توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القدس.. والقاع الذى بلا قرار

  مصر اليوم -

القدس والقاع الذى بلا قرار

بقلم : عماد الدين حسين

 على «النيوزبار» أو الشريط الموجود فى أسفل شاشة إحدى الفضائيات العربية مساء امس الاول الاثنين، العنوان التالى: «مقاطعة عربية ودولية كبيرة لحفل افتتاح السفارة الأمريكية فى القدس».

استغربت تماما، وأدركت أننا وصلنا إلى درك نسأل الله ألا يكون هناك قاع جديد بعده!!

عندما تقول مقاطعة عربية لحفل نقل سفارة أمريكا للقدس العربية المحتلة. فكأنما نريد أن نقول بمفهوم المخالفة إنه من المفترض أن يحضر العرب هذه الحفلة المسمومة أو المشئومة! وبالتالى فإن غيابهم عنها هو انتصار كبير ينبغى أن نحتفل به نحن العرب المغلوبين على أمرنا.

حينما يصف حزب العمال البريطانى المعارض، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلى لأكثر من 57 فلسطينيا وإصابة أكثر من 2000 آخرين فى اليوم نفسه، بأنه مجزرة، فى حين أن بعض الأحزاب والقوى السياسية العربية، لم تكلف نفسها بإصدار بيان قوى ومتماسك ومحترم ومبدئى، فاعلموا أننا وصلنا إلى هاوية من دون قرار.

الحكومة البريطانية ــ التى احتفلت مع إسرائيل بالذكرى المئوية لوعد بلفور المشئوم فى ٢ نوفمبر ٢٠١٧، انتقدت قرار نقل السفارة وكذلك العديد من الحكومات فى أوروبا.

المشاهد والصور والفيديوهات لمجزرة إسرائيل صباح يوم الاثنين الماضى، تقول بوضوح إن إسرائيل حصلت على الضوء الاخضر من كل القوى فى العالم لتنفذ هذه المجزرة وغيرها.

لم نعد نرى من العالم حتى بيانات الشجب والإدانة، التى كنا نسخر منها فى الماضى. وحتى البيانات المطالبة بالتهدئة أو عدم استخدام القوة المفرطة من قبل الاحتلال لم نعد نراها كثيرا. علينا ألا نلوم هؤلاء طالما ان بعض المواقف العربية صارت اسوأ من اسوأ المواقف الدولية!!

بعض الفضائيات العربية ومن باب «زر الرماد فى العيون» أفردت مساحات واسعة للتغطية، حينما أدركت أنه لا يمكن «الصهينة» على سقوط هذا العدد الضخم من الشهداء والمصابين فى ساعات قليلة. بعض هذه الفضائيات كان هادئا أكثر من اللازم قبل هذه المجزرة، لكن بعدها، كان صعبا الاستمرار فى هذا الصمت المريب.

موقف هذه الفضائيات تحسن إلى حد كبير، حينما صدرت بيانات إدانة وشجب من الحكومات العربية ضد المجزرة وضد قرار تنفيذ نقل السفارة، وبالتالى وجدت هذه الفضائيات سندا تتكئ عليه، واستعادة جزء من قاموسها القديم ضد الاحتلال الصهيونى والدعم الأمريكى غير المشروط له.

هل نلوم الإعلام العربى فى هذه الأزمة أم نبرئه أم نشفق عليه؟!

تقديرى أن غالبية وسائل الإعلام العربية تستحق الشفقة هذه الأيام، فهى انعكاس للأوضاع الشاملة فى الأمة، من سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية وثقافية، بل وحتى كروية.

غالبية وسائل الإعلام العربية مملوكة للحكومات أو قوى قريبة من هذه الحكومات. والأخيرة صار بعضها يرى أن إيران هى العدو الأخطر عليها، وليس إسرائيل.

سمعنا وقرأنا بعض المسئولين العرب يبرر قيام إسرائيل بقصف مواقع سورية بحجة أن بها عسكريين إيرانيين!! حتى لو كان ذلك صحيحا، فهل يتطلب الأمر التأييد السافر للعدو، الذى ما يزال يحتل القدس وسائر الضفة وغزة والجولان ومزارع شبعا ويحاصر غزة؟!

أفهم أن نختلف مع إيران، حيث إنها تمارس تمددا قوميا فارسيا تحت غطاء اللافتة الشيعية، وتتدخل فى الشئون العربية بفجاجة منقطعة النظير، وأفهم أن نختلف مع حركة حماس، لأنها ذراع لجماعة الإخوان فى فلسطين، ولعبت دورا كبيرا لمصلحة إسرائيل، فى تعميق الانقسام الفلسطينى منذ عام ٢٠٠٧. وأفهم أن ننتقد إيران وحزب الله وحماس بلا حدود فى كل الملفات تقريبا، لكن أن ينحاز بعضنا إلى العدو الصهيونى فى عدوانه، أو إلى قرار ترامب المأساوى بنقل السفارة، فهو أمر لا يمكن فهمه أو تبريره، وسيظل عارا يلاحق أصحابه لزمن طويل. القدس عربية وستظل عربية.. وكل المجد لشهداء فلسطين الذين يدافعون بصدورهم العارية نيابة عن الأمة بأكملها.

 نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القدس والقاع الذى بلا قرار القدس والقاع الذى بلا قرار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon