توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يحاول توريطنا فى سوريا؟!!

  مصر اليوم -

من يحاول توريطنا فى سوريا

بقلم : عماد الدين حسين

 الموقف المصرى من الطلب الأمريكى بتشكيل قوة عربية للقتال فى سوريا جيد ومحترم، وينبغى دعمه ومساندته بكل الطرق، حتى يستمر على هذا المنوال، فى مواجهة ضغوط متنوعة من أكثر من جانب.

السياسة ليست فقط شعارات ومبادئ، ولكنها أيضا قدرة على المناورة، فى أوقات شديدة الصعوبة، مثل تلك التى نعيشها الآن.

الولايات المتحدة تريد الهرب من سوريا بأى طريقة، لكنها لا تريد فى نفس الوقت أن تنفرد روسيا وإيران بالكعكة وبالتالى فهى تدعى أنها تدافع عن المدنيين، ضد الأسلحة الكيماوية، فى حين أنها تسعى إلى تقليل خسائرها وخسائر حلفائها بكل الطرق هناك.

سيكون من مصلحة أمريكا توريط واستنزاف روسيا وإيران فى سوريا، على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتى السابق فى أفغانستان منذ عام 1979 وحتى نهاية الثمانينيات.

الصراعات الدولية موجودة وستظل، وهى قائمة على المصالح، وبالتالى وبعيدا عن لغة الوعظ والخطابة فإن السؤال الجوهرى الذى ينبغى أن نردده نحن فى مصر طوال الوقت هو: ما الذى يجبرنا على أن نتورط فى مستنقع الهدف منه إغراقنا فيه؟!.

الموقف الرسمى لمصر من الأزمة السورية موقف فى غاية التوازن، ويقوم على رفض الحل العسكرى، والحفاظ على وحدة الأراضى السورية، والاعتراف بالجيش الوطنى للدولة السورية، فى مواجهة الميليشيات المسلحة والارهابية.

وبالتالى فكيف يمكن بداهة أن تقبل مصر أى مشاركة فى قوة عسكرية يمكن أن تقود إلى صدام مع ثوابت الموقف المصرى نفسه؟.

مصر قاومت كل الضغوط ولم ترسل قوات إلى اليمن استجابة لطلبات سعودية أكثر من مرة، علما أن الصراع فى اليمن أكثر وضوحا ومن مصلحة مصر وأمنها القومى، ألا يكون هناك احتلال أو هيمنة إيرانية على اليمن والبحر الأحمر وباب المندب. مصر أرسلت قوات رمزية لليمن، وكان دورها مرتبطا بالأساس بحماية مضيق باب المندب وتأمين الملاحة إلى قناة السويس.

إذا كنا فعلنا ذلك فى اليمن، فهل يمكن تصور أن نرسل قوات إلى سوريا، لتنفيذ تصورات أمريكية وربما إسرائيلية غامضة ومريبة؟!.

البيت الأبيض رفض التأكيد على أن مصر وافقت على إرسال قوات إلى سوريا، وأغلب الظن أن هذه الصياغة تعنى أن الحكومة المصرية ترفض الدعوات الأمريكية.

من المنطقى فهم الحرج المصرى، من الدخول فى صراع مفتوح مع الولايات المتحدة، بشأن هذه النقطة، كما يمكن فهم نفس الحرج مع المملكة العربية السعودية، المتحمسة جدا لفكرة إرسال قوات إلى سوريا، رغم أنها تحتاج إلى كل جندى من جنودها أو حتى جنود التحالف العربى، لحسم المعركة فى اليمن، بل وحماية حدودها وأجوائها من الجرأة الحوثية المتزايدة خصوصا فى إطلاق الصواريخ الباليستية التى صارت تطال عدة مدن سعودية.

منطقيا لا يمكن لمصر أن ترسل جنودها لمنطقة تشهد صراعا طائفيا وعرقيا. هل من المعقول أن نذهب إلى سوريا للدخول فى مواجهة مع الجيش السورى النظامى، فى حين أن موقفنا الرسمى هو دعم هذا الجيش فى مواجهة الميليشيات والتنظيمات المتطرفة من داعش إلى القاعدة إلى الإخوان؟!!.

هل يعقل أن نحارب هذه التنظيمات فى سيناء ثم نشارك فى دعمها بأى وسيلة فى سوريا؟!!.

هل يعقل أن ندخل فى صراع سياسى وعسكرى مع روسيا فى سوريا، وهى التى تشاركنا نفس الرؤية فيما يتعلق بالإرهاب والعنف، إضافة إلى مصالحنا الاستراتيجية المشتركة معها، فى أكثر من مجال؟!!.

المؤكد أن من مصلحتنا الحد من النفوذ التركى والإيرانى فى سوريا، وكذلك من أى نفوذ أجنبى، لكن هل يكون ذلك بالتورط فى منطقة صارت تبتلع العديد من الدول والجيوش؟.

أليس من الأفضل أن نركز على دعم الحلول السلمية أولا، ونفضح القوى التى تريد إغراق سوريا والمنطقة فى مستنقع لا نخرج منه أبدا.

لا نريد بالطبع صداما مصريا مع الولايات المتحدة أو السعودية، ولكن مصالحنا القومية والوطنية، يفترض أنها تعلو فوق كل الاعتبارات، وبالتالى فالمفترض أن تكون «اللاء» المصرية واضحة، ضد فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا، بغض النظر عن إعلان ذلك رسميا، أم قولها فى الغرف المغلقة.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يحاول توريطنا فى سوريا من يحاول توريطنا فى سوريا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon