توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب.. ووعد ترامب للجولان!!

  مصر اليوم -

العرب ووعد ترامب للجولان

بقلم - عماد الدين حسين

لماذا لم تجرؤ الولايات المتحدة على نقل سفارتها إلى القدس العربية المحتلة، أو الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية إلا هذه الأيام، رغم أن القدس والجولان محتلتان منذ يونيو 1967؟! الأسباب كثيرة ونكررها منذ سنوات، وأهمها الخلف والضعف والانقسام العربى والفلسطينى.

لكن اليوم سأركز على عامل جديد وهو أوهام بعض الحكومات العربية، بأن الانبطاح أمام أمريكا وإسرائيل سيقود إلى السلام، إضافة إلى الدور الإيرانى شديد السلبية الذى قاد بعض العرب إلى الأحضان الإسرائيلية المسمومة، وهو موضوع أرجو أن أعود إليه لاحقا.

نتحدث منذ وقوع النكبة عام ١٩٤٨ عن الانقسام العربى، لكن لم يكن أحد يتخيل أن يصل الانبطاح لهذه المرحلة المزرية، والأخطر هو اعتقاد البعض أن ذلك سيقود لقيام الولايات المتحدة وإسرائيل بتقديم التنازلات لنا.

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لم يخف انحيازه السافر لإسرائيل، وللموضوعية فإن كل الرؤساء الأمريكيين وسياساتهم الخارجية كانوا كذلك بصورة أو بأخرى، لكن ترامب أكثرهم انحيازا. 

كل الرؤساء الأمريكيين منذ عام ١٩٩٥ تعهدوا بنقل سفارة بلادهم من تل أبيب إلى القدس، ثم تراجعوا حينما أدركوا أن ذلك قد يكلف بلادهم ثمنا كبيرا. الوحيد الذى نفذ ذلك هو ترامب فى مايو ٢٠١٨. ويوم الاثنين الماضى كرر ترامب وعد بلفور معترفا بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان خلال قمة جمعته مع بنيامين نتنياهو رئيس وزارء إسرائيل. 

بالطبع يعلم الجميع أن الجولان أرض عربية سورية محتلة منذ يونيو ١٩٦٧، والأمم المتحدة تقر بالامر، وكل الإدارات الأمريكية، كانت لا تعارض ذلك، بما فيها إدارة باراك أوباما، التى تركت قرارا يمر فى مجلس الأمن فى شتاء ٢٠١٥ يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين والجولان غير شرعى، وكذلك بناء المستوطنات.

لكن من قال إن القرارات أو الشرعية الدولية هى التى تحكم العالم؟!

حقائق القوة الشاملة، وأحيانا البلطجة هى صاحبة الكلمة الأولى فى العلاقات الدولية. لكن مرة أخرى هل نلوم ترامب أنه فعل ويفعل ذلك، أم نلوم أنفسنا لأننا وصلنا إلى حالة صار فيها الجميع، يتعامل معنا باعتبار «الرجل العالم المريض؟!!»؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

ترامب خدع وضحك على العرب، وقال لهم إنه سينقل السفارة إلى القدس، حتى يقنع إسرائيل بتقديم تنازلات فيما يسمى بصفقة القرن، التى نسمع عنها قبل أكثر من عامين. مرت الايام والشهور ولم نر أى ملامح لهذه الصفقة، بل مجرد تسريبات وتكهنات ملتبسة وغامضة، والآن يطالبنا ترامب بالصبر وانتظار صفقة القرن، فى حين يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان!.

لست واهما أو مخدوعا، كى أطلب من الحكومات العربية بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة تطبيقا لميثاق جامعة الدول العربية، أو حفاظا على مصالحهم القومية العليا. ولست ساذجا لأطلب منهم أن يعلنوا الحرب على إسرائيل التى تعربد كل يوم فى المنطقة من دون رادع، كما تفعل الآن فى غزة. لكن اللوم الحقيقى ينبغى أن نوجهه للحكومات العربية، التى يعتقد بعضها أن «الحمل يمكن أن يعيش بأمان مع الذئب!».

أتمنى أن تفرق الحكومات العربية بين خلافها الراهن مع الحكومة السورية، والمستمر منذ مارس ٢٠١١، وبين هذه القضية الجوهرية أى السيادة السورية على الجولان العربى المحتل.

أعرف أن غالبية الحكومات العربية لم تعد تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، وأعرف أيضا أنه صارت لكل حكومة قضية مركزية داخلية تتنوع ما بين خطر الإرهاب إلى الحروب الأهلية والطائفية، مرورا بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المختلفة.
بعض هذه الحكومات يهرب إلى الأمام معتقدا أن علاقاته السرية مع الولايات المتحدة أو إسرائيل هى أفضل طريق للحفاظ على وجوده فى السلطة.

لكن هؤلاء الواهمين لا يدركون أن ترامب وإدارته يتعاملون معهم باعتبارهم مجرد أدوات يستخدمونها اليوم، وسوف يتخلصون منهم غدا، وما نموذج شاه ايران عنا ببعيد!!. سمعنا ترامب يتحدث بطريقة مهينة جدا عن بعض المسئولين العرب، وهى طريقة تكشف عن حقيقة نظرته لهؤلاء المسئولين؟!.

كنت أتعجب، وأنا أقرأ عن كيفية سقوط الدولة العربية فى الأندلس عام ١٤٩٢، والآن بدأت أفهم ما حدث فى الماضى، لأنه يتكرر بنفس السيناريو، مع فارق بسيط فى بعض التفاصيل.

لا نطالبكم بإعلان الحرب على ترامب وإسرائيل، لكن لا تنبطحوا أو تندلقوا بمثل هذه السهولة والمجانية. نريد منكم على الاقل بيانات رفض وإدانة قوية وصادقة، فهل حتى ذلك صار صعبا!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب ووعد ترامب للجولان العرب ووعد ترامب للجولان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon