توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلام أبوالغيط وخريطة محلب.. ومصرية سيناء

  مصر اليوم -

كلام أبوالغيط وخريطة محلب ومصرية سيناء

بقلم - عماد الدين حسين

صباح السبت الماضى، كنت بين الحاضرين للندوة التثقيفية رقم ٢٨ التى أقامتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة فى مركز المنارة بالتجمع الخامس. العنوان الرئيسى لهذه الندوة كان الاحتفال بالذكرى رقم ٣٦ لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى.

فى هذه الندوة خرجت بالملاحظات الآتية:
الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد أبوالغيط تحدث عن «ملحمة 15 عاما من النضال العسكرى والدبلوماسى لاستعادة سيناء». هو متحمس لأكتوبر ورجالها دائما. أهم ما جاء فى كلمته هو قوله: «إن التقارير المسربة عن إمكانية تبادل أراضٍ مع إسرائيل ظهرت عام ٢٠٠٣، وأنه تابعها حينما كان وزيرا للخارجية، وكان يتم التعامل معها بسخرية، ووصفها بأنها أوهام وأن سيناء ستظل مصرية ولن يتم التنازل عنها قط».

بالمنطق يصعب القول إن أبوالغيط سيرتجل هذا الكلام، إلا إذا كان يدرك تماما أنه يعبر تماما عن الدولة المصرية بكل مستوياتها.

وحينما يقول أبوالغيط إن فكرة تبادل الأراضى كانت وهما وستظل وهما، فهى رسالة واضحة الدلالة من مصر بأنها ترفض كل الأفكار والمقترحات الخاصة بهذا الموضوع.

رسالة أبوالغيط هى الأوضح فى هذا الصدد، بعد «لت وعجن» كثيرين فى هذا الموضوع طوال أكثر من عامين، حينما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن وجود فرصة لحل سياسى خلال افتتاحه لمشروعات تنموية فى محافظة أسيوط قبل نحو عامين. وثبت لاحقا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تهرب من كل ما تعهد به للمصريين والأمريكيين والأردنيين، وبدلا من تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب العمل تقود عملية السلام، اتجه للتحالف مع المتطرفين، وفى مقدمتهم أفيجدور ليبرمان وعينه وزيرا للدفاع.

أظن أنه حينما يعلن أمين عام الجامعة العربية أن فكرة تبادل الأراضى أوهام، من مكان تابع للقوات المسلحة، ويجلس أمامه رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة وكبار رجال الدولة، فالمفترض أن المعنى واضح، ولا يحتاج إلى مزيد من بيان.
كل ما نرجوه أن تكون رسالة أبوالغيط، حاسمة فى هذا الملف الذى استغله كثيرون فى الداخل والخارج للهمز واللمز، والإيحاء بأن مصر فكرت فى التخلى عن أراضيها، أو مبادلتها مع أراضٍ فى فلسطين التاريخية.

لفت نظرى أيضا أن كل الخرائط التى استخدمها المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية، وهو يتحدث عن «التنمية فى سيناء»، كان مكتوبا عليها فلسطين وليس إسرائيل.
لا أخفيكم أننى شعرت بنوع من الفرحة لهذا الأمر. أدرك تماما أن هناك علاقات رسمية بين الدولة المصرية وإسرائيل، وأدرك الواقع المر على الأرض الذى جعل إسرائيل تصير شرطى وبلطجى المنطقة.

أدرك أيضا أن الرئيس السيسى أشاد خلال اللقاء بالرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وأنه سبق عصره، وأن السلام خيار استراتيجى لمصر.

لكن وكما يقولون فإن الغريق يتعلق بقشة أو بأى معنى أو لفتة رمزية. وما أدركه أكثر أن مواجهة إسرائيل الحقيقية ليست بالسلاح فقط، بل أساسا بالعلم والعمل والإنتاج والتقدم. وحينما يحدث ذلك مصريا أو عربيا ستختفى إسرائيل من تلقاء نفسها.

الملاحظة الأخيرة عن سيناء، والمحاولات المستمرة لقوى كثيرة لاصطناع خلافات بين أهل سيناء وبقية المصريين. إسرائيل هى المستفيد الاكبر من كل هذه المحاولات. أما الإرهابيون فهم نقطة اعتراضية عابرة، ستنتهى إن آجلا أو عاجلا. هم يخدمون إسرائيل تماما سواء كانوا يقصدون ذلك أم لا.

المهم أن علينا ألا نكتفى بالقول إن هناك مؤامرة ضدنا فى سيناء. المؤامرة موجودة طوال الوقت، والذى ينجحها هو كسلنا وتخلفنا وإهمالنا وجهلنا. ولذلك فالحل الأمثل فى سيناء أن نستمر فى تعميرها وبنائها وزرعها بالمستوطنات البشرية والمدارس والمعاهد والمصانع والمستشفيات. إذا حدث ذلك فسيختفى الإرهاب والإرهابيون. وستعود سيناء خط الدفاع الأول عن مصر، وليست شوكة فى خاصرتنا، كما يحاول كثيرون أن يفعلوا الآن.

تحية إلى كل الشرفاء من أهل سيناء الذين يتحملون الجانب الأكبر من التضحيات، وتحية إلى شهداء ابطال اكتوبر، وكل ضابط وجندى فى القوات المسلحة والشرطة، وكل مواطن مصرى يتصدى للإرهاب والعنف فى سيناء وغيرها.

رسالة «مصرية سيناء» كانت واضحة جدا يوم السبت الماضى، من أول رئيس الجمهورية إلى إبرهيم محلب وأحمد أبوالغيط وحسن خلف وسلوى النرش، نهاية بأغنية مدحت صالح، التى قال فيها «سينا مش هنسيبها حتى لو هنموت».


نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام أبوالغيط وخريطة محلب ومصرية سيناء كلام أبوالغيط وخريطة محلب ومصرية سيناء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon