توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيار ناري.. يصيب ويدوش!!

  مصر اليوم -

عيار ناري يصيب ويدوش

بقلم - عماد الدين حسين

حينما انتهى العرض الخاص بفيلم «عيار نارى»، مساء الثلاثاء الماضى، قال المحامى المعروف نجاد البرعى: «لم أكن أعرف أن الفن الراقى لايزال موجودا».

فكرة الفيلم مختلفة وستثير نقاشا مهما، وستعجب البعض وتثير غضب الآخرين، لكن الأهم أيضا أن الفيلم ممتع ومشوق فنيا، ويناقش تغير معتقدات أبطاله بشأن مفهوم الحقيقة.

كتبت فى هذا المكان أكثر من مرة مشيدا بقرار السلطات المختصة تذليل العقبات أمام عرض أفلام مثل «اشتباك» و«طلق صناعى». حيث يرى البعض أنها نوعية تنتقد العديد من الممارسات الحكومية، أما «عيار نارى» فيقدم زاوية جديدة جوهرها أنه ليس كل من سقط قتيلا فى ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ كان شهيدا.

قبل سنوات كانت النظرة العامة أن كل القتلى كانوا ثوارا مناضلين يدافعون عن مبادئ نبيلة، وقتلوا برصاصات الشرطة. ووقتها حينما تجرأ وتحدث البعض، وقال إن من بين الذين هاجموا أقسام الشرطة والسجون، خصوصا يوم ٢٨ يناير، لم يكونوا ثوارا أو أصحاب قضية بل مجرد هجامة، وحصلوا على لقلب شهيد وكل مميزاته نصبا وتزويرا، فقد تعرضوا لهجوم شديد.

الفيلم الذى كتب قصته الزميل والصديق هيثم دبور وأخرجه كريم الشناوى، يتحدث عن طبيب شرعى «أحمد الفيشاوى»، يكتب فى توصيفه لسقوط قتيل يدعى علاء أبوزيد بمظاهرة خلال الثورة أنه تلقى عيارا ناريا من مسافة تقل عن متر. فى حين أن الصفة التشريحية لبقية القتلى قالت إن هناك عيارات نارية تم إطلاقها بواسطة محترفين من مسافة بعيدة ومرتفعة.

الطبيب كتب الحقيقة، لكن أهل القتيل غضبوا، والمفاجأة أن مديرة الطب الشرعى غيرت التقرير الأصلى بآخر مزيف «حتى تريح دماغها»!!. والنتيجة أن أهل القتيل حصلوا على لقب شهيد وشقة من المحافظة ومحل موبايلات فى المعادى من رجل أعمال.

الطبيب ــ صاحب العلاقة المتأزمة مع والده المتهم بقضية فساد ــ أصر على موقفه، وساعدته صحفية تحقيقات نشيطة، وظلا يتابعان القضية حتى توصلا إلى الحقيقة الصادمة. وهى أن القتيل لم يشارك أصلا فى الثورة. هو أخطأ مع خطيبته وحملت منه، ووالدها أراد منه أن يكتب له كامل بيت أسرته باسمه. أمه لم توافق حتى لا تجد نفسها وأخاه الأكبر فى الشارع.

القتيل حاول إجبار أمه على التوقيع على عقد البيع ثم قام بشدها من شعرها بطريقة همجية. وفى هذه اللحظة دخل شقيقه الأكبر، لكنه سحب مسدسا ليضرب شقيقه، فاستولى على السلاح منه، وأفلت منه عيار قتله. كل ذلك حدث داخل الشقة. أهل الحى الشعبى تواطأوا مع الأسرة، وقالوا إنه استشهد خلال الاشتباكات مع الشرطة!!!.

فى نهاية الفيلم لم يشأ الطبيب والصحفية أن يفضحا الأسرة المغلوبة على أمرها باعتبارها هى أيضا ضحية للفقر والجهل. ثم إن الأخ الأكبر اضطر للزواج من خطيبة أخيه، الحامل!! الصحفية حاولت أن تكتب مقالا عن الحقيقة، فلم تتمكن، والطبيب قدم استقالته بعد أن سحب بلاغه عن تزوير تقريره الأصلى.

هل هذا الفيلم يدافع عن الشرطة، ويهاجم ثورة يناير؟! هذا ما قاله لى أحد الذين شاهدوا العرض الخاص، لكنى لم أوافقه.

رأيى المعلن دائما أن غالبية من شاركوا فى ثورة يناير كانوا شرفاء يبحثون عن حياة أفضل، وغالبية من قتلوا كانوا شرفاء وشهداء، والذى حدث أن تيار الإسلام السياسى سرق نتائج الثورة لأن الأحزاب السياسية المدنية كانت ضعيفة جدا.

الذين هاجموا أقسام الشرطة خلال الثورة أخطأوا، وبعضهم كانوا من المتطرفين والظلاميين، وبعضهم كانوا من اللصوص والهجامة، وبعضهم كانوا يريد الانتقام ثأرا لصراعات ومواقف سابقة مع هذا الضابط أو ذاك الأمين.

السؤال هو: هل حصل البعض على لقب شهيد فى ثورة يناير وهو لا يستحقه؟! الإجابة: نعم. لكن هؤلاء نسبتهم قليلة. وسؤال آخر، هل قتلت الشرطة بعض المتظاهرين خلال الثورة؟! الإجابة هى: نعم أيضا.. هم يقولون إنهم كانوا يؤدون واجبهم ويدافعون عن أقسام الشرطة والسجون.

هل كل ما سبق يسىء للثورة؟!

الإجابة هى: لا. ففى كل الثورات الكبرى هناك تجار موت ونباشو قبور وسارقو ثورات. من أول اللصوص الصغار نهاية بالقوى والتنظيمات السياسية الكبرى.

ميزة الفيلم أنه عالج الأمر بصورة فنية جذابة لفريق عمل أجاد بصورة لافتة.

شكرا للفيلم على هذه الوجبة الدسمة ولكل أبطال الفيلم أحمد الفيشاوى وروبى ومحمد ممدوح وأحمد مالك وأسماء أبو اليزيد وصفاء الطوخى.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 08:22 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

خريف الغضب يحاصر أردوغان فى باليرمو

GMT 12:20 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر والعقدة اليمنية

GMT 12:19 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسئلة الصعبة!

GMT 12:15 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

على خُطى الشيطان

GMT 08:47 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

دير السلطان المصرى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيار ناري يصيب ويدوش عيار ناري يصيب ويدوش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon