توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 18 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

احذروا الهاتفين كثيرًا بـ«تحيا مصر»

  مصر اليوم -

احذروا الهاتفين كثيرًا بـ«تحيا مصر»

بقلم - عماد الدين حسين

لو كنت مكان الحكومة ومؤسساتها وهيئاتها وأجهزتها، لفكرت مليون مرة قبل أن أصدق بعض «كدابين الزفة»، ولحرصت كثيرا، وأخذت حذرى من أولئك النصابين الذين يهتفون كل لحظة بعبارة «تحيا مصر» عشرين وثلاثين مرة، ظنا أن ذلك سوف يرضى الرئيس والحكومة والأجهزة المختلفة، وبالتالى يعتبر جواز المرور لتحقيق أى شىء!!.

لماذا أكتب هذه الكلمات الآن؟.
لأن عدد هؤلاء زاد كثيرا هذه الأيام، ويملَئُون المشهد العام، والأهم أن خطرهم يزيد كثيرا من وجهة نظرى عن خطر الإرهابيين والمتطرفين؟!.

الإرهابى والمتطرف والكاره والعميل لا يخفى حقده على المجتمع والبلد. ويمارس عنفه وإرهابه وتآمره علنا، فى معظم الأحيان، والأهم أنه يجاهر بموقفه، ونعرف معظمهم، وبالتالى، نأخذ حذرنا منهم. لكن مشكلة «الهتيفة» أنهم يتظاهرون طوال الوقت، بأنهم الأحرص على مصلحة الوطن. تجدهم يتصدرون الصورة فى أحيان كثيرة، ويصرخون بأعلى الأصوات «تحيا مصر» حتى يوهوموا الجميع أنهم الأكثر حبا لهذا الوطن.

شهدنا بعض النماذج التى كانت تفعل ذلك، ثم اكتشفنا أنهم مجرمون وفاسدون حتى النخاع، وسقط بعضهم فى قضايا نصب وفساد متعددة.

خطورة هؤلاء أنهم يعيشون وسطنا، بل أحيانا يتبوءُون مناصب مهمة، وبالتالى فخطرهم أكبر، وضررهم مؤكد. هم يشبهون السوس الذى ينخر فى جسد المجتمع، ولا نعرف بضرره إلا حينما تنهار الأسس والأعمدة، وبعدها يحدث الانهيار الشامل لا قدر الله.

بالطبع ليس كل من يهتف «تحيا مصر» نصابا، هناك كثيرون يفعلون ذلك عن اقتناع وصدق، وحبا فى مصر، متمنين أن تكون فى أبهى صورة وأفضل حال. وهناك البعض الذى يحب بلده جدا، لكن لا يهتف لها، خوفا أن يحسب على هؤلاء النصابين!!.

قد يعتقد البعض أننى أقصد بالنصابين بعض الإعلاميين، والحقيقة هى لا. الإعلاميون جزء صغير جدا من المشهد، وللأسف فالظاهرة صارت موجودة فى العديد من مجالات الحياة المختلفة، كما أننى لا أتحدث عن الذين يؤيدون وجهة نظر الحكومة عن اقتناع حقيقى. وأعرف بعضهم عن قرب، وأعرف أن بعضهم، مقتنعون فعلا بهذا الموقف، هو موقف متسق ومستمر من زمن طويل. أحترم كثيرا من يثبت على موقفه قدر الإمكان.

المشكلة ليست فى هؤلاء إطلاقا، بل فى المتغيرين والمتلونين، والعازفين على كل الطبول، والمؤدون لكل الألحان، أمس واليوم وغدا.

سيقول البعض وكيف ستعرف الحكومات والأجهزة أن هؤلاء نصابون؟!!. هل ستخترع جهازا جديدا ليس فقط لكشف الكذب، ولكن لمعرفة حقيقة المشاعر والولاءات؟!.

نعم الإجابة صعبة فعلا. لكن تاريخ الناس مهم، ويمكن أن يقدم مؤشرا على حقيقة مواقفهم، وهل هى أصيلة وصادقة، أم «مضروبة وفشنك»؟!!.

الحزب الوطنى قبل حله، وحينما كان فى السلطة قبل ٢٥ يناير انضم إليه ٢٫٨ مليون مواطن، وحينما ثار الشعب عليه تبخر الجميع تقريبا، ولم نر مظاهرة عكسية، ولو من ألف مواطن، يدافعون عن هذا الحزب وأفكاره، إذا كانت له أفكار فعلية!!!، والسبب أن غالبية المنضمين كانوا يبحثون عن مكاسب ومصالح وقتية عابرة، ولم يدخلوه اقتناعا بمبدأ أو برنامج.

لا ألوم من اضطر إلى ذلك، كى ينهى أوراقا، أو يلتحق بوظيفة، عجز أن ينالها بالطريق الشرعى والقانونى. لكن أقصد ضرورة أن تتريث الحكومة وأجهزتها المختلفة فى الثقة بعدد كبير من الذين يهتفون ويزايدون بحب الوطن، ولكى يثبتوا ذلك، فإنهم يلجَئُون أحيانا إلى تشويه الجميع، وإظهارهم بأنهم خونة، أو فى أفضل الأحوال غير متحمسين كفاية لحب الوطن، والهتاف باسمه فى كل لحظة!!.

قد يكون لبعض هؤلاء أهمية وقتية لبعض الحكومات والأجهزة، لكن خطرهم محقق ومؤكد. وأمثالهم هم الذين «يعجلون بخراب العمران» وهم السوس الذى يتسبب فى انهيار كامل البيت!!!.

نعلم أن الحكومات والأجهزة المختلفة تحتاج أحيانا لأمثال هؤلاء، لكن المطلوب هو الفرز والاختيار والتنبه، حتى لا يأتى يوم يردد فيه البعض دون جدوى: «يا ليتنا انتبهنا قبل فوات الأوان» !!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع            

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احذروا الهاتفين كثيرًا بـ«تحيا مصر» احذروا الهاتفين كثيرًا بـ«تحيا مصر»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon