توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكومة والمعاشات.. الواقعية تنتصر

  مصر اليوم -

الحكومة والمعاشات الواقعية تنتصر

بقلم: عماد الدين حسين

فى ظنى الشخصى أن القرارات والتوجيهات التى أصدرها الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء الخميس الماضى بشأن إصلاح منظومة الأجور، والاتجاه لتنفيذ حكم المحكمة الإدارية العليا بشأن زيادة المعاشات، هى واحدة من أهم وأفضل القرارات شعبية التى اتخذها الرئيس والحكومة منذ فترة طويلة جدا.
لمن لم يتابع هذه التطورات، فإن الرئيس وعقب اجتماعه مع رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى وبعض الوزراء مساء الخميس الماضى، طلب من الحكومة سحب الاستشكال على الحكم البات والنهائى الصادر بشأن ضم ٨٠٪ من العلاوات الخمس الخاصة، غير المضمومة للأجر المتغير لأصحاب المعاشات. وكذلك إعداد دراسة لسداد مديونية أصحاب المعاشات بشكل تدريجى بدءا من يوليو المقبل على أن يتم سدادها على عدة أعوام. الرئيس طلب أيضا من الحكومة دراسة إصلاح منظومة الأجور، خلال شهر من الآن، والمتوقع طبقا لمصادر مطلعة كما نشرت «الشروق» يوم السبت الماضى، فإن تطبيق هذه المنظومة سيكون من بداية السنة المالية الجديدة فى يوليو المقبل.
وبما إننا لا نعلم بالضبط الشكل النهائى الذى ستنتهى عنده هذه التوجهات، والمبلغ المحدد الذى ستتم زيادته لأصحاب المعاشات المخاطبين بالحكم، أو شكل الهيكلة الجديد لأجور الموظفين، فإننا سنحاول أن نتكلم فى المعانى السياسية لهذه القرارات أو التوجهات الجديدة.
زميلى خالد سيد أحمد كتب فى «الشروق» يوم السبت الماضى مقالا بعنوان «عندما تأتى السياسة»، راصدا أن الحكومة بدأت أخيرا تتحرك بالسياسة بعدما اغفلت هذا العامل كثيرا بعد 30 يونيه 2013. وأتفق معه تماما، لأن «قرارات يوم الخميس» انطلقت من قراءة واقعية وحقيقية للشارع المصرى، وليس للأرقام والبيانات الصماء فى التقارير والإحصائيات.
نظريا أتفهم وجهة نظر الحكومة المصرية ــ ولا أقبلها ــ بشأن تلكؤها فى تنفيذ حكم المحكمة الإدارية العليا بشأن ضرورة صرف علاوات المعاشات.
أكرر أتفهم ولا أقبل، لأن الحكومة تحاول عدم صرف «مليم أو قرش» بعيدا عن الموازنة العامة المتقشفة. هذا هو السبب الذى دفعها إلى معارضة الحكم، حينما صدر من محكمة القضاء الإدارى، لكن السياسة كانت تحتم عليها تنفيذ الحكم فورا حينما أيدته المحكمة الإدارية العليا، وعدم الاستشكال عليه، لأن الأمر هنا يتعلق باحترام أحكام القضاء أولا، وثانيا ــ وهو الأهم ــ أنها كادت تخسر كل أصحاب المعاشات وأسرهم وأقاربهم، بسبب الطريقة التى تصرفت بها.
مرة أخرى الحكومة حسبتها ماليا حينما عارضت الحكم، لأنها سوف تتكبد حوالي 60 مليار جنيه إذا نفذت الحكم حرفيا بدءا من عام 1987 كما يطالب رافعو الدعوي،اضافة الي مبلغ الزيادة السنوي ،الذي قد يصل الي 3 مليارات جنيه. لكن فى السياسة الأمر لا يتم بهذه الطريقة، لأن الخسارة السياسية قد تكون أضخم وأفدح، وتكلفتها لا تقدر بثمن.
الحكومة أصلحت الخطأ الكبير يوم الخميس، ويمكن القول إنها فى طريقها لاستعادة ثقة أصحاب المعاشات وهم ظهير سياسى تقليدى لها منذ سنوات.
فى مثل هذه القضايا لا يمكن حساب المسائل بالورقة والقلم فقط، أو أن تنفيذ هذا القرار سيكلفنى كذا مليار!!. صحيح أن الحسابات مهمة، وصحيح أكثر أن الشرط الرئيسى هو وجود موارد وإمكانيات لتمويل أى زيادة، لكن أيضا لا يعقل أن يتم الانفاق على بنود ومجالات كثيرة، وحينما يحصل أصحاب المعاشات على حكم نهائى وبات بضم العلاوات، فلم يكن ينبغى تضييع كل هذا الوقت، قبل أن يتخذ الرئيس قراره المهم بإصلاح هذا الخطأ.
يفترض ان الحكومة تعلم أن أصحاب المعاشات يدفعون الثمن الأكبر لعملية الإصلاح الاقتصادى. هم يحصلون على معاشات ضئيلة متوسطها نحو ألف جنيه تقريبا، وهو مبلغ لم يعد يكفى لأى شىء. وبالتالى فإنهم حلموا بتنفيذ الحكم القضائى. ثم أصيبوا بصدمة كبرى حينما استشكلت الحكومة على تنفيذ الحكم، والصورة التى وصلتهم، أن الحكومة مصرة على محاربتهم، وحتى لو كان ذلك غير صحيح، فإن الانطباع هو الأهم.
حسنا فعلت الحكومة، حينما سحبت الاستشكال، وحينما بدأت فى دراسة تطبيق الحكم، ورد أموال المعاشات عموما.
أتمنى أن تدرس الحكومة تكرار نموذج تعاملها مع أصحاب المعاشات على العديد من المشكلات الأخرى. لو حدث ذلك سيكون هناك أمل فى إمكانية التصدى للعشرات من المشكلات التى نظن أنها مستفحلة، وهى ليست كذلك!!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة والمعاشات الواقعية تنتصر الحكومة والمعاشات الواقعية تنتصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon