توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين ذهب التضامن مع القدس؟!

  مصر اليوم -

أين ذهب التضامن مع القدس

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أيام نشر الزميل والصديق عمرو سليم رسام الكاريكاتير الأبرز فى مصر، رسما ملفتا فى الصفحة الأخيرة للزميلة «المصرى اليوم»، ومضمونه أن مسئولا إسرائيليا يسأل الرئيس الامريكى ترامب ساخرا عن الشىء الذى وضعه فى الشراب للمسئولين والحكام العرب، بحيث جعلهم يتقبلون قراره بنقل السفارة الامريكية إلى القدس بمثل هذه السهولة؟!!.

عمرو عبّر فى «رسمة واحدة» بأفضل مما يمكن أن يحويه مقال من مليون كلمة وربما أكثر . ومع ذلك نسأل ونكرر السؤال المنطقى والبديهى وهو: أين ذهب التضامن العربى والإسلامى والعالمى مع قضية القدس المحتلة؟!.

حينما قرر ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية، شهدنا انتفاضة عربية إسلامية حقيقية، بل إن بلدانا أوروبية حليفة لواشنطن، عارضت القرار علنا، وانتقدته بشدة. ولأول مرة شهدنا توافقا عربيا إسلاميا على قضية واحدة.

المواطنون العرب عبّروا عن غضبهم بوسائل شتى من أول التظاهر والاحتجاج كما حدث فى فلسطين ولبنان، أو فى خطب المساجد، أو على صفحات التواصل الاجتماعى.
بعدها بأيام كتبت فى هذا المكان تحت عنوان: «التضامن مع القدس بتغيير صورة البروفايل»!!، محذرا من أن يكون ما حدث هو مجرد «انتفاضة فيسبوكية»، سرعان ما ستنتهى. ولم أكن وحدى بل إن بعضا من الكتاب والمعلقين فعلوا الأمر نفسه.

وباستثناء الشعب الفلسطينى البطل والصامد داخل أرضه، فلم نجد تحركا عمليا يواجه وعد ترامب أو ممارسات الاحتلال القمعية المتواصلة، والتى أسقطت عشرات الشهداء والمصابين وآلاف المعتقلين.

لكن للأسف الشعب الفلسطينى لن يحرر القدس وفلسطين وحده، لأن العدو متفوق نوعيا وكميا فى مجالات كثيرة، والمشكلة الحقيقية هى أن غالبية العرب والمسلمين، صاروا لا يتعاملون مع القضية الفلسطينية، باعتبارها قضيتهم المركزية. صار لكل دولة قضيتها المركزية، خصوصا البلدان التى ابتليت بداء الإرهاب مثل سوريا والعراق، أو داء التفكك والانقسام مثل ليبيا واليمن أو الطائفية مثل لبنان، أو الخوف من النفوذ الإيرانى مثل غالبية بلدان الخليج، أو الأزمة الاقتصادية والتهديدات الارهابية مثل مصر. هناك حكومات عربية صارت تنسق مع إسرائيل علنا ضد إيران.

غالبية الحكومات قمعت مواطنيها بصورة ممنهجة بحيث أن هذه الشعوب ضعفت واستكانت، أو صارت منهكة ومشتتة ما بين شعورها القومى الطبيعى بالتضامن مع فلسطين والقدس، وما بين حياتها اليومية المعيشية البائسة.

وطهران نفسها تقول كلاما كبيرا وعظيما عن التضامن مع القدس. لكن ما تفعله عمليا على أرض الواقع أنها تحاول السيطرة على البلدان العربية المجاورة.

وبالمثل فهناك بلدان مثل قطر وتركيا، ترفع راية التضامن مع فلسطين وتندد بقرار ترامب، لكن على أرض الواقع فإن قطر تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية خارج بلادها وهى «العديد»، وتركيا تستضيف أكبر قاعدة لحلف الأطلنطى وهى«انجرليك»، ولو كانوا صادقين فى كلامهم لأغلقوا هذا القواعد فورا، ولقطعت تركيا علاقتها مع إسرائيل!.
فى الماضى كنا نهدد إسرائيل بورقة التطبيع حتى تنصاع للقانون الدولى أو حتى تطبق اتفاقيات أوسلو الجزئية، لكننا وصلنا إلى حال، يترجى فيها البعض التطبيع مع إسرائيل من دون أى مقابل إلا الحماية من إيران!

الواقع مر ومرير ومأساوى، لكن ذلك ليس قدرا سرمديا مستمرا، وهناك نقاط ضوء ينبغى التمسك بها.

فقبل أيام كان هناك مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس واستمعنا إلى كلام طيب من غالبية المتحدثين، خصوصا كلمة شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. لكن الرجل نفسه قال إن الكلام وحده لا يفيد، وتحدث عن نقاط وخطوات وإجراءات عملية، ينبغى اتخاذها على أرض الواقع، إذا كنا جادين فعلا فى التضامن مع القدس ومنها مثلا تغيير المناهج الدراسية حتى يدرك التلاميذ والطلاب أن هناك قضية اسمها القدس يدنسها الاحتلال الصهيونى الفاجر.

ويبقى السؤال الجوهرى: إذا كنا نعرف لماذا تتخذ الحكومات هذا الموقف المخزى، فما هو تفسير هذا الموات الشعبى؟!.

الإجابة ببساطة أننا وصلنا إلى هذه الحالة بفعل سياسات ممنهجة منذ عقود طويلة. كان منطقيا أن تقود إلى هذه الحالة سياسات تتحملها الحكومات والنخب والمثقفون والمعارضة خصوصا الإسلامية التى تاجرت بالدين، ومهدت لإسرائيل وأمريكا التربة لنصل إلى هذا الموقف المأساوى.

نقلا عن الشروق المصريه

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين ذهب التضامن مع القدس أين ذهب التضامن مع القدس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon