توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مغزى القبض على عنان وجنينة وأبوالفتوح

  مصر اليوم -

مغزى القبض على عنان وجنينة وأبوالفتوح

بقلم - عماد الدين حسين

فى أقل من أسبوعين ألقت قوات الأمن القبض على سامى عنان رئيس الأركان الأسبق، وهشام جنينة رئيس جهاز المحاسبات السابق وعبدالمنعم أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية.

فى نفس الوقت فإن الحكومة قررت إرجاء تطبيق قرار رفع بعض الأسعار مثل تذاكر قطارات السكة الحديد، بعد أن جرى الترويج للقرار بواسطة رئيس الجمهورية شخصيا.

فهل هناك رابط أو علاقة أو معنى بين الحدثين؟!.

ظنى الشخصى أن هناك علاقة تشير إلى أن الحكومة وأجهزتها وسائر النظام، لم يعد يخشى ما يمكن أن يطلق عليه «المعارضة» وكبار رموزها، فى حين أنه يتحسب كثيرا لإغضاب المواطنين اقتصاديا هذه الأيام على الأقل.

تفصيل ذلك أنه من المؤكد أن النظام قد فكر أكثر من مرة، قبل أن يتم اتخاذ قرار إلقاء القبض على الرءوس الثلاثة الكبيرة خلال أقل من أسبوعين، لكنه فى النهاية اتخذ القرار، ولم يرمش له جفن!

معنى ذلك أن كل التوصيات التى تم رفعها للمستوى السياسى الأعلى قد أوصت ــ فى معظمها على الأقل ــ بأنه لا توجد قلاقل أو عواقب يمكن التحسب لها فى حالة الإقدام على قرار القبض على هؤلاء الثلاثة، وربما اتخاذ إجراءات أخرى ضدهم من قبيل التحفظ على الأصول والممتلكات لهم وللأسرة.

لم يكن أحد يتصور أن يتم القبض على سامى عنان رئيس الأركان الأسبق ونائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى حكم البلاد بعد تنحى مبارك وقبل صعود الإخوان للسلطة. لكن فى اللحظة التى تم القبض فيها عليه، فإن الرسالة التى كان يفترض أن تصل إلى الجميع ــ من وجهة نظر الحكومة بالطبع ــ هى أنه لا أحد فى مأمن وأن كل الخطوط الحمراء قد سقطت.

وبالتالى فإن كثيرين لا يفهمون ولا يهضمون الطريقة التى تحدث بها المستشار هشام جنينة فى حواره مع «الهفنجتون بوست»، مع علمه التام أن هذا الكلام لن يمر مرور الكرام. فى حين أن البعض يقول إنه لم يستطع السكوت رغم علمه بالعواقب.

هل راهن الثلاثة عنان وجنينة وأبوالفتوح على وجود خطوط حمراء داخلية وخارجية، تمنع النظام من القبض عليهم، وهل خابت هذه الرهانات، أم أنها كانت خاطئة من الأساس، أم أنهم لم يتوقعوا أن تتصرف الأجهزة الحكومية بمثل هذه السرعة والقوة والحسم؟!

فى المقابل تحدث وزير النقل هشام عرفات قبل نحو شهر مطالبا بضرورة رفع أسعار تذاكر السكة الحديد. يومها تدخل الرئيس، وطلب منه أن يتم ذلك بصورة تراعى ظروف الناس أولا وأن تتحسن الخدمة ثانيا، وبعدها بساعات قال الوزير إن الأسعار سترتفع خلال أيام، لكنها لم ترتفع. وقالت تقارير إن الزيادة تم تجميدها حتى نهاية الانتخابات الرئاسية، تحت مبرر زيادة نسبة الاشتراكات.

سيقول البعض معترضا: لكن الحكومة اتخذت قبل ذلك قرار التعويم ورفع أسعار الوقود، أكثر من مرة، الأمر الذى قاد إلى رفع أسعار جميع السلع والخدمات، ولم تفكر وقتها فى الناس أو ظروفهم.. فكيف نفسر هذا التناقض؟!.

نعم الحكومة والرئيس خاطروا، واتخذوا قرارا صعبا وقتها، لكنهم طوال الوقت يتحسبون لردود الفعل الشعبية، ولا تمر مناسبة إلا ويشيد الرئيس السيسى «بصبر الناس وشهامتهم وجدعنتهم، وتحملهم لارتفاعات الأسعار».

خلاصة الفكرة هى أن الحكومة لم تعد تخشى من المعارضة المدنية ــ بفرض وجودها ــ، هى الآن تتخذ مثل هذه الخطوات الصعبة جدا وتقبض على شخصيات، كان البعض يظن أنها فى مأمن أو أن لها حصانة. ويعتقد البعض أنه بعد القبض على القيادات الثلاث، فلم يعد أى من السياسيين أو غيرهم فى مأمن!

وفى المقابل فإن الحكومة صارت تعمل حسابا كبيرا للشكاوى والهموم الشعبية الناتجة عن ارتفاعات الأسعار، وتحاول السيطرة عليها بطرق شتى، من دون أن يعنى ذلك أنها نجحت بالفعل.
وبالتالى يصبح السؤال: إذا كان النظام قد قرر تأميم الحياة السياسية بصفة عامة، طبقا للسيناريو الحالى حاليا، فهل يستطيع أن يرضى غالبية المواطنين اقتصاديا، بالتوازى مع تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى، وهو السيناريو الذى نفذه جمال عبدالناصر وحسنى مبارك بصور متنوعة، حينما تمت مقايضة الحياة السياسية بتلبية الحاجات الاجتماعية، وهل هذه الصيغة قابلة للاستنساخ حاليا، وكيف وبأى طريقة وبأى ثمن؟!


نقلا عن الشروق القاهرية

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغزى القبض على عنان وجنينة وأبوالفتوح مغزى القبض على عنان وجنينة وأبوالفتوح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon