توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قلب مصر مع سوريا.. وجزء من عقلها مع الواقع المر!!!

  مصر اليوم -

قلب مصر مع سوريا وجزء من عقلها مع الواقع المر

بقلم - عماد الدين حسين

المزاج المصرى العام معارض للعدوان الثلاثى الأمريكى البريطانى الفرنسى، على سوريا فجر السبت الماضى. قد يكون هناك مصريون مختلفون مع نظام بشار الأسد، لكنهم حينما تتعرض سوريا لقصف ثلاثى بالطريقة الفجة التى تمت بها، فإنهم يصطفون ضد هذا العدوان بطريقة آلية.
عقب العدوان الثلاثى صدر بيان من الخارجية المصرية. عندما قرأته، تخيلت الشخص أو الفريق الذى قام بكتابته وصياغته ومراجعته وتدقيقه، وكم من الوقت استغرقوه، وكم من الحيرة والأخذ والرد واجهوها، حتى يصلوا إلى هذه الصيغة!!.

المواقف العربية فى المجمل مأساوية وكارثية، لأنها انعكاس طبيعى للواقع على الأرض. وبالتالى فمن يحاول تقييم الموقف المصرى، عليه أن يقرأه فى إطار وسياق عام لعلاقات مصر مع القوى الإقليمية والدولية المنخرطة أو المتورطة فى المأساة السورية، وموازين القوى على الأرض.
من الخطأ البالغ محاسبة الموقف المصرى بطريقة «مع أو ضد». هو موقف حاول الموازنة والمواءمة والتوفيق بين نقيضين كبيرين: الموقف الأول التضامن مع سوريا وجيشها وشعبها وحكومتها، حينما قال البيان إنه «قلق من التصعيد العسكرى الراهن وما ينطوى عليه من آثار على سلامة الشعب السورى الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر. البيان أكد أيضا على ضرورة الحفاظ على المقدرات الوطنية وسلامة ووحدة أراضى سوريا، والحل السلمى للأزمة، وكل المعانى السابقة ترضى غالبية الشعب السورى وحكومته وكذلك الموقفين الروسى والإيرانى.

فى المقابل لم يغفل البيان الرفض القاطع لاستخدام أى أسلحة محرمة دوليا على الأراضى السورية. وهو أمر يرضى إلى حد ما الموقف الغربى وبلدان الخليج، لكنه أشار إلى الأسلحة الكيماوية فى العموم ولم يتهم الحكومة السورية بها، مطالبا بإجراء تحقيق دولى شفاف.

يقول بعض «الحنجوريين»: ولماذا لم تقم مصر بإدانة العدوان الثلاثى بصورة واضحة وسافرة وقاطعة؟!. الإجابة ببساطة هى أن الأمور ليست بهذه البساطة. فهناك علاقات ومصالح لمصر مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وبقية القوى الأوروبية المؤيدة للعدوان، وبالتالى يصعب الدخول فى مواجهة سافرة مع هذه القوى. كما أن هناك علاقات ومصالح قوية جدا بين مصر وبلدان الخليج خصوصا السعودية والإمارات، ومعظمهم سارع إلى تأييد العدوان الغربى بصورة مكشوفة. بل إن بعض القاذفات انطلقت من القواعد الأمريكية فى قطر لضرب سوريا.
فى المقابل فإن موقف العراق ولبنان كان واضحا فى معارضته، وبقية المواقف العربية غير مهتمة أو غير مكترثة أو غير مؤثرة. فى حين أن الموقف الأردنى الرسمى كان قريبا من الموقف المصرى.

السؤال: هل الموقف المصرى الذى جاء فى بيان الخارجية هو الموقف النهائى والمبدئى؟!
الإجابة هى: لا، هناك فرق بين الموقف الرسمى الذى يراعى التوازنات والمصالح والمواءمات، والتحالفات، وبين الموقف الفعلى الذى أعتقد أنه يتضامن مع سوريا الشقيقة قلبا وقالبا ضد العدوان الثلاثى.

الحكومة المصرية تدرك تماما أن محاولات تدمير سوريا، هى مقدمة لاستهداف مصر، مثلما تقول دائما وقائع التاريخ. لسان حال الحكومة يقول كما قرأته على بعض مواقع التواصل الاجتماعى: «ستنتصر الحضارة والإنسانية على أولئك الغوغائيين الذين يستعيضون عن فقرهم الحضارى بالاستخدام المفرط للقوة لعلهم يضمنون خروجا آمنا من وحل غرقوا فيه مع سبق الإصرار والترصد.. الإقليم يشهد نهاية مثيرة لرواية كتبت خارجه وقام بتمثيلها ــ للأسف ــ بعض ممن ينتمون إليه.. التغيرات ستصبح أكثر ديناميكية ودراماتيكية.. وسينتصر التاريخ وتفوز الجغرافيا وسيذهب من لا يملكهما إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه.. ستنتصر سوريا». هذا الكلام قريب مما تفكر فيه الحكومة لكن لا تجاهر به رسميا.

والمفارقة المهمة أن بعضا من معارضى الحكومة والنظام، كان موقفهم رافضا بصورة قاطعة، للعدوان الثلاثى، وهو ما يظهر توافقا مبدئيا على خطورة التهديدات الغربية للمنطقة العربية. وإن ما كانت تحذر منه الحكومة وأجهزتها طوال السنوات الماضية من خطورة التهديد الخارجى لمصر والمنطقة، لم يكن كله محض اختراع، وأن له أساسا من الواقع.

السؤال هو: إلى متى تستطيع الحكومة المصرية السباحة وسط أمواج متلاطمة تمتلئ بالحيتان المفترسة فى بحر المنطقة الهائج، ومتى يظهر دورها المبدئى مطابقا لموقفها المعلن؟!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلب مصر مع سوريا وجزء من عقلها مع الواقع المر قلب مصر مع سوريا وجزء من عقلها مع الواقع المر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon