توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضرورة طمأنة القطاع الخاص

  مصر اليوم -

ضرورة طمأنة القطاع الخاص

بقلم - عماد الدين حسين

رجل الأعمال الكبير المهندس نجيب ساويرس قال يوم الثلاثاء الماضى إنه يتجه لتحويل نصف ثروته إلى الذهب بسبب ما أسماه «أزمة خطيرة محدقة بالعالم».

هو قال لوكالة بلومبيرج الأمريكية ــ التى قدرت صافى ثروته بـ٥٫٧ مليار دولار ــ إن أسعار أوقية الذهب تبلغ الآن ١٣٠٠ دولار، ويتوقع أن تصل إلى ١٨٠٠ دولار قريبا، وتفسيره لهذه الخطوة المفاجئة «أننا نعيش حاليا فى أزمات عديدة ويمكنك أن تنظر إلى الشرق الأوسط وبقية العالم والرئيس ترامب لا يساعد على الحل أبدا».

العالم على كف عفريت فعلا، وإذا كانت هناك بارقة أمل بعد لقاء زعيمى كوريا الشمالية والجنوبية، فإن المأساة يمكن أن تحدث هنا فى منطقتنا وإقليمنا، إذا قررت إسرائيل وخلفها ترامب، شن حرب على إيران سواء بطريقة مباشرة، أو استنزافها فى سوريا. الطبيعى ايضا أن بعض رجال الأعمال والمستثمرين سواء أكانوا كبارا أم صغارا، سيفكرون مليون مرة، قبل أن يتخذوا قرار الاستثمار فى المنطقة العربية، إلا إذا كانت عوائد الاستثمار مضمونة مليارا فى المائة.

طبعا من حق ساويرس أو أى مستثمر أن يختار الأداة أو الطريقة التى سيستثمر بها أمواله، وفى أى مكان يرغب. وبالتالى فإن أكثر ما أخشاه أن تتزايد عوامل القلق فى منطقتنا، فيتجه كثيرون إلى تحويل استثماراتهم المباشرة إلى شراء الذهب، باعتباره مخزن قيمة مضمونا بعيدا عن المغامرة و«وجع الدماغ».

هل نحن معرضون فى مصر لنفس المشكلة؟! المؤكد أن الإجابة هى نعم، وإلا ما أقدم ساويرس على خطوته، أو لقام باستثمار أمواله فى أى مشروعات داخل مصر الآن؟!

إذا السؤال الجوهرى هو: كيف يمكن للحكومة وسائر أجهزة الدولة أن تقنع أكبر عدد ممكن من المستثمرين الجادين بالاستثمار داخل مصر، بدلا من بيع مصانعهم مثلا وتحويل الأموال السائلة إلى ذهب أو حتى وضعها كودائع تدر عليهم عائدا يصل إلى ١٧٪؟!.

لو كنت مكان الحكومة والرئاسة لسارعت بتوجيه أكثر من رسالة علنية وواضحة إلى المستثمرين الجادين فى القطاع الخاص، بأن الدولة تدعمهم فعلا وليس بمجرد الكلام.

لماذا أقول ذلك؟!

لسبب بسيط هو وجود إحساس لدى البعض المستثمرين بعدم الأمان، لأسباب متعددة.

سمعت البعض يشكو من أن الحكومة، تقول لهم كلمات معسولة، لكن على أرض الواقع فإن المعاملة صعبة بسبب الروتين القاتل، إضافة إلى عامل الفساد الذى «يطفش» أى مستثمر جاد، ويلتهم أى هامش ربح حلال يمكن أن يحصل عليه.

لكن المشكلة الأكبر هى إحساس البعض الآخر بغياب أى قواعد عادلة للمنافسة فى السوق، فعندما يتنافس القطاع الخاص مع مؤسسات الحكومة، التى يتم إعفاؤها أحيانا من الضرائب أو الجمارك أو الرسوم، فإن ذلك يتسبب فى انعدام المنافسة تماما. وأعرف أن هذا الأمر كان مثار حديث بين الحكومة المصرية وبعض خبراء هيئات التمويل الدولية.

سيقول البعض إن القطاع الخاص «طماع ومحتكر وحرامية». حسنا طبقوا القانون بعدالة على الجميع، واستبعدوا أى طماع أو محتكر أو لص، بل أدخلوه السجن طبقا للقانون، لكن شجعوا المستثمر الجاد، وسهلوا له كل شىء.

يوم السبت الماضى قالت وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد إن الدول تستهدف توفير ٧٥٠ ألف فرصة عمل فى العام المالى الحالى، تزيد إلى ٨٥٠ ألف فرصة عمل فى العام المالى القادم «٢٠١٨ ــ ٢٠١٩». والسؤال: أليس القطاع الخاص يلعب دورا مهما فى هذا الشأن، وينفذ نحو ثلثى الأعمال فى مصر؟! إذا كان الأمر كذلك فإن من مصلحة الحكومة، أن تدعم فعلا أى مستثمر جاد بكل الطرق، لأن جوهر المشكلة الاقتصادية فى مصر، هى فى غياب فرص عمل إنتاجية حقيقية.


نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرورة طمأنة القطاع الخاص ضرورة طمأنة القطاع الخاص



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon