توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب يصوت بنعم للتعديلات!

  مصر اليوم -

ترامب يصوت بنعم للتعديلات

بقلم - عماد الدين حسين

من يراهن على الخارج لتحقيق أهداف فى الداخل فأغلب الظن أنه سوف يفشل فشلا ذريعا!.

أقول ذلك، لأن العديد من المعارضين المصريين فى الداخل والخارج، راهنوا خلال الفترات الماضية على أحلام أو أوهام بأن يتدخل الخارج لإقناع الحكومة، بتغيير سياساتها بما يتماشى مع رغبات هؤلاء المعارضين.

نعرف أن جماعة الإخوان وأنصارها ألقوا بأنفسهم وبمستقبلهم فى حجر حكومات أجنبية مختلفة سواء كانت تركيا أو قطر، أو بعض الحكومات والأجهزة الغربية. وهم لا يدركون أن السياسات الدولية متغيرة، وأنه فى لحظة واحدة، قد يتغير كل شىء، والحكومة المختلفة مع الحكومة المصرية اليوم قد تضطرها ظروفها للتصالح معها غدا.

والسؤال هل فكر هؤلاء فى هذه اللحظة. أى أن يستيقظوا غدا فيجدوا أن الحكومة الأجنبية التى تأويهم قد تصالحت مع الحكومة المصرية، لأى سبب من الأسباب، علما أن السياسة لا تعرف التحجر أو الجمود، وما نعتقد أنه مستحيل اليوم قد يصبح ممكنا وجائزا غدا!

فى المؤتمر الصحفى بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والمصرى عبدالفتاح السيسى فى البيت الأبيض مساء الثلاثاء، سأل أحد الصحفيين الأمريكيين ترامب عن رأيه فى التعديلات الدستورية التى يناقشها مجلس النواب المصرى هذه الأيام.

ربما يكون طارح السؤال قد توقع أن يقدم ترامب إجابة تتحول إلى «خبر خبطة» فى وكالات الأنباء وعناوين الصحف، هو تصور ربما أن يتحدث ترامب بطريقة تسبب إحراجا للرئيس المصرى بمعنى أنه ضد هذه التعديلات أو يجيب بصورة غامضة توحى بوجود خلافات بين الجانبين.
المفاجأة أن إجابة ترامب جاءت على غير هوى السائل تماما، وقال نصا: «لا أعلم شيئا عن هذه التعديلات، لكن الرئيس السيسى يقوم بعمل شاق وعظيم فى مصر».

بالطبع يصعب تماما تصور ألا يكون هناك علم لرئيس أقوى دولة فى العالم عما يحدث فى دولة يقوم باستقبال رئيسها. المنطقى والطبيعى أن يكون قد تلقى ملخصا بأهم القضايا داخل بلد الضيف أو بين البلدين، والمؤكد أنه يعلم جيدا ومنذ فترة بقصة التعديلات وتداعياتها.

وبالتالى فأغلب الظن أن إجابة ترامب بهذه الطريقة، لا يمكن فهمها إلا أنها تصويت من ترامب بنعم فى صالح التعديلات الدستورية!!

أعرف بعض المثقفين والسياسيين المصريين الذين يراهنون ليل نهار على أن أوروبا وأمريكا، ستقوم بالعمل نيابة عنهم مع الحكومة المصرية، وتقنعها بتنفيذ كل مطالب هؤلاء السياسيين!!.

هؤلاء يراهنون فى كل مرة على الرؤساء والمسئولين الأجانب خلال زياراتهم لمصر، أو استقبالهم لمسئولين مصريين، على أن أجندة اللقاء سوف تتضمن فقط حقوق الإنسان والحريات بالمفهوم الغربى، وأن هذا المسئول الاجنبى لا هم له إلا تحقيق أجندة المعارضة المصرية.

للأسف الشديد هذه النوعية من السياسيين المصريين لا يريدون أن يفهموا أو يصدقوا أن الغرب والشرق والشمال والجنوب لا يشغله إلا مصالحه، حتى لو تعارضت مع كل الشعارات الجميلة التى يرفعها، وأغلب الظن أنهم حينما يتحدثون عن الحريات وحقوق الإنسان فإن ذلك يكون فى إطار تحقيق مصالحهم فقط!!

أمريكا تعارض تماما حكم الرئيس مادورو فى فنزويلا، وتدعم معارضه جوايدو، بحجة أن الأول ديكتاتور، والثانى ليبرالى ديمقراطى، فى حين أنها دعمت وتدعم مئات المستبدين الذين لا يعرفون معنى كلمة ديمقراطية وليبرالية وتعددية فى معظم أنحاء العالم، وهو ما تفعله أيضا أوروبا وروسيا وغالبية بلدان العالم.

لا أعرف متى سيتوقف بعض سياسيينا ومثقفينا عن الرهان على الخارج والاستقواء به، والاعتماد على أنفسهم وعلى الشعب فقط؟!

طبعا البعض سيسأل مستنكرا: وهل أتاحت الحكومة وأجهزتها أى هامش من الحركة أو الحرية، لكى نعمل ونعارض فى الداخل؟!

السؤال منطقى، لكن الإجابة بسيطة، وهى أن هناك نماذج كثيرة تعمل فى الداخل وتعارض الحكومة، وتقول كلمتها، وأفضل مثال على ذلك بعض النواب المعارضين فى مجلس النواب. هؤلاء وقفوا وتحدثوا وعارضوا هذه التعديلات تحت القبة، أو فى المنابر التى يستطيعون الحديث فيها، أو بالطرق السلمية مع مواطنيهم فى الدوائر أو عبر أى وسيلة متاحة. 

أعرف أن الأمور ليست وردية، والتضييق على الحريات موجود، لكن الرهان على الخارج والاعتماد عليه، والاستقواء به، فشل فى الماضى، وسوف يفشل فى المستقبل.

الخارج لا يشغله إلا مصالحه وحينما يجد تغييرا فى الداخل، فهو يتعامل معه طبقا لمصالحه، وليس انطلاقا من المبادئ والثوابت والأخلاقيات.

بعد كل ما سبق، هل يتعلم هؤلاء هذا الدرس حتى لا يصدموا المرة تلو الأخرى؟!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع         

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يصوت بنعم للتعديلات ترامب يصوت بنعم للتعديلات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon