توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف يدافع الإعلام عن مزورى الكتب؟!

  مصر اليوم -

كيف يدافع الإعلام عن مزورى الكتب

بقلم - عماد الدين حسين

لا أعرف كيف يمكن لبعض وسائل الإعلام أن تقع فى مصيدة الترويج لتزوير الكتب بهذه البساطة؟!
فى الأيام الماضية نشرت بعض وسائل الإعلام المختلفة العديد من الموضوعات، التى تدافع عن بعض تجار الكتب سور المزورة، واعتبارهم ضحية لبلطجة الحكومة، رغم أن القصة مختلفة تماما. التفسير الوحيد لسقطة من هذا النوع من الإعلام، أنها تمت بحسن نية، وعدم الالمام الكامل بالحقيقة.
من تابع هذه التغطية سوف يكتشف أن بعض الصحف والمواقع الإلكترونية دافع عن مزورى الكتب بصورة صادمة، من دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن الحقيقة.
المسألة ببساطة أن مصر صارت للأسف واحدة من أكثر البلدان التى تشهد تزويرا للكتب وانتهاكا للملكية الفكرية فى مجالات كثيرة، لدرجة تهدد ريادتها الثقافية فى المنطقة، وتطرح سؤالا صادما: كيف يمكن أن نكون مركزا ومقرا للثقافة العربية، فى ظل هذه النسبة المرتفعة من التزوير؟!
جرأة بعض المزورين فاقت الخيال. وناشر كبير جدا قال لى قبل ايام إن أحد المزورين، ألف كتابا ووضع عليه اسم الكاتب الصحفى البريطانى الشهير روبرت فيسك!
كتبت قبل ذلك وأكرر اليوم، إننى كنت أحد المخدوعين فى الكتب المزورة.هم يوفرون لنا كتبا رخيصة فعلا بورق ردىء، وأحيانا ناقص أو ملخبط، لكن الاخطر انهم يدمرون صناعة النشر.
هولاء المزورين لا يمثلون تجار سور الازبكية. هذا السور الذي يعمل غالبية تجاره بصورة قانونية، ويعرضون كتبا غير مزورة أو كتب مستعملة. هؤلاء لهم كل التقدير والاحترام وساهموا في تثقيف الملايين، لكن للأسف فإن هناك قلة تقوم ببيع الكتب المزورة، يحققون أرباحا طائلة، ويضربون صناعة النشر فى مقتل، وهى تعانى أصلا من مصاعب ضخمة بسبب ارتفاع أسعار الورق ومستلزمات الطباعة عالميا.
المزورون هددوا بعمل معرض موازٍ،وحاولوا تشويه المعرض بحجة أنه بعيد، أو أن المساحات صغيرة وإيجارها مرتفع، لكن كل ذلك انتهى، وأدرك كثيرون أن المقر الجديد للمعرض حضارى ونظيف.
بعض وسائل الإعلام اهتمت بالمزورين ليوم أو يومين، ثم انصرفوا عنهم، بعد أن اكتشفوا الحقيقة،وهى أن غالبيتهم حفنة من المزورين واللصوص والمفارقة هي انهم لصوص ومزورين ورغم ذلك يتحدثون عن المبادئ والقيم والثقافة!!.
يحسب للحكومة وأجهزتها المختلفة أنها بدأت اخيرا التحرك، لمواجهة هذه القرصنة. وكان من أفضل قراراتها منع دخول الكتب المزورة إلى معرض الكتاب، أو الاشتراط على أى دار أن تثبت أن الكتب التى تعرضها سليمة وشرعية وقانونية وليست «مضروبة»!
الصفحة الرسمية لمعرض الكتاب قالت: «الهيئة لم تتعمد منع سور الأزبكية، ولكنها نفذت قرارات اتحاد الناشرين المصريين والعرب، بعدم مشاركة أى بائع يقوم بعرض وبيع الكتب المزورة، حماية لحقوق الملكية الفكرية»طلام جيد لكن كان الافضل هم ان التحرك جاء تطبيقا للقانون والدستور، وليس ارضاء للاتحاد الناشرين.
سيقول البعض ولكن منع تجار الأزبكية سيحرم الفقراء من القراءة؟!
الإجابة أن هيئة الكتاب قالت إنها خصصت جناحا كبيرا للكتب المخفضة، أسعارها تبدأ من جنيه، إضافة إلى خصومات كبيرة غير مسبوقة بدور النشر المختلفة، على الكتب الأصلية التى يقبل عليها الجمهور. ودار الشروق أعلنت ايضا أنها ستقدم تخفيضات تصل إلى ٤٠٪ على إصداراتها. وفى كل عام هناك تخفيضات فعلية على العديد من الاصدارات.
السؤال المنطقى إذا كان القارئ الفقير، لا يستطيع أن يشترى كتابا غاليا، فهل الحل هو تزوير الكتب؟!
الإجابة هى لا، لأن التزوير لا يستفيد منه إلا التاجر المزور. القارئ الفقير قد يستفيد لمرة أو مرتين، لكن على المدى البعيد فإن التزوير سيؤدى إلى إفلاس دور النشر الأصلية، التى تدفع أموالا طائلة للمؤلف والعاملين فى مهنة النشر وتدفع الضرائب والجمارك والرسوم والخدمات المختلفة. ولذلك فالحل ليس تشجيع التزوير، ولكن البحث عن حلول عملية، فى مقدمتها أن تشجع الدولة المكتبات العامة ومكتبات المدارس على اقتناء نسخ من كل الكتب. وفى المقابل ينبغى على دور النشر أن تخصص طبعات شعبية من الكتب مرتفعة الثمن، طالما أن ذلك لن يضرها. وألا تغالى فى المكاسب، حتى تضرب المزورين من المنبع.
السؤال المهم: هل تستمر وزارة الثقافة والأجهزة المختلفة فى محاربة التزوير والقرصنة؟!
نتمنى ذلك، لأنه لا يليق بمصر استمرار هذه الظاهرة.
لكن السؤال المؤرق هو: لماذا تترك السلطات المختصة المزورين فى اكشاكهم أو فى وسط الميادين؟!
وهل نحارب الكتب المزورة فقط فى المعرض، ونتركها فى السور أو على الفرشات والاكشاك فى الشوارع والميادين؟!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يدافع الإعلام عن مزورى الكتب كيف يدافع الإعلام عن مزورى الكتب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon