توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام.. هاتك الأسرار

  مصر اليوم -

الإعلام هاتك الأسرار

بقلم-عماد الدين حسين

تخيلوا لو أن عملية قتل الكاتب الصحفى السعودى جمال خاشقجى، قد حدثت قبل انفجار ثورة المعلومات والاتصالات والإعلام، فهل كان وقْعها سيكون مشابهًا لما حدث ويحدث الآن؟!

الإجابة هى: قطعًا لا.

قبل أيام تحدثت عن الجانب التقنى خصوصا الكاميرات، التى تكفلت بإفشاء معظم أسرار العملية. واليوم أتناول جانبا آخر وهو وسائل الاتصال التقليدية وغير التقلدية خصوصا «السوشيال ميديا».

فى الماضى كان يمكن لأى دولة كبيرة وقوية ومؤثرة أو حتى دولة عادية أن تمنع هذه الصحيفة أو تشوس على تلك الإذاعة، وبالتالى تحجب وصول الحقيقة إلى غالبية الناس عبر الرقيب التقليدى.

الصحف المعادية كانت ممنوعة أساسا من الدخول، ومن يسمح له، لا يمكن أن يخرج عن الخطوط العامة. الآن تفعل بعض الحكومات ذلك، لكنها لا تستطيع حجب وجهة النظر الأخرى بالكامل.

درس قضية خاشقجى الأخيرة يقول لنا إنه يصعب تماما ــ إن لم يكن يستحيل ــ منع وصول معلومة ما إلى الناس.
يكفى فقط أن يقوم مواطن عادى بكتابة أى شىء يريده على الفيسبوك أو تويتر، وبعدها ستجده منشورا فى كل بقاع الأرض. 
حينما دخل خاشقجى السفارة ولم يخرج، قامت خطيبته التركية بإبلاغ السلطات المختصة ووسائل الإعلام، وبعدها بدقائق كان العالم أجمع يعرف أن خاشقجى قد اختفى.

الإعلام السعودى الرسمى وشبه الرسمى، ظل ينقل وجهة النظر الرسمية التى تقول إنه خرج، لكن غالبية الإعلام التركى والدولى ظل ينقل التسريبات والتفاصل الدقيقة لدرجة لم يكن ممكنا معها إغلاق القضية.

فى الماضى كان يمكن لقضية مشابهة أن تموت إذا تسترت عليها حكومة أو حكومات. ذلك لم يعد ممكنا بالمرة الآن. السبب ببساطة أن وسائل الإعلام لم تعد ملكا لشخص واحد أو حكومة واحدة أو حتى عدة حكومات. فى اللحظة التى تواجدت فيها وسائل التواصل الاجتماعى ضعفت إلى حد كبير فكرة سيطرة الحكومات على وسائل الإعلام، بل هناك من يتجرأ أكثر ويقول أن انفجار ثورة الاتصالات غيَّرت الكثر من المفاهيم والنظريات الخاصة بالقمع والاستبداد وتحكم الأنظمة فى الشعوب، بحيث إنه لم يعد ممكنا على الإطلاق أن تتكرر الممارسات الاستبدادية التى كانت تتم فى الماضى بنفس الفجاجة!!. ليس معنى ما سبق أن الاستبداد فى العالم سوف يتوقف. هو سوف يستمر، طالما هناك بشر وحياة إنسانية لكن الذى سوف يختلف هو الدرجة والطريقة والأسلوب.

تنوع وسائل الإعلام التقليدية والتواصل الاجتماعى، يتيح لغالبية سكان الأرض متابعة أى قضية فى أى مكان وزمان، فى نفس اللحظة التى تحدث فيها. هل يعلم أى إنسان منكم أى قضية تمكَّن أصحابها من إخفائها حتى لو كانوا الأقوى والأغنى فى العالم بأكمله؟!.

ترامب بكل جبروته وثروته ومنصبه كرئيس أقوى دولة فى العالم، لا يمكنه منع غالبية وسائل الاعلام الأمريكيية والعالمية من نشر أخبار وقصص وحكايات تتضمن حياته الخاصة، ومنها مثلا ما روته فتاة الليل ستورمى دانيالز عن تفاصيل العلاقة الجنسية بينهما.. بوتين الذى يملك ثروات النفط والغاز والصواريخ النووية العابرة للقارات لا يمكنه منع بعض صحافة بلاده وغالبية الصحافة الغربية من النبش فى ماضيه أو تضييقه على المعارضة ورموزها.. حكام الصين بكل ثرواتهم ومعجزتهم الاقتصادية غير المسبوقة، عرضة يومية للانتقاد فى الصحافة الغربية.

غالبية حكام المنطقة العربية، خصوصا فى الخليج، صاروا المادة الخام لمعظم افتتاحيات الصحف الغربية الكبرى بسبب سجلهم غير الناجح فى حقوق الإنسان والحريات والتعددية.

يمكنك أن تكون الأقوى والأغنى والأكثر نفوذا، لكنك لن تكون قادرا على منع مدون معدم لا يملك شيئا من كتابة قصة صحفية تكشف أخطر ما تريده أن تخفيه.

وسائل التواصل الاجتماعى صارت قادرة على هتك كل الأسرار، وكسر كل الحواجز، واقتحام كل الحصون.. ولذلك على كل الحكومات أن تتعامل بجدية مع هذا المتغير.

نقلا عن الشروق
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام هاتك الأسرار الإعلام هاتك الأسرار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon