توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالجوا «خراب المنظومة» أولًا

  مصر اليوم -

عالجوا «خراب المنظومة» أولًا

بقلم - عماد الدين حسين

إلى أن نعرف حقيقة ما حدث فى كارثة جرار محطة مصر، صباح أمس، فدعونا نتحدث عن منظومة النقل فى مصر.
تحقيقات النيابة قد تدين السائق أو مجموعة أشخاص، وقد لا نستبعد وجود إهمال وتقصير أو حتى شبهة تعمد، لكن الأفضل والأصوب أن ننتظر التحقيقات الرسمية، ونتحدث عن هذه «المنظومة الخربة» التى تعيد انتشار هذه الحوادث الدموية بصورة شبه دورية.
وحتى لا يتصور البعض بأننا نقوم بجلد الذات دائما، نؤكد أن حوادث القطارات تقع فعلا كل يوم. وفى كل مكان بالعالم، لا فرق بين دولة متقدمة وأخرى متخلفة، لكن الفارق الجوهرى هو أن الدول المتقدمة لا تشهد إلا حوادث قليلة جدا، مقارنة بالحوادث المتكررة عندنا، تؤدى إلى خسائر بشرية ومادية فادحة.
النقطة الأخرى هى أنه لا يمكن أن نحمِّل الحكومة الحالية فقط، ووزارة النقل وهيئة السكة الحديد،
ما يحدث من حوادث فى مرفق السكة الحديد نتيجة تراكم سنوات طويلة من الفشل والإهمال والتواطؤ ونقص الموارد وانعدام شبه تام للكفاءة والتدريب والتأهيل.
ما يحدث فى مرفق السكة الحديد فى السنوات الأخيرة يعود فى جزء كبير إلى نقص الموارد، وسمعنا الرئيس عبدالفتاح السيسى يتحدث أكثر من مرة إلى حاجة هذا المرفق لعشرات المليارات من الجنيهات لإعادة تطويره وتأهيله.
المؤكد أن الحكومة فكرت أكثر من مرة فى رفع أسعار تذاكر السكة الحديد التى تراها الحكومة منخفضة جدا وغير اقتصادية بالمرة.
وبالمصادفة فإن أحد المسئولين قال قبل الحادث بساعات إن ثمن ما يدفعه الراكب فى بعض الحافلات الخاصة، يساوى ثلاثة أضعاف ما يدفعه فى الدرجة الأولى المكيفة بالقطارات.
لم ترفع الحكومة أسعار التذاكر، لأنها تصادفت فى أكثر من مرة مع ارتفاعات فى مرافق أخرى، مرة مع تعويم الجنيه ومرة مع ارتفاع أسعار الوقود، ومرة مع ارتفاع أسعار تذاكر مترو الأنفاق، ولأن الحالة الاقتصادية لغالبية الناس صارت صعبة جدا.
لا توجد أموال كافية أيضا لإكمال ميكنة كل إشارات السكة الحديد إلكترونيا، بدلا من الاعتماد على «إشارة المحولجى اليدوية» أو حتى الهاتفية، هناك أيضا الحاجة لتحويل المزلقانات الكثيرة من يدوية إلى إلكترونية حديثة.
لكن وللموضوعية فإن المشكلة ليست فقط فى قلة الموارد، لكن الأخطر أنها تتمثل فى انهيار الجهاز الإدارى لمرافق كثيرة فى الدولة ومنها السكة الحديد.
هناك شكوك كثيرة حول وجود تدريب وتأهيل حقيقى لعدد كبير من العاملين. كثرة الحوادث تعكس وجود نقص شديد فى الكفاءة الفنية، لكن الأكثر خطورة هو وجود إهمال إدارى جسيم، يقود لمثل هذه الخسائر المتوالية. يمكن تفهُّم وقوع بعض الحوادث لأسباب فنية خارجة عن الإرادة، لكن ليس معقولا بالمرة أن يموت أناس بهذه الأعداد وبهذه الطريقة، بسبب هذه الأخطاء التافهة. 
هناك تقارير لا أعلم مدى دقتها عن وجود مستشارين لا يعملون أو وجود أرباع وأخماس الموهوبين، على رأس إدارات كثيرة فى الحكومة.. نتمنى أن تخرج الهيئات والمؤسسات المختلفة لحسم هذا الجدل، الذى ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعى كالنار فى الهشيم.
المشكلة لا تتوقف فقط على انعدام أو نقص الكفاءة فى السكة الحديد، لكنها تشمل أيضا عناصر أخرى مساعدة، فى مثل هذه الحوادث، مثل سرعة وصول أجهزة الدفاع المدنى.
مرة أخرى المشكلة ليست فى شخص المسئول سواء كان رئيس الحكومة أو وزير النقل، ورئيس هيئة السكة الحديد. المشكلة المنظومة، وبالتالى فعلينا أن نبحث عن وجود مشكلة وليس فقط المتسبب فيها. استقال وزير النقل تصرف صحيح لكنه لن يحل المشكلة الجوهرية وهى المنظومة المتهالكة.
بالطبع نريد أن نعرف ماذا حدث فى كارثة أمس، لكن الأهم أن نصل إلى بداية طريق يقودنا إلى تخفيض عدد الحوادث، لتصبح مثل كل خلق الله من البلدان العادية، وليس فقط المتقدمة.
نتمنى أن تكون تلك هى الحادث الأخيرة التى نعيد فيها تكرار مثل هذه الكلمات كل مرة.. نتمنى أن نرى بداية علاج فعلى للأسباب الكامنة وراء غالبية هذه الحوادث.
وتذكروا أن مثل هذه الحوادث التى تقع لأسباب شديدة التفاهة، تغطى على أى إنجاز، وعلى سبيل المثال فإن هذا الحادث، غطى تماما على كل ما تم صنعه فى القمة العربية الأوروبية الأخيرة بشرم الشيخ.. للأسف الشديد.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع        

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالجوا «خراب المنظومة» أولًا عالجوا «خراب المنظومة» أولًا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon