توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مغادرة بوتفليقة هى الجزء الأسهل

  مصر اليوم -

مغادرة بوتفليقة هى الجزء الأسهل

بقلم: عماد الدين حسين

من حق الجزائريين الغاضبين والمحبطين أن يشعروا بالفرح والسعادة، لأنهم تمكنوا من إجبار الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على الاستقالة يوم الثلاثاء الماضى، لكن الأكثر أهمية أن يدركوا أن ما تحقق هو الجزء الأسهل، فى حين أن الأصعب لايزال موجودا ويحتاج إلى جهد كبير من الجميع.
أذكر جيدا أنه فى مساء يوم الجمعة ١١ فبراير ٢٠١١، رقص مئات الآلاف من المصريين، وغنوا فى ميدان التحرير، احتفالا بإعلان الرئيس الأسبق حسنى مبارك تخليه عن الحكم. أكثر من ٩٩٪ من المحتفلين كانوا يعتقدون وقتها أن «الدنيا ربيع والجو بديع»، وأن كل شىء سيئ سينقلب إلى الأفضل، لمجرد أن مبارك قد ترك الحكم، وغادر إلى شرم الشيخ، ثم اكتشف الجميع فيما بعد أن تنحى مبارك كان هو الجزء الأسهل جدا، وأن الأهم هو التغلب على التحديات الصعبة جدا التى تواجه البلاد تمهيدا لبناء دولة على أسس حديثة. الأمر نفسه وربما بحذافيره ــ مع فارق التفاصيل ــ ينطبق على الأشقاء فى الجزائر. هم تظاهروا عشرات المرات منذ أسابيع، للمطالبة بمنع ترشح بوتفليقة للمرة أو العهدة الخامسة، وهم نجحوا فى ذلك، ويأملون أن يكون ذلك بداية لبناء الدولة الحديثة التى يستحقونها.
احتفل الجزائريون ليلة الثلاثاء فى الميادين الكبرى بالعاصمة والولايات المختلفة، لكن عليهم ألا يبالغوا فى الأحلام، حتى لا يتعرضوا إلى الصدمات والإحباطات، التى أصابت أشقاء لهم من قبل فى العراق وتونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن.
على الأشقاء فى الجزائر، أن يفرحوا، لكن عليهم تذكر أن هناك قوى كثيرة، ستحاول عرقلة الإصلاح بكل الطرق الممكنة، لأنه ببساطة سيضرب مصالحهم فى الصميم. وطبقا لما نقلته «الجارديان» البريطانية، قبل أيام، فإن الفساد مستوطن فى الجزائر، وكبار الفاسدين هم من دفعوا بوتفليقة دفعا للترشح حتى يحميهم ويستمروا فى النهب، وحتى لو خرج بعض هؤلاء من المشهد فهناك شبكات أخطبوطية معهم. ويرتبط بالفساد اللوبيات وجماعات المصالح المختلفة التى استفادت ليس من العصر الماضى فقط، ولكن من العصور السابقة بأكملها.
مصالح تكونت بصورة شرعية حينا، وصور غير شرعية أحيانا، وسوف تحارب هذه القوى دفاعا عما تعتقد أنه مصالحها، وستحاول عرقلة التحديث والتطور بكل ما لديها من أسلحة.
التحدى الثانى هو الإصلاح الاقتصادى، وهناك تقديرات بأن الثروة النفطية تتآكل، وقدرة الحكومة على استرضاء الناس تقل، فى حين أن ربع عدد الشباب يعانون من البطالة، وهم الذين كانوا يشكلون الجزء الأكبر من المتظاهرين والمحتجين فى الشوارع خلال الأسابيع الماضية.
أما التحدى الأكبر فهو أن يدرك المتظاهرون وقادتهم أنهم لن يحققوا مائة من مائة من مطالبهم فورا. عليهم أن يدركوا أنهم سيدخلون مع مفاوضات ومساومات طويلة ومعقدة مع القوى المؤثرة والمهيمنة.
لكن المهم أن يبدأوا السير فى الطريق الصحيح من البداية، حتى لا يهدروا الكثير من الرواح والوقت والمال والأعصاب.
من أفضل ما يميز مظاهرات الجزائريين الأخيرة أنها كانت سلمية تماما، لم يسقط شهيد من المحتجين أو من الشرطة. الجميع التزم أقصى درجات التحضر، على الرغم مما يشيعه البعض خطأ بأن غالبية المواطنين يتميزون بالقسوة والعنف. الأهم أن يستمر هذا السلوك حتى تنتهى المرحلة الانتقالية بسلام.
أكبر خطأ يقع فيه الجزائريون، هو اعتقاد بعضهم ــ مهما كان اسمه أو حجمه، شخصا كان أم هيئة أم حزبا أم مؤسسة ــ أنه يستطيع بمفرده أن يسيطر أو يكوش أو يهيمن على كل شىء ويقصى الآخرين.
هذا الخطأ الفادح هو الذى أفشل وعرقل وعطل الثورة المصرية، حينما ظن البعض أنهم المالك الحصرى والوحيد للثورة وللوطن وللدين، وأثبتوا وقتها أن شعارهم الحقيقى هو «مغالبة وليس مشاركة»!!.
يستحق الجزائريون حياة كريمة وحديثة وهم أثبتوا أنهم شعب محترم ومتحضر جدا، حينما رفضوا أن يتم حكمهم بهذه الطريقة التى كانت تتصرف بها «العصابة» المحيطة بالرئيس على حد وصف بيان رئاسة الأركان.
ونتمنى أن يكمل الأشقاء فى الجزائر نفس المنهج الهادى، حتى ينقلوا تجربة ملهمة لبقية الشعوب العربية.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغادرة بوتفليقة هى الجزء الأسهل مغادرة بوتفليقة هى الجزء الأسهل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon