توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحلة فى عقل إرهابى صغير!

  مصر اليوم -

رحلة فى عقل إرهابى صغير

بقلم - عماد الدين حسين

ما الذى يدور فى عقل الإرهابى الصغير أو الكبير حينما يشارك فى أى عملية إرهابية، مثل تلك التى وقعت مساء الجمعة الماضى، وأدت إلى مقتل ثلاثة سائحين من فيتنام، ومرشد سياحى مصرى، بانفجار عبوة ناسفة قرب المريوطية فى محافظة الجيزة؟! والسؤال الأهم من الذى يدفع ثمن هذه العمليات الإرهابية؟!.
الإرهابى الصغير، الذى يطق الرصاصة أو يزرع القنبلة أو يقوم بتفجيرها، أو حتى ينفذ عملية انتحارية، يعتقد واهما أنه يجاهد فى سبيل الله، لإعلاء كلمة الدين وإقامة الخلافة الراشدة النقية الطاهرة. هو وبعد أن تم غسل دماغه كاملا، صار دمية فى يد من يشغله، وإذا كان يقوم بتكفير أبيه وأمه وبقية أهله، فهل يصعب إقناعه بتفجير هنا أو هناك؟!!.
هو وافق على أن ينضم لتنظيمات يدعى بعضها الدفاع عن «بيت المقدس» فى حين أنهم أعطوا القدس ظهورهم، وصاروا يوجهون رصاصاتهم ومتفجراتهم ضد الشعب المصرى وبقية الشعوب العربية، وليس ضد العدو الذى احتل المدينة المقدسة وكل فلسطين، وأجزاء من سوريا ولبنان. هذا الشاب المضحوك عليه، يعتقد أنه بمثل هذه التفجيرات يساهم فى تقريب وتحقيق الهدف الأكبر وهو إقامة الدولة الإسلامية المتوهمة داخل رأسه فقط، عبر استنزاف اقتصاد الدولة وإنهاكها، حتى تقع فريسة فى أيديهم.
فى التاريخ الحديث، خصوصا فى مصر، لم يحدث أن انتصرت عصابة أو ميليشيا أو جماعة إرهابية أو غير إرهابية على الدولة، حتى فى ظل أضعف لحظات الدولة. وبالتالى فالسؤال: ما الذى يجعل هذه التنظيمات ومن يقفون وراءها، تعتقد أنها ستنجح فيما فشل فيه الآخرون؟!.
هؤلاء لم يدرسوا مثلا تجربة الجماعة الإسلامية، التى رفعت السلاح على الدولة والحكومة وسائر المجتمع. هى قتلت رئيس الجمهورية الأسبق أنور السادات، وهاجمت الأقسام ومديريات الأمن واستهدفت السائحين والأقباط ومحلات الفيديو، واغتالت بعض المثقفين والشخصيات العامة وحاولت مع آخرين.. فماذا كانت النتيجة بعد ثمانى سنوات «١٩٩٠ ــ ١٩٩٨؟!». الدولة انتصرت، واصطف المجتمع بأكمله تقريبا خلفها، رغم العديد من سياسات الحكومة الفاشلة والخاطئة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا وقتها. هذه الجماعات أقدمت على إجراء مراجعات فقهية والاعتذار للمجتمع عما فعلته.
إرهابيو هذه الأيام تورطوا فى كل شىء، قتلوا ضباط الشرطة والجيش والنائب العام، ومواطنين عاديين، وفجروا الأقسام ومديريات الأمن وأبراج ومحطات الكهرباء والمواصلات العامة. فعلوا كل ذلك ظنا أنه يقربهم من مرادهم فماذا كانت النتيجة؟!.
المواطنون العاديون زادوا نفورا منهم، وغالبية العالم يقف مع الحكومة المصرية ضدهم، حتى أولئك الذين يدعمونهم سرا، ويشجبون أفعالهم علنا!!.
هم لا يريدون أن يدركوا أن إنهاك الاقتصاد المصرى،لا تدفع ثمنه الحكومة فقط، بل المجتمع بأسره، وبالتالى فمهما اختلف بعض المصريين مع الحكومة، بشأن بعض السياسات، فلن يتضامنوا أو يؤيدوا الإرهابيين فى صراعهم مع الحكومة.
حينما تقوم جماعة إرهابية بتوجيه ضربة للسياحة فإن كل العاملين فى السياحة، سوف يلومون الإرهابيين وليس الحكومة. وقتها سيدرك كل عامل وموظف فى السياحة أن الإرهابيين تسببوا فى إلحاق الأذى به وبأهله ومستقبله، حتى لو كان مختلفا تماما مع الحكومة فى كل شىء. هو قد يكون ناقما على الحكومة بشأن السياسات الاقتصادية مثلا، لكنه يظل خلافا فى الرأى فى حين أن خلافه مع الارهابيين يتعلق بوجوده ومستقبله.
بدأنا كلامنا بالحديث عن الإرهابى الصغير المغسول دماغه، فى حين أن الارهابى الأكبر يدرك كل ما سبق لأنه يعمل لمصلحة قوى وأجهزة إقليمية ودولية. هو يدرك أن العمليات الارهابية لن تسقط الدولة، لكنها قد تصيبها بالإرهاق والإرباك وبالتالى تظل مصر، محلك سر، وغير قادرة على النهوض والتقدم. بل وتعيش رهينة لقوى أجنبية تتحكم بالريموت كونترول فى التنظيمات الارهابية، كما رأينا فى الحالة السورية. 
العمليات الارهابية لن تسقط حكومة لكنها تصعّب حياة الناس العاديين، الذين سيزيد غضبهم على الارهابيين وليس العكس. هذه وصفة ومعادلة مجربة فى مصر، ولا يريد الارهابيون تصديقها.
ما حدث فى سوريا منذ عام 2011 يحتاج الآن قراءة هادئة، خصوصا حينما اكتشفنا أن إسرائيل كانت تدعم علنا بعض التنظيمات، التى تقول عن نفسها إنها إسلامية ومتطرفة.
ترى هل يدرك الإرهابيون أنهم مجرد دمى تحركها قوى كبرى؟!..

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة فى عقل إرهابى صغير رحلة فى عقل إرهابى صغير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon