأله البلدان العربية لنفسها، خصوصا الخليج، وهو:
الطبيعى أن العرب عموما ودول الخليج خصوصا خسروا كثيرا باحتلال العراق، ويحاولون جاهدين الآن استعادته من البراثن الإيرانية، والسؤال: لماذا يحاولون تكرار نفس المأساة مع سوريا؟!.

لا أقصد إطلاقا من كل ما سبق، ربط مصير سوريا بحاكمها بشار الأسد، لكن أتحدث عن خطورة الانسياق وراء اللعبة الإسرائيلية، بتدمير كل سوريا على غرار ما حدث فى العراق، وبعدها يتم الاستدارة لتكرار المأساة فى دول أخرى، قد تكون مصر من بينها، بل ولا يمكن استبعاد المخططات الرامية لتفكيك السعودية والجزيرة العربية بأكملها.

يا أيها العرب اختلفوا كما تشاءون مع الأسد، لكن حاولوا أن تساعدوا السوريين على التخلص منه وإحلال حكم توافقى حقيقى يخدم كل السوريين بدلا من أن يتم ذلك على يد أمريكا وإسرائيل.

عليكم أن تتعظوا مما حدث للعراق وليبيا.. وللأسف كل المؤشرات تقول إننا لا نتعلم، حتى من دروس الماضى القريب جدا!!

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يتعظ العرب من درس تدمير العراق لماذا لا يتعظ العرب من درس تدمير العراق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon