توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل أن يصطدم طارق شوقى بالإعلام والإعلاميين

  مصر اليوم -

قبل أن يصطدم طارق شوقى بالإعلام والإعلاميين

بقلم - عماد الدين حسين

أعرف الدكتور طارق شوقى قبل أن يتولى منصب وزير التربية والتعليم، حينما كان رئيسا للمجلس التخصصى للتعليم، ثم تولى منصب رئيس المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية.

زارنا قبل سنوات فى «الشروق» وأذكر يومها أننى كونت انطباعا شديد الإيجابية عن الرجل وطريقة تفكيره ومنهجه العلمى الهادئ والرصين، وانحيازه الواضح إلى العلم والعلماء والدولة المدنية.

حاورت الوزير صحفيا، واستمعت إليه فى أكثر من ندوة ولقاء ومؤتمر، كما جلست معه فى جلسات خاصة، برفقة بعض الأصدقاء الصحفيين.

لا أشك إطلاقا فى حسن نوايا الوزير، ولا وطنيته ولا رغبته الشديدة فى إصلاح حال التعليم المايل.

الرجل لديه رؤية كاملة لإصلاح التعليم، ويتعامل مع الموضوع ليس باعتباره أمرا وظيفيا، بل إنه يؤدى رسالة لخدمة كل الأجيال التى تشكو من سوء مستوى التعليم. 

حينما استمعت إلى رؤيته لتطوير التعليم، شعرت بأنه يتحدث عن شىء مقتنع به تماما، لدرجة أنه يتكلم بانفعال وهو يقلب صفحات وموضوعات كتب النظام الجديد، أو وهو يتصفح الجزء الإلكترونى من النظام.

حرصت على كتابة المقدمة السابقة، حتى أوضح وجهة نظرى أولا وحتى أستطيع القول إننى أخشى أن يصطدم الدكتور طارق شوقى مع الإعلام والإعلاميين وقطاعات كثيرة فى المجتمع، لوجود سوء فهم كبير، أو عدم قدرة الطرفين على الوصول لنقاط اتفاق واختلاف أو منهج عمل يحكم طريقة التعامل.

أقول هذا الكلام بسبب ما تحدث به الوزير فى أكثر من مناسبة فى الفترة الأخيرة خصوصا فى المؤتمر الصحفى الذى عقده يوم السبت قبل الماضى فى مقر الوزارة، وانتقد فيه نشر صور تظهر الكثافة داخل الفصول، كما انتقد ممارسات أشخاص يريدون «العكننة على المصريين» من خلال استبدال صور المدارس المزدحمة بصور المدارس اليابانية. قال الوزير أيضا إن مشكلة الكثافة الطلابية موجودة من ١٥ عاما، وسوف تستمر عشر سنوات أخرى مقبلة.

أتفق مع الوزير فيما قاله، واتفق معه أن هناك مشكلات متراكمة مثل الكثافة وغيرها، ولا نحمله مسئوليتها.

لكن أختلف مع الوزير تماما فى النظر إلى أى نقد باعتباره محاولة للهدم والعكننة على المصريين.

هل هناك محاولات للتربص بالوزير وبالنظام الجديد للتعليم، بل وبالحكومة والبلد بأكمله؟!

نعم هذا الأمر موجود وسوف يستمر، لكن هل كل شخص ينتقد النظام الجديد للتعليم أو أى ممارسات خاطئة هو متآمر ضد الوزير والبلد بأكمله؟.. الإجابة قطعا هى: لا.

أعرف زملاء صحفيين كثيرين ضد النظام التعليمى الجديد، لكنهم وطنيون شرفاء. بعضهم لم يطلع جيدا على الأمر، وبعضهم لديه هواجس حقيقية، وبعضهم يقول كيف نصلح الحال المايل ونحن لا نملك فصولا يجلس فيها الطلبة، أو معلمين مؤهلين لتطبيق هذا النظام، الذى من وجهة نظرهم سوف يزيد من الدروس الخصوصية ولا يقللها فيما يتعلق بالمرحلة الثانوية.

ناقشت هؤلاء كثيرا، وأقنعت بعضهم بجزء من وجهة نظرى المؤيدة للنظام الجديد، وهم أقنعونى ببعض هواجسهم. 

علينا جميعا أن نفرق بين شيئين: الأول أهمية دعم النظام الجديد والعمل على إنجاحه، والثانى هو حق الإعلام والإعلاميين فى الاختلاف مع الوزير والوزارة فى كيفية التطبيق أو حتى طرح رؤى مختلفة كليا مادامت فى إطار القانون والقواعد المهنية،

ما أريد أن ألفت إليه نظر سيادة الوزير المهذب والمحترم طارق شوقى هو أن يتسع صدره كثيرا لوجهة النظر الأخرى، وألا ينظر إلى أى انتقاد باعتباره نظرية مؤامرة.

لو أن صحفيا وضع صورة خاطئة، فليتم الرد عليه بسرعة من دون أن يعنى ذلك وجود مؤامرة. ولو أن صحفيا تحدث عن الكثافة الطلابية يتم توضيح الأمر ببساطة.

دور الوزير والوزارة هو إقناع الناس بالنظام الجديد واستمرار الشرح والتوضيح. أما الإصرار على أن يقتنع الجميع بالقوة وألا يتحدث أحد عن النقد والاختلافات والمشكلات فهو امر يفترض أنه ضد فلسفة النظام الجديد القائمة على محاربة الحفظ والتلقين والمشجعة على بناء عقول نقدية حرة ومتحررة!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل أن يصطدم طارق شوقى بالإعلام والإعلاميين قبل أن يصطدم طارق شوقى بالإعلام والإعلاميين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon