توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا الحساسية من اسم مبارك؟!

  مصر اليوم -

لماذا الحساسية من اسم مبارك

بقلم : عماد الدين حسين

 ما الذى منع السفير أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، من ذكر اسم الرئيس الأسبق حسنى مبارك صراحة خلال كلمته صباح السبت الماضى، فى الاحتفال بذكرى تحرير سيناء بحضور رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسى وقادة القوات المسلحة؟!

أبوالغيط كان يتحدث عن ملحمة 15 عاما من النضال العسكرى والدبلوماسى لاستعادة سيناء، وفى إحدى فقرات حديثة قال نصا: «بعد وفاة الرئيس السادات تسلمت قيادة جديدة فى مصر المسئولية، وتتدبر وتتحرك بحذر وتصميم وحكمة وتفرض الانسحاب فى 25 إبريل، وترفع العلم المصرى عاليا».

علاء مبارك النجل الأكبر للرئيس الأسبق كتب بالأمس على تويتر يسأل أبوالغيط: بعد التفاصل والأسماء التى ذكرتها فى كلمتك هل نسيت اسم القيادة الجديدة؟!، وهو يقصد بذلك ويلوم ابوالغيط لانه لم يذكر اسم مبارك بوضوح إذا صح أن حساب علاء مبارك صحيح، أو حتى لم يصح، فإن سؤاله منطقى وفى محله.

هل نلوم السفير أبوالغيط على تجاهل اسم مبارك؟!

ألتمس العذر إلى حد كبير للسفير أبوالغيط، فالرجل معروف عنه تقديره للرئيس الأسبق، خصوصا أن والده اللواء على أبوالغيط كان أحد قيادات الطيران، وبالتالى فهو يكن الود لمبارك، ثم إنه كان وزيرا للخارجية فى عهده، ويصعب تصور أن يكون معارضا له. ثم انه تتلمذ فى مطبخ حرب أكتوبر، حينما عمل لمدة عامين مع مستشار الأمن القومى حافظ إسماعيل لإدارة الشق السياسى والدبلوماسى لحرب 1973.

وبالتالى فلا يمكن لوم أبوالغيط، لأن الرجل وهو دبلوماسى محنك، يعرف أن الأجواء، ربما ليست مهيأة وصافية تماما، بحيث يتم ذكر اسم مبارك فى لقاء، بحضور رئيس الجمهورية، خصوصا إذا كان الأمر يتم فى سياق إيجابى.

وعلى حد علمى فلم استمع لأى متحدث يذكر صراحة اسم مبارك فى محفل عام بحضور كبار قيادات الدولة.

فى هذه السطور اقترح أن يتم إعادة النظر فى هذا الأمر. لست من مؤيدى مبارك، ومعظم كتاباتى خلال عهده كانت معارضة لنظامه بوضوح، وتقديرى أن غالبية سياساته، خصوصا فى التعليم أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الشاملة التى ندفع ثمنها الآن.

ورأيى أيضا أن فلسفة «استقرار القبور» التى اتبعها، وبعض سياساته، هى التى جعلت جماعة الإخوان وبقية الجماعات الظلامية، تتمدد وتنتشر فى المجتمع، بحيث سيطروا على أكثر من ثلثى مجلسى الشعب والشورى ومنصب رئيس الجمهورية فى اول انتخابات بعد 25 يناير 2011.

ورغم ذلك، فإن لمبارك إيجابيات لا ينكرها إلا أعمى، ومنها دوره فى حرب أكتوبر، حينما كان قائدا للقوات الجوية، كما أنه له إيجابيات أيضا خلال عمله رئيسا للبلاد، فلا يمكن تصور رئيس يحكم بلدا لمدة ثلاثين عاما، وتكون كل ايامه سوداء!

المجتمع الآن استقر إلى حد كبير، وهيبة الدولة عادت فى مناحى كثيرة، والإرهاب تلقى ضربات موجعة، والجماعات المتطرفة، صارت بلا حول ولا قوة. وبالتالى ينبغى أن نبدأ العودة إلى الحياة الطبيعية فى كل شىء.

وأحد مظاهر هذه الحياة الطبيعية ــ رغم شكليتها ــ أن تتوقف الحساسية تجاه اسم مبارك وفترته، وان نتعامل معها بموضوعية.

الرجل بكل ما له وعليه ــ رئيس سابق لمصر، وله أنصار يحبونه حتى هذه اللحظة، وعدد هؤلاء زاد، بسبب الأزمة الاقتصادية التى نتجت عن تعويم الجنيه، وبالتالى فعندما يأتى ذكره فهو ينبغى ان يقال بوضوح الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، دون أن يعنى ذلك أنه جيد أو سيئ.

الأمر نفسه مع أى مسئول سابق، وحتى مع محمد مرسى، فهو رئيس سابق لمصر حكمها لمدة عام، رغم أنه وجماعته حاولوا تغيير هوية هذا البلد، لكن الحمد لله فإن ثورة 30 يونيو أوقفت ذلك.

يتفق بعضنا أو يختلف مع هذا المسئول أو ذاك، لكن الوقائع والأحداث والتواريخ لا تتغيير. وبالتالى على بعضنا أن يتخلى عن هذه الحساسية وينظر للأمام.

حبنا أو كرهنا لمبارك لا يغير من أنه كان رئيسا لمصر، فعل أشياء جيدة وأخرى سيئة، والحكم عليه صار متروكا للتاريخ والباحثين والمؤرخين.

حينما نفعل ذلك، نكون قد بلغنا مرحلة من النضج تضيف إلينا ولا تنتقص منا.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا الحساسية من اسم مبارك لماذا الحساسية من اسم مبارك



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon