توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا نجلس مع الإيرانيين قبل اندلاع الحريق الكبير؟

  مصر اليوم -

لماذا لا نجلس مع الإيرانيين قبل اندلاع الحريق الكبير

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أيام فكرت فى الكتابة عن إمكانية استنساخ التهدئة فى شبه الجزيرة الكورية، ونقلها إلى منطقتنا العربية، لكن من سوء الحظ فإن تطورات الأوضاع السلبية فى منطقتنا تتسارع، وصارت أقصى أمانينا ألا تندلع الحرب.
حتى شهرين مضيا كانت الآمال عظيمة، أن تتجه المنطقة للهدوء خصوصا بعدما أعلن ولى العهد السعودى محمد بن سلمان أن بلاده تدرس التعامل مع بشار الأسد طالما ابتعد عن إيران.

اليوم المنطقة تتجه إلى حرب يقول البعض إنها قد تكون محدودة، ويخشى البعض أن تتحول إلى شرارة لحرب عالمية ثالثة. السؤال الجوهرى: هل مضى وقت الحديث عن حل سلمى يحفظ أرواح وثروات ومقدرات المنطقة؟ الإجابة صعبة، لكن فى عالم السياسة لا يوجد مستحيل.

السؤال الثانى: هل هناك ملائكة وشياطين فى هذا الصراع؟

من وجهة نظرى فإن غالبية اللاعبين والفاعلين متورطون، خصوصا إسرائيل، فى حين أن الضحية أو الملائكة هم شعوب المنطقة، خصوصا الشعب السورى، المغلوب على أمره منذ شهر مارس ٢٠١١.

كدنا نستبشر خيرا بإمكانية التهدئة فى المنطقة، وشهدنا بعض المؤشرات على ذلك، خصوصا إعلان ترامب عزمه الانسحاب من سوريا. فجأة تبدل كل شىء، وتم ــ على ما يبدو ــ اختراع حكاية الكيماوى فى الغوطة الشرقية، وهكذا حدث العدوان الثلاثى الأمريكى الفرنسى البريطانى على سوريا، وقبلها وبعدها العدوان الإسرائيلى المستمر.
وقبل أيام تمت أكبر ضربة إسرائيلية ضد مواقع سورية، يقول البعض إنها الأشد منذ فض الاشتباك عام ١٩٧٤، ويقول البعض الآخر إنها الأعنف منذ عام ٢٠١١. وتتحجج إسرائيل بأنها مواقع إيرانية.

السؤال الذى يراه البعض متأخرا جدا هو، لماذا لا نفكر كعرب فى الوصول إلى تسوية مع إيران بدلا من تكرار مأساة حرب الثمانى سنوات «١٩٨٠ ــ ١٩٨٨»، بين العراق وإيران، والتى أدت لمقتل الملايين وإهدار ثروات ومقدرات الأمة بأكملها وليس العراق وايران، ولم يستفد منها إلا إسرائيل وتجار ومصانع السلاح فى الدول الكبرى؟!!.
كانوا يقولون إن رئيس كوريا الشمالية غريب الأطوار، ويمارس هواية اللعب بالرءوس النووية والصواريخ البالستية، ثم فوجئنا بأنه تصرف كرئيس مسئول جدا ــ حتى الآن على الأقل ــ والتقى رئيس كوريا الجنوبية وزار الصين، ثم التقى بوزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو قبل أيام، ويستعد للقاء ترامب فى ١٤ يونيه المقبل فى سنغافورة.
السؤال البديهى: إذا كنا كعرب قد جلسنا مع قادة ومسئولى العدو الصهيونى، ووقع بعضنا اتفاقيات سلام معه، وبعضنا الآخر يعيش الآن معهم فى مرحلة الحب والخطوبة ويستعد للتوقيع، فلماذا لا نفكر فى تكرار ذلك مع إيران؟!!!.
سوف يرد على البعض منتقدا، ويقول وهل تحمل المسئولية للعرب فقط، وهل تنظر لإيران باعتبارها الملاك والحمل البرىء؟.

الإجابة هى لا قطعا، وحكومة إيران تتحمل المسئولية نفسها، التى تتحملها غالبية الحكومات العربية، وأحد الأسباب الرئيسية لهذه المأساة أنها تسعى لاستغلال اللافتة الطائفية الشيعية، لتحقيق مصالح ونفوذ قومى فارسى، ولولا تدخلها فى اليمن والعراق ولبنان وسوريا، ما وصلت المنطقة إلى هذه الحالة البائسة.
العرب هم الأضعف حالا للأسف هذه الأيام، وصاروا مفعولا به. ولذلك فإن إيران وحكومتها، ومرشدها يتحملون الجانب الأكبر من المسئولية، وعليهم أن يأخذوا زمام المبادرة، ويثبتوا فعلا أنهم يريدون أن يكونوا جارا طيبا وحقيقيا للعرب.

أتمنى أن تبادر إيران وتوقف دعمها للحوثيين فى اليمن، وترفع يدها عن التدخل فى العراق ولبنان وسائر المنطقة.
أحلم بأن يعلن المرشد على خامنئى، صاحب السلطة الحقيقية، وليس حسن روحانى، عن مبادرة توقف المد والشحن الطائفى.

فى المقابل أتمنى أن يبادر الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد وأى مسئول عربى، إلى الاعلان عن استعداده لزيارة إيران ومد اليد العربية لها، حتى يوقف اندلاع حريق بدأنا نرى شرره يتطاير، فوق سماوات الشام المستباحة، اضافة إلى الحريق المستمر فوق اليمن والسعودية.

سيقول البعض إننى أحلم، ويقول البعض الآخر إننى أخرف، لكن إذا كنا نتباهى بالجلوس والاتصال بالصهاينة، أليس من حقنا أن نسأل ولماذا لا نجلس مع الإيرانيين؟!!. على الأقل لكى نثبت لنا ولهم وللعالم أجمع أننا سننقب وننبش ونبحث عن كل فرصة للتوصل إلى سلام، قبل اندلاع الحريق الكبير؟!.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا نجلس مع الإيرانيين قبل اندلاع الحريق الكبير لماذا لا نجلس مع الإيرانيين قبل اندلاع الحريق الكبير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon