توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأخطار الثلاثة التى تهدد النظام

  مصر اليوم -

الأخطار الثلاثة التى تهدد النظام

بقلم - عماد الدين حسين

هل تستشعر الحكومة المصرية خطرا يلوح فى الأفق، جعل الرئيس عبدالفتاح السيسى يطلق أخطر تهديداته العلنية منذ توليه الحكم فى يونية 2014؟!

والسؤال الذى سأله كثيرون: ما هى المعلومات السرية أو الخاصة التى تدفع الرئيس السيسى إلى استخدام هذه اللغة الحادة؟!.

وبما أننا لا نعرف هذه المعلومات، فسوف نسأل عن أبرز التحديات التى تواجه الحكومة والنظام السياسى المالى، بل والمجتمع بأكمله هذه الأيام؟!

فى تقديرى هناك ثلاثة أخطار أساسية تهدد الاستقرار العام للنظام وربما للمجتمع.

التهديد الأول والرئيسى هو التداعيات الناتجة عن الأزمة الاقتصادية العاصفة والمستمرة منذ فترة طويلة، لكنها زادت بعد قرار تعويم الجنيه فى 3 نوفمبر 2016، وما تبعها من زيادة أسعار الوقود، ثم تطبيق ضريبة القيمة المضافة وحزمة قوانين متنوعة، الأمر الذى قاد إلى أعلى موجة من ارتفاع أسعار السلع والخدمات عرفتها مصر ربما فى تاريخها الحديث.

تقول الحكومة إن هذه القرارات كانت حتمية للإصلاح الاقتصادى وإلا واجهت البلاد نفقا مظلما، ويقول معارضوها إن سوء أدائها والفساد المستشرى داخلها وتحميل الفقراء بمفردهم عبء الفاتورة يقوض أى عملية إصلاح مهما كانت النوايا طيبة.

هذه التداعيات جعلت ملايين المصريين يئنون من لهيب الأسعار، ويجاهرون بمعارضتهم للحكومة، بل إن بعضها منهم من الذين أيدوا السيسى، صاروا يعارضونه علنا.

هؤلاء هم الخطر الأكبر إذا تحركوا بفعل زيادة الضغوط الاقتصادية عليهم. وهذه البيئة هى التربة الخصبة للإشاعات، التى تهدد الاستقرار العام، بل وربما استقرار الدولة.

الخطر الثانى هو الإخوان والجماعات الإرهابية. الإخوان فقدوا معظم قوتهم، لكنهم لم ينتهوا تماما.
كل قادتهم إما فى السجون وإما فى المنفى وإما مطاردون، حركتهم التنظيمية ضئيلة للغاية، وفقدوا أى قدرة فعالة على الحشد. وأقصى أمانى غالبية الأعضاء، أن يعيشوا فى أمان داخل بيوتهم وفى أعمالهم بعيدا عن الملاحقة، أو مصادرة أموالهم وأملاكهم. هم يستغلون بطبيعة الحال أى فرصة للنفاذ منها إلى المشهد السياسى. وكان ترشح سامى عنان فرصة ذهبية لهم، لكن تم إجهاضها فى مهدها. أما بقية المتطرفين، فيشكلون تهديدا بالتأكيد بفعل عملياتهم الإرهابية خصوصا فى شمال سيناء.

ويرتبط بهذا الخطر الداخلى، مجموعة من الداعمين مثل قطر وتركيا، وبعض الأجهزة فى الولايات المتحدة وبريطانيا. كل هؤلاء يستخدمون هذه الورقة ليس حبا فى الإسلام بطبيعة الحال، بل لتحقيق أهداف ومصالح خاصة بكل طرف على حدة!!!.

الخطر الثالث هو غياب السياسة شبه التام وانسداد شرايين الحركة السياسية، بما ينذر بحدوث جلطة سياسية تهدد سائر الجسد. هذ الغياب يجعل كل خصوم النظام يصطفون فى طابور واحد. وهو الخطأ الفادح الذى ارتكبه الإخوان، حينما أصدروا الإعلان الدستورى فى نوفمبر 2012، الأمر الذى كان بداية مظاهرات واحتجاجات شعبية قادت لتشكيل جبهة الإنقاذ وبداية النهاية للجماعة، التى سقطت بثورة 30 يونيو 2013.

ما تفعله الحكومة الآن يقترب من هذا المنحنى الخطر، فهى تكاد تكون اصطدمت بكل القوى السياسية المدنية، إضافة لخلافها الجذرى مع الإخوان مصحوبا بالأزمة الاقتصادية وتربص بعض القوى الدولية.

السؤال: كيف تؤثر هذه العوامل وتتفاعل؟

الحكومة مضطرة لعملية الإصلاح الاقتصادى، والإخوان والمتطرفون وسائر المعارضين يستفيدون بمهارة فائقة من هذه الأزمة وتداعياتها. وإذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية زال خطر الإخوان والمتطرفين، بنسبة كبيرة جدا، مثلما حدث مع الأعمال الإرهابية للجماعة الإسلامية فى حقبة التسعينيات من القرن الماضى. ولكى تتحسن الأوضاع الاقتصادية، فتحتاج الحكومة لبرنامج شامل للإصلاح ستكون له فاتورة ضخمة يتحملها الفقراء بالأساس، كما أنها تحتاج إلى دعم من القوى الكبرى التى تسيطر على مؤسسات التمويل الدولية.

فى حين أن وجود السياسة أو حد أدنى منها وتحقيق القدر الأكبر من التوافق الوطنى، فسوف يقضى آليا على خطر العاملين الأولية أى المتطرفين والأزمة الاقتصادية بنسبة كبيرة. وبالتالى تحسن الحكومة صنعا وتفيد نفسها، إذا فكرت بصورة عملية فى الانفتاح بدرجة أكبر على القوى والحركات السياسية المدنية وليست المتطرفة كى «تشم نفسها» وتكون قادرة على مواجهة الأخطار الصعبة التى تهدد المجتمع.


نقلا عن الشروق القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأخطار الثلاثة التى تهدد النظام الأخطار الثلاثة التى تهدد النظام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon