توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بقى من صفقة القرن

  مصر اليوم -

ما بقى من صفقة القرن

بقلم: عماد الدين حسين

فى الأيام الأخيرة، بدأت التسريبات تزداد بشأن ما يسمى بصفقة القرن المتعلقة بالقضية الفلسطينية. خصوصا أنها تتم بالتوازى مع الانتخابات الإسرائيلية المبكرة التى جرت بالامس. من هنا تأتى أهمية توقيت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الحالية لواشنطن، والتقدير أن القضية الفلسطينية ستكون على طاولة المفاوضات بين السيسى والرئيس الأمريكى دونالد ترامب وأركان إدارته إضافة بالطبع إلى علاقات البلدين وملفات المنطقة خصوصا ليبيا واليمن والارهاب.
كل ما نأمله أن نظل متمسكين بموقفنا المبدئى، وألا نسمح بتمرير المخطط الأمريكى الإسرائيلى، الذى يستهدف نسف أى حلول عادلة، وفرض أوضاع تقوم فقط على الإخضاع والقهر.
الرئيس السيسى وبمجرد وصوله إلى واشنطن اجتمع مع مايك بومبيو وزير الخارجية ثم مع جاريد كوشنر كبير مستشارى ترامب، وزوج ابنته، والأهم أنه عراب صفقة القرن. المتحدث باسم الرئاسة السفير بسام راضى قال إن «مصر أكدت أنها ستظل داعما لأى جهد مخلص يضمن التواصل لحل دائم وعادل استنادا لقرارات ومرجعيات الشرعية الدولية وحل الدولتين وما تضمنته المبادرة العربية، على نحو يحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى إضافة إلى تحسين حياة أهالى قطاع غزة».
هذا هو الموقف المصرى الثابت، ونتمنى أن يستمر كما هو فى مواجهة ضغوط أمريكية مستمرة، ليس علينا فقط، ولكن على غالبية البلدان العربية ذات الصلة.
يشكو البعض من أن «صفقة القرن» ما تزال غامضة ولم يكشف عنها، فى حين أن كثيرين يسخرون قائلين: «الصفقة لم تعد غامضة، فقد ثم الكشف عنها بالفعل وإعلانها، وجوهرها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية المحتلة، ثم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ولاحقا الاعتراف بالسيادة على الضفة الغربية وبحيث لا يبقى للفلسطينيين إلا غزة وجيوب متناثرة فى الضفة من دون دولة فعلية ومن دون أى مظاهر للسيادة».
بعض الصحف الغربية نقلت فى الفترة الأخيرة العديد من التسريبات بشأن صفقة القرن، منها مزاعم تقول إن مصر أعطت تيران وصنافير للسعودية، وفى المقابل ستعطى السعودية مساحة من أرضها للأردن، الذى سيقوم بدوره بإعطاء مساحة من أرضه للفلسطينيين، إضافة إلى مزيد من الحقوق للفلسطينيين فى الأردن!. هذا ما يقال ونتمنى ألا يكون صحيحا.
جوهر ما تبقى من صفقة القرن هو حلول اقتصادية لمشكلة قطاع غزة، ومبالغ مالية تدفعها فى الاساس بعض بلدان الخليج، لا نعرف مدى دقتها. المروجون للصفقة يقولون إنها تبشر بجنة اقتصادية فى هذا القطاع، الذى يعانى بؤسا غير مسبوق، وهناك أحاديث متفرقة عن إعادة الروح إلى الميناء البحرى والمطار الجوى، وزيادة مساحة الصيد، وفتح معبر رفح بصفة دائمة، إضافة إلى الحديث عن منطقة تجارة حرة مع مصر.
ومقابل الغموض الذى يكتنف هذا الملف فى شقه الفلسطينى، فوجئنا بما قاله رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قبل أيام بأن إسرائيل ستواصل العمل على إدامة الفرقة بين الضفة وغزة، ثم تلاها بحديث عن ضم الضفة إلى السيادة الإسرائيلية فى حالة فوزه بالانتخابات البرلمانية.
لسنا واهمين لنتخيل أن إسرائيل مع هذا الدعم غير المسبوق مع أمريكا، والضعف غير المسبوق من العرب، ستعطى الفلسطينيين حلا يتوافق مع الشرعية الدولية.
ثم أن موازين القوة شديدة الاختلال، وبعض الدول العربية صارت تنظر إلى إسرائيل باعتبارها حليفا فى مواجهة إيران، التى تتعامل بدورها فى كثير من الملفات باعتبارها قوة هيمنة، أكثر منها جارة للعرب.
هذا هو المشهد الراهن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. هل نلوم إسرائيل أو أمريكا، حينما يمارسون البلطجة «عينى عينك»، أم نلوم أنفسنا كعرب وفلسطينيين؟!
للموضوعية يصعب فهم واستيعاب أن يستمر الخلاف بين فتح وحماس بهذا العناد الأحمق الذى يقترب من الخيانة، فى حين أن إسرائيل تواصل قضم ما بقى من الضفة.
ويصعب تصور أن يعتقد بعض العرب، أن إسرائيل ستقدم لهم أى شىء، وهم على هذا المستوى من الانقسام والضعف.
أدرك أن جدول أعمال الرئيس السيسى مع ترامب كان حافلا بالعديد من الموضوعات مثل العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية، لكن علينا أن نحافظ على موقفنا المبدئى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وألا نسمح بتمرير ما يحلم به نتنياهو وقادة إسرائيل، عبر ترامب وكوشنر وجيسون جرنيبلات وديفيد فريدمان، لأن ما لا نستطيع تحقيقه اليوم من حقوق مشروعة، فلا ينبغى أن نوقّع على صكوك التنازل عنه.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بقى من صفقة القرن ما بقى من صفقة القرن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon