توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يتعظ من مصير العملاء؟!

  مصر اليوم -

من يتعظ من مصير العملاء

بقلم - عماد الدين حسين

أليست مفارقة تدعو للدهشة، أنه فى الوقت الذى يتوالى فيه تدفق الرؤساء والمسئولين العرب على دمشق وبدء اعادة العلاقات مع نظام بشار الاسد، نجد المعارضة السورية، إما تتقاتل فى حلب وأدلب، أو تعمل كمرتزقة للجيش للجيش التركى، أو مصابة باليأس فى العواصم والمنافى الخارجية؟!
الدروس والعبر مما حدث فى سوريا منذ مارس ٢٠١١ وحتى الآن، لا تعد ولا تحصى، لكن أهمها خرافة وسقوط فكرة المراهنة فقط على العمل من الخارج والاستعانة به لإسقاط النظام.
رأيى واضح ومعلن منذ انطلاق الانتفاضة السورية فى درعا، وهو أنها كانت انتفاضة غالبية شعب كان يريد حكما عادلا وتعدديا وعصريا لكن «أشرار العالم» تكالبوا على هذه الانتفاضة وعسكروها واستحضروا كل «شياطين الإنس والجن» من جميع أرجاء العالم، فأعطوا النظام فرصة ذهبية للإجهاض عليها.
السياسة لا توجد بها مثاليات، بل مصالح، والأهم أنها نسبية، وبالتالى حينما لا يكون لدينا إلا داعش والنصرة فى جانب، والنظام فى جانب آخر، فلا يوجد إلا خيار الرهان على الدولة السورية وجيشها ومؤسساتها، عسى أن تنصلح الأحوال، وليس بمنطق «أنا ومن بعدى الطوفان»! 
كتبت المقدمة السابقة حتى يكون كلامى التالى واضحا، وهو أن الذى دفع الثمن الحقيقى فى هذه المأساة منذ ثمانى سنوات هو الشعب السورى، الذى تشرد داخل وخارح بلده، إضافة إلى قلة من المعارضة الوطنية التى سعت إلى الإصلاح، لكنها لم تكن تملك إمكانيات كبيرة، ثم إن بطش النظام كان كبيرا.
أعود إلى النقطة الجوهرية، وهى المعارضة التى رهنت نفسها لأجهزة مخابرات إقليمية ودولية، وانتهى بها الأمر لتكون مثل «منديل الكلينكس» الذى يلقى به فى «صفيحة القمامة» بمجرد استخدامه!
داعش والنصرة تنظيمات متطرفة خارج نطاق وحسابات العصر، ورغم سيطرتها فى وقت ما على أكثر من نصف سوريا والعراق، فقد توقع الجميع أن ينتهى كل ذلك، وهو فى طريقه للحدوث، لكن مثل تلك التنظيمات تتعيش على سلبيات فشل الأنظمة الحاكمة فى إقامة الحد الأدنى من العدل، وبالتالى فسوف نشهد عمليات ارهابية لهذه التنظيمات بين الحين والآخر لإثبات أنها موجودة.
المفارقة أن النصرة وجيش نور الدين زنكى اشتبكا يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين فى حلب وأدلب، وأسفرت المعركة عن مقتل وإصابة المئات.. أى عبث هذا بين قوى كانت تدعى أنها ستحرر سوريا؟!
لكن ما أقصده أكثر تلك المعارضة التى ادعت أنها وطنية، ثم تبين لنا أخيرا أنها مجرد دمية فى أيدى المخابرات التركية أو الأمريكية أو أى جهاز غربى.
تخيلوا عناصر سورية مسلحة تعيش فى تركيا وعندما تدخل بلدها، فهى تفعل ذلك، لكى تحارب الاكراد، فى منبج أو عفرين، وحينما توقع تركيا وإيران وروسيا اتفاقا لإقامة المنطقة منزوعة السلاح فى أدلب فى منتصف سبتمبر الماضى، فإن كل دورها كان العمل كشرطة للمخابرات التركية تحارب خصومها، حتى لو كانوا حلفاء الأمس فى المعركة ضد الحكومة السورية!
ما يسمى بـ«الجيش السورى الحر» أثبتت الأيام والأحداث أنه ليس جيشا وليس سوريا وليس حرا، بعد أن صار معظم أفراده مجرد عناصر مرتزقة لتنفيذ الأجندة التركية.
هم كانوا يزعمون أنهم يقاومون الأسد ونظامه، وحينما قبلت أنقرة التعايش مع هذا النظام، تحولوا إلى مقاتلة إخوانهم فى الوطن «الأكراد» لمصلحة تركيا.
جزء من الأكراد أيضا وقع فى نفس المأزق، حينما راهن على الأمريكيين، الذين قد يسلمون الأكراد إلى رجب طيب أردوغان، الذى أنجز صفقة شاملة مع ترامب أفرج بموجبها عن القس برانسون مقابل إنهاء جزء من أزمته الاقتصادية والانفراد بأكراد سوريا.
هل أدركت هذه المعارضة السورية أنها كانت مجرد أداة فى أيدى الآخرين، وأنها حينما فعلت ذلك، فكان طبيعيا أن تنتهى إلى مثل هذه النهاية؟
هل أدركوا أنهم خسروا ثقة شعبهم، ولم ينالوا حتى احترام الذين استخدموهم، ثم ألقوا بهم فى بقعة صغيرة فى أدلب، ويعتقد كثير من المراقبين أن نهايتهم المنطقية تقترب حينما يتوصل الروس والأتراك إلى الصفقة النهائية؟
لكن السؤال الأهم هل يدرك كل معارض عربى يعمل لمصلحة أنظمة أخرى أن مصيره لن يختلف عن مصير عملاء تركيا؟!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يتعظ من مصير العملاء من يتعظ من مصير العملاء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon