توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نتعامل مع ما يحدث فى إثيوبيا؟

  مصر اليوم -

كيف نتعامل مع ما يحدث فى إثيوبيا

بقلم-عماد الدين حسين

رئيس الوزراء الإثيوبى، آبى أحمد، تحدث مساء الأحد الماضى، وأطلق تصريحات غير تقليدية تخص سد النهضة التى تبنيه إثيوببيا الآن، ويثير قلقنا نحن فى مصر، لأنه قد يؤثر بصورة سلبية على حصتنا من مياه النيل.
آبى أحمد، قال إن هناك صعوبات شديدة تواجه استكمال السد، وأن حكومته سوف تطلق مناقصة لتلقى عطاءات شركات مقاولات جديدة لاستكمال مشروع السد، مطالبا بضرورة استبعاد هيئة المعادن والهندسة «ميتنك» التابعة للقوات المسلحة الإثيوبية، وإلا فإن مشروع السد، قد لا يرى النور أبدا.


بطبيعة الحال فإن هذه التصريحات جعلت بعض المصريين يشعرون بالارتياح لأن أى تعثر فى بناء السد، يعتبرونه مصلحة وطنية، لكن السؤال المهم هو أليس نتيجة هذه التصريحات هو معالجة الخلل لديهم وبالتالى الإسراع بإنشاء السد وليس العكس؟!!.
تقديرى المتواضع أنه يجب علينا كمصريين أن نلتزم الحذر الشديد فى هذا الملف، ونتعامل معه، بمنتهى الحساسية، بدلا من اندفاع البعض إلى إبداء مشاعر، قد نكتشف لاحقا، أنها لا تقوم على معلومات صحيحة!.
بالطبع لا يمكن منع أى مواطن من إبداء مشاعره إزاء هذه التطورات، لكن ينبغى ألا نتسرع فى استنتاج أحكام نندم عليها لاحقا!!.


علينا أن نفهم الموضوع بهدوء وعمق، ثم نحاول استخلاص النتائج السليمة، حتى يمكننا أن نسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافنا القومية.
أول نقطة هى أن تدرس الجهات المعنية ذات الصلة كل حرف وكلمة تلفظ بها رئيس الوزراء الإثيوبى أخيرا، وماذا كان يعنى بمشاكل «تمويلية وفنية وهندسية» واجهت السد.


علينا أن نقول للإثيوبيين بمنتهى الوضوح أنه بعد تصريحات أحمد، فالمفترض أن يتوقفوا عن سياسة المراوغة والملاوعة والهروب والتملص، ويطلعوا مصر على التفاصيل الفنية للسد، لأنه سيؤثر على كل المصريين من دون مبالغة.
قال أحمد إن هناك مشكلة نقص كفاءات، لديهم، وبالتالى يمكننا أيضا أن نستغل هذه النقطة بقوة سواء لحض الإثيوبيين على التروى فى إنشاء السد، أو تقديم الخبرة المصرية فى بناء السدود بما يخدم مصلحة كل الأطراف.
النقطة الثانية، هى أنه علينا أن نستمر فى بذل كل الجهود والتحركات لمنع تقديم أى مساعدات مالية خارجية لإثيوبيا فى تمويل السد، واعتبار من يفعل ذلك يرتكب عملا عدائيا ضد كل المصريين.
ثالثا، علينا أن نحاول بكل الطرق فك التحالف الإثيوبى السودانى فى مسألة سد النهضة، وأن نقنع الأشقاء السودانيين، بأن من حقهم أن يدافعوا عن مصالحهم القومية، وأن يستفيدوا من السد فى حمايتهم من الفيضانات أو توفير الطاقة الكهربائية بأسعار تفضيلية لكن شرط ألا يكون ذلك على حساب شقيقتهم الكبرى مصر.


رابعا، علينا أن نفهم جيدا السياق الذى تحدث فيه رئىس الوزراء الإثيوبى، بل علينا أن نعود للوراء لشهور قليلة، منذ صعد أحمد إلى صدارة المشهد عقب إبعاد سلفه هيلى ماريام ديسالين. 
الموضوع الإثيوبى صار معقدا للغاية، هناك صراع داخل النخبة الحاكمة، وصراع أكبر بين القوميات المتعددة خصوصا الأرومو ذات الأكثرية التى تتهم قومية التيجراى الأصغر، بالسيطرة على مقاليد الحكم.
وجاء صعود آبى أحمد ليعصف بالكثير من المسلمات هناك، الرجل اتخذ قرارات ومواقف ثورية فعلا، كان أبرزها إقدامه على المصالحة مع إريتريا، وهو أمر يمثل خطا أحمر لدى كثير من الإثيوبيين بعد الحرب الحدودية الطويلة بينهما، ولا ننسى أيضا أن أحمد تعرض لمحاولة اغتيال فى 23 يونيه الماضى، ولا ننسى أن مدير سد النهضة سيمجنيو بيكلى تم اغتياله فى أحد أشهر شوارع أديس أبابا فى 26 يوليو الماضى.

وقال أحمد قبل أيام إن القتيل خدم وطنه بإخلاص، ولا ننسى أيضا أن رئيس الوزراء أصر على استبعاد شركة «ميتنك» التابعة للجيش كضمانة لنجاح واستمرار المشروع، ولا ننسى أخيرا أنه فتح الباب لمناقصة جديدة للإسراع باستكمال بناء السد، وليس لتعطيله.
كل ما أتمناه أن نفكر بهدوء فى الموضوع. آبى أحمد ليس زعيما عاديا، وتحركاته وقراراته تقول إنه قد يكون صاحب دور تاريخى. علينا ألا نقفز للاستنتاجات والتعميمات، وأن ندرس بهدوء هل ما حدث فى مصلحتنا أم لا، وهل الأفضل أن نراهن على تعثر إثيوبى، أم على صلابة موقفنا ودعم الأشقاء والأصدقاء خصوصا فى الخليج، أم على كل الأوراق؟! كل التوفيق للمفاوضين المصريين فى مهمتهم الصعبة.

نقلا عن الشروق
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نتعامل مع ما يحدث فى إثيوبيا كيف نتعامل مع ما يحدث فى إثيوبيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon