توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تخلى أردوغان عن إيران ونفطها؟!!

  مصر اليوم -

لماذا تخلى أردوغان عن إيران ونفطها

بقلم: عماد الدين حسين

«فى السياسة لا تنشغلوا كثيرا بالشعارات الرنانة والكلمات الجوفاء.. ركزوا فقط على الأعمال».

يوم الخميس الماضى نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسئول بوزارة الخارجية التركية، القول: «بصفتنا حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة، فإننا نحترم العقوبات الأمريكية على إيران، وأوقفنا استيراد النفط منها اعتبارا من الثانى من مايو!».

فى نفس اليوم أيضا، أعلنت الهند، أنها أوقفت تماما استيراد النفط الإيرانى، وقال سفيرها فى واشنطن هارش فردان شرينغلا: «لقد انتهى الأمر، لن نستورد النفط من إيران بعد الآن». كما توقفت الهند عن استيراد النفط من فنزويلا بسبب الحصار الأمريكى المفروض عليها.

فى نفس التوقيت تحدثت تقارير إعلامية عن أن الصين لم تسجل أى طلبات استيراد نفط من إيران، متراجعة عن تصريحاتها السابقة بأنها لن تنصاع للعقوبات الأمريكية على إيران.

نعلم أن أمريكا فرضت عقوبات على إيران، وتريد أن تمنعها من تصدير النفط تماما، وقبل ست شهور منحت كل من الصين واليونان والهند وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا مهلة تنتهى فى ٢ مايو، للالتزام بعدم استيراد أى نفط من إيران.

قد يسأل سائل: وما الحكمة من الأخبار السابقة؟!.. الإجابة أن بعض قادة ومسئولى البلدان الثمانية قالوا إنهم يرفضون تطبيق القرارات الأمريكية.

الأعلى صوتا فى الرفض كان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وكبار مساعديه، الذين قالوا إن هذه القرارات، تتصادم مع الشرعية الدولية.
فى تقديرى، فإن القرارات الأمريكية ضد إيران لا تستند فعلا لأى شرعية دولية، لكن ليس هذا هو بيت القصيد هنا، فالغرض من هذه السطور، هو مناقشة لماذا صعدت بعض هذه الدول إلى أعلى الشجرة، بعد أن ألقت بالسلم بعيدا، وفى النهاية اضطرت صاغرة إلى الانصياع للتهديدات الأمريكية؟!

كان البعض يعتقد أن موقف أردوغان مبدئى، وأنه سيصمد للنهاية، خصوصا أن هناك منطقا فى الموقف التركى يتمثل فى حصولهم على النفط والغاز من إيران بأسعار رخيصة جدا مقارنة بأسعار السوق، لأن إيران المحاصرة، تريد إغراء أى دولة بشراء نفطها، ثم إن الجيرة تعنى أن تكلفة نقل النفط قليلة جدا.

بكين أيضا اعترضت على القرارات الأمريكية، لكنها لم تطلق تصريحات عنترية، وهى تدرك جيدا قواعد اللعبة، ولا تريد أن تصطدم مع واشنطن فى هذا الملف الآن، خصوصا فى ظل الحرب التجارية والتكنولوجية الشاملة والمحتدمة بينهما هذه الأيام.

ما الذى يدفع أردوغان إلى التصعيد ضد أمريكا، إذا لم يكن واثقا من قدرة نظامه على الصمود؟!
قد يكون الأمر راجعا لتركيبته الشخصية، خصوصا أنه كرر نفس الموقف خلال احتجاز المبشر الانجيلى الأمريكى اندرو برانسون فى 7 أكتوبر 2016، بتهمة دعمه لفتح الله جولن. ظل أردوغان رافضا للمناشدات والمطالبات الأمريكية، بإطلاق شرح برانسون، قائلا إنه لا يتدخل فى عمل القضاء، لكن حينما كشر ترامب عن أنيابه، وشن حربا تجارية على تركيا ــ جعلت عملتها الليرة تترنح وتفقد أكثر من ٤٠٪ ــ فوجئنا بأن «القضاء المستقل» أطلق سراح برانسون، وسافر لبلاده فى 12 أكتوبر الماضى!!

فى السياسة لا توجد مستحيلات، والأمور يفترض أن تتم وفقا للمصالح، حتى لو تصادمت كثيرا مع المبادئ والمثاليات!
لكن السياسة الحكيمة هى التى تمنع الدول من إطلاق التصريحات العنترية، حتى لا تضطر لتغيير لهجتها، وقبول بكل ما كانت ترفضه.
أمريكا ما تزال أكبر قوة فى العالم اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا، وسياسيا. هى تتصرف بمنطق الفتوة، كما يفعل ترامب الآن مع كثيرين بمن فيهم حلفاء لبلاده.

ليس هناك شرعية دولية أو أخلاقية تعطيه الحق فيما يفعله، لكن مرة أخرى نحن هنا نتحدث عن السياسة وليس المبادئ.

ترامب هدد الجميع بالعقوبات، إذا لم يقاطعوا إيران. هناك دول تعرف موازين القوى، وحاجتها للولايات المتحدة، وبالتالى استجابت وقاطعت إيران، وهناك دول مثل تركيا رفضت وأصرت على التحدى، ثم تراجعت ورضخت، أمام القوة السافرة أو القاهرة!

ترامب شديد الوضوح، ولا يعرف الكلمات المنمقة، يهدد حلفاءه قبل أعدائه! لكن المشكلة فى نوعية قادة آخرين مثل أردوغان، الذى تقمص دور الفتوة، لكنه لم يكمل الطريق!

والسؤال: هل يظل مصرا على موقفه أمام التهديدات الأمريكية، ويستورد صواريخ إس ٤٠٠ الروسية، أم يتراجع كما حدث مع النفط الإيرانى؟!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تخلى أردوغان عن إيران ونفطها لماذا تخلى أردوغان عن إيران ونفطها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon